شهدت العلاقات الاميركية - الصينية، طوال 50 عاماً، تقلبات عدّة اذ تعد الصين أقوى منافس تواجهه الولايات المتحدة.
سيطرة المنافسة على العلاقة بين البلدين منذ عقود، وما زالت حتى يومنا هذا تهيمن على المشهد الدولي. البعض يقاربها من الناحية التاريخية والبعض الاخر يصفها "بالحرب الباردة الثانية".
يسبق اللقاء المحتمل بين الرئيسين، لقاءات تمهيدية بين مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سالفيان، في زيوريخ مع كبير الدبلوماسيين الصينيين، يانغ جيتشي، وزيارات متواصلة بين بكين وواشنطن في اطار تعزيز سياسة التعاون مما يجلب منافع للشعبين ويضمن استقرار وازدهار العالم.
يتعين على الصين والولايات المتحدة توسيع مصالحهما المشتركة باستمرار مع وضع الظروف والتحولات الجديدة في الاعتبار، كما يتعين على السياسة الأمريكية تجاه الصين تجنب التحول إلى حلقة مفرغة من سوء التقدير والتضليل.
وبعد عشر سنوات من التدخل الأميركي في العراق، نجد أن الصين تملك أكثر من حصص الولايات المتحدة في النفط العراقي، وهو الوضع الذي لم يكن من الممكن تصوره سابقًا. كما سمحت الصين بالتدخل في ليبيا بدون معارضة، رغم أن هذا تسبب في جدل داخلي بعد أن خسرت مكاسب اقتصادية في هذا البلد. أما معارضتها للتدخل في سوريا، المبرر من طرفها كمسألة مبدأ، إلا أن البعض اعتبره أكثر ارتباطًا بما بقي من تضامن مع روسيا في الأمم المتحدة بشأن القضايا السيادية الكبيرة.
يرى كثر ان انعدام الثقة بين الطرفين من العوامل المؤثرة على العلاقة بينهما، خصوصًا ان ميزان القوى ونماذج الحكم مختلفة تمامًا بين البلدين. من الواضح أن آخر ما يرغب به الطرفان هو الصراع اذ ان اللقاءات التمهيدية بين الصين والولايات المتحدة تفضي الى احتواء المنافسة وتعزيز التعاون بين البلدين.
وتشير دراسة صادرة عن "تريندز للبحوث والاستشارات"، بعنوان "فهم مسار سياسات بايدن تجاه الصين: بماذا تخبرنا المئة يوم الأولى لجو بايدن في سدة الحكم؟"، إلى أن المئة يوم الأولى لإدارة بايدن في الحكم أظهرت أنه لا يختلف عن الرئيس السابق دونالد ترامب، وربما يميل إلى تبني مواقف أكثر تشدداً تجاه الصين.
هذا وعززت الصين علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية مع كل من روسيا وإيران، وفق الدراسة. كما وانها تميل الدول الثلاث المتحالفة ضد الولايات المتحدة والتي لا يوجد بينها أي رابط أيديولوجي أو ثقة متبادلة، الى مجابهة ما تعتبره تهديداً من القوة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة.
وتخلص الدراسة إلى أن العلاقات بين واشنطن وبكين تتجه نحو مزيد من التوتر، وتستشهد بتصريح رجل الدولة الأمريكي المخضرم هنري كيسنجر، الذي قال فيه: "إن المنافسة اللانهائية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم قد تؤدي إلى تصعيد لا تُحمد عقباه وصراع لاحق أكثر خطورة من ذلك الذي وقع في حقبة الحرب الباردة".
سيطرة المنافسة على العلاقة بين البلدين منذ عقود، وما زالت حتى يومنا هذا تهيمن على المشهد الدولي. البعض يقاربها من الناحية التاريخية والبعض الاخر يصفها "بالحرب الباردة الثانية".
"قمة افتراضية" محتملة بين الصين واميركا
ويعتزم الرئيسان الاميركي جو بايدن والصيني تشي جينبينغ، اللقاء في قمة "افتراضية" بحسب ما كشف مسؤول أميركي كبير في البيت الأبيض. ويعد اللقاء المرتقب امر لم يحصل منذ سنوات وتكمن اهميته في الجهود المستمرة والحثيثة لضمان التعاون بين البلدين.يسبق اللقاء المحتمل بين الرئيسين، لقاءات تمهيدية بين مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سالفيان، في زيوريخ مع كبير الدبلوماسيين الصينيين، يانغ جيتشي، وزيارات متواصلة بين بكين وواشنطن في اطار تعزيز سياسة التعاون مما يجلب منافع للشعبين ويضمن استقرار وازدهار العالم.
يتعين على الصين والولايات المتحدة توسيع مصالحهما المشتركة باستمرار مع وضع الظروف والتحولات الجديدة في الاعتبار، كما يتعين على السياسة الأمريكية تجاه الصين تجنب التحول إلى حلقة مفرغة من سوء التقدير والتضليل.
التعاون الأميركي الصيني مشوب بالتباين
في الواقع، تتعاون الدولتان في قضايا عدّة، على عكس الظاهر. فالصين مثلا تضغط على كوريا الشمالية لاتخاذ مواقف أكثر اعتدالاً، وإن كانت لا ترفقها بعقوبات من طرفها. وبالرغم من أن الولايات المتحدة تتحرك في مسألة تايوان، إلا أن تحركاتها كلها خلت من دعم الاستقلال كخيار يتخذه الناخبون في الجزيرة. هذا وتقبلت أميركا مساعي الصين في جميع أنحاء العالم لتؤمّن نفسها بالطاقة والمواد الخام، لا بل فتحت أبوابها أخيراً، للاستثمارات الصينية في هذا المجال.وبعد عشر سنوات من التدخل الأميركي في العراق، نجد أن الصين تملك أكثر من حصص الولايات المتحدة في النفط العراقي، وهو الوضع الذي لم يكن من الممكن تصوره سابقًا. كما سمحت الصين بالتدخل في ليبيا بدون معارضة، رغم أن هذا تسبب في جدل داخلي بعد أن خسرت مكاسب اقتصادية في هذا البلد. أما معارضتها للتدخل في سوريا، المبرر من طرفها كمسألة مبدأ، إلا أن البعض اعتبره أكثر ارتباطًا بما بقي من تضامن مع روسيا في الأمم المتحدة بشأن القضايا السيادية الكبيرة.
يرى كثر ان انعدام الثقة بين الطرفين من العوامل المؤثرة على العلاقة بينهما، خصوصًا ان ميزان القوى ونماذج الحكم مختلفة تمامًا بين البلدين. من الواضح أن آخر ما يرغب به الطرفان هو الصراع اذ ان اللقاءات التمهيدية بين الصين والولايات المتحدة تفضي الى احتواء المنافسة وتعزيز التعاون بين البلدين.
علاقة واشنطن - بكين نحو مزيد من التوتر؟
على الرغم من المساعي الاجابية نوعاً ما يرى البعض ان العلاقة بين القوتين العظيمتين تتجه الى تأزم اكثر.وتشير دراسة صادرة عن "تريندز للبحوث والاستشارات"، بعنوان "فهم مسار سياسات بايدن تجاه الصين: بماذا تخبرنا المئة يوم الأولى لجو بايدن في سدة الحكم؟"، إلى أن المئة يوم الأولى لإدارة بايدن في الحكم أظهرت أنه لا يختلف عن الرئيس السابق دونالد ترامب، وربما يميل إلى تبني مواقف أكثر تشدداً تجاه الصين.
هذا وعززت الصين علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية مع كل من روسيا وإيران، وفق الدراسة. كما وانها تميل الدول الثلاث المتحالفة ضد الولايات المتحدة والتي لا يوجد بينها أي رابط أيديولوجي أو ثقة متبادلة، الى مجابهة ما تعتبره تهديداً من القوة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة.
وتخلص الدراسة إلى أن العلاقات بين واشنطن وبكين تتجه نحو مزيد من التوتر، وتستشهد بتصريح رجل الدولة الأمريكي المخضرم هنري كيسنجر، الذي قال فيه: "إن المنافسة اللانهائية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم قد تؤدي إلى تصعيد لا تُحمد عقباه وصراع لاحق أكثر خطورة من ذلك الذي وقع في حقبة الحرب الباردة".