تتجّه أنظار العالم إلى فرنسا حيث تُقام الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسيّة التي قد تمهّد الطريق نحو الإليزيه. يتنافس في الانتخابات الفرنسية 12 مرشحًا، لكن الأوفر حظًا بحسب استطلاعات الرأي، الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، ومرشّحة اليمين المتطرف زعيمة حزب التجمع الوطني، مارين لوبان.
وسط فتح صناديق الاقتراع أمام الناخبين الفرنسيين، ينشغل الرأي العام بالمرشّحة لوبان، التي كانت قد خاضت الاستحقاق الانتخابي مرّتين سابقتين لكن الحظ لم يحالفها.
فمن هي مارين لوبان؟
ولدت في مدينة نويي في إقليم هوت دو سن، غربي العاصمة باريس. تبلغ من العمر 53 عامًا، حاصلة على شهادة الماجستير في القانون، بدأت حياتها المهنية كمحامية، لتشغل فيما بعد مناصب قضائية. هي من أصول مصريّة، فوالدة جدتها "بولين" قبطية، ولدت في مصر.
باكرًا بدأت حياتها السياسية، تحديدًا عام 1986، عندما التحقت بحزب التجمع الوطني المتطرف، الذي أسسه والدها جان ماري لوبان. انتخبت عام 2004 عضوا في البرلمان الأوروبي، منصبٌ احتفظت به حتى عام 2017.
تركّز لوبان في حملتها الانتخابية على أوضاع فرنسا الداخليّة، متعهدة بضخ مزيد من الأموال في جيوب الفرنسيين، وسط مخاوف من التضخّم وارتفاع تكاليف مستوى المعيشة، إثر الحرب في أوكرانيا.
تحظى لوبان اليوم بشعبيّة واسعة، فهي تُصنّف الشخصية السياسية الثالثة الأكثر شعبية في فرنسا بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فيما تقول صحيفة "تلغراف" أن مرشحة اليمين المتطرف لم تغير من خطابها المشكك في أوروبا والمناهض للمهاجرين.
لوبان كانت قد خسرت انتخابات الرئاسة عام 2017، في الجولة الثانية حين حصلت على 34 بالمئة من أصوات الناخبين، مقارنة بالرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون.
إلا أن الانتخابات هذا العام قد تشهد نتائج مُغايرة، ذلك أن الفارق تقلّص كثيرًا، حيث تظهر الاستطلاعات أن الفارق بين الاثنين محدود. فقد أظهر استطلاع حديث للرأي أن 46 بالمئة من الفرنسيين يرون أنها تمثل خطًا وطنيًا يرتبط بالقيم التقليدية.
لوبان كانت قد أبدت إعجابها ببوتن، واصفة إياه بالقومي المُحافظ، لكنّها نأت بنفسها عنه مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، إلا أن الغرب عبّر عن خشيته من أن يؤدي وصولها إلى الإليزيه إلى تصدع التحالف المناهض لبوتن على خلفية حرب أوكرانيا.
تحاول لوبان إظهار إرادة حديدية في مواجهة الخصوم، واصفة نفسها بـ"طائر الفينيق الذي ينهض من بين الركام"، في إشارة إلى أن الخسائر المتتالية لا تثنيها عن مواصلة العمل بكل قوة لبلوغ سدّة الرئاسة في فرنسا.
لوبان اعتبرت أن الحديث عن فوز ماكرون المضمون هو مجرّد أخبار كاذبة، مؤكدة أن هزيمة ماكرون وتغيير سياسة البلد بشكل جذري هو أمر ممكن.