شكلت مداهمة منزل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سابقة من نوعها في المشهد الأميركي، اذ لم يسبق أن تعرض أي رئيس في الولايات المتحدة الاميركية لمداهمة مكان إقامته، غير أن تفتيش منزل ترامب يصب في مصلحة رواية يرددها ترامب نفسه بأنه ضحية مؤسسة فاسدة.
فما هي تداعيات مداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالي لمنزل ترامب على خوضه السباق الرئاسي؟ وهل تم قطع الطريق أمامه من الان؟
سيف ذو حدين
المستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية حازم الغبرا وفي حديث لـ"جسور" رأى أنه بات من المؤكد احتفاظ ترامب بوثائق سرية متعلقة بالأرشيف الوطني، لكن من الصعب اثبات فعله ذلك بطريقة غير شرعية ومع سابق الإصرار والتصميم."
واعتبر الغبرا أن "مداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالي لمنزل دونالد ترامب "تصعيد واضح في التحقيقات المختلفة الجارية بشأن أيامه الأخيرة في البيت الأبيض، فاذا وجهت إليه التهم أو أدين بإخفاء السجلات الحكومية أو تلفها قد يتم منعه من الترشح الى الانتخابات الرئاسية المقبلة."
لكن مداهمة منزل ترامب سيف ذو حدين وقد ترفع حظوظ ترامب الرئاسية، وهنا أشار الغبرا الى أن "حلفاء الرئيس السابق طالبوا بتوضيح من مكتب التحقيقات الفيدرالي لأسباب تفتيش منزله في ولاية فلوريدا، كما أدان العديد من الجمهوريين المداهمة، وتعهدوا بالتحقيق بممارسات وزارة العدل إذا تم انتخابهم في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ناهيك عن أن عدادا كبيرا من الجمهوريين كانوا مترددين بشدة بشأن احتمالية عودة ترامب، لكن أنباء المداهمة أثارت شعورا بالغضب. وهذا كله قد يدفع ترامب، متشجعا بهذا الدفق المباشر من الحماسة المؤيدة له، إلى اغتنام الفرصة والإعلان عن عزمه الترشح للعودة إلى البيت الأبيض."
قضية فريدة من نوعها
وأشار المستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية حازم الغبرا الى أن "الاقتحام لم يكن مخططا له، كونه نتيجة اتفاق أكثر من جهة رسمية في الولايات المتحدة، إضافة الى أن وزارة العدل قدمت أدلة للقاضي المختص الذي سمح بتنفيذ مذكرة تفتيش منزل الرئيس السابق في ولاية فلوريدا.
وتابع "ترامب عند انتهاء ولايته، لم يسلم كل الأوراق الرسمية الى الإدارة الأميركية الجديدة، ما أدى فورا الى تنفيذ مذكرة التفتيش بحقه. ولا شك أن هذه القضية تعد سابقة من نوعها وجديدة بالنسبة لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) الذي يتعامل بحذر شديد مع رئيس لا يزال يحظى بشعبية واسعة لكنه متهم باخفاء مستندات حكومية."
في المقابل، يرى الديمقراطيون أن تفتيش منزل ترامب يحمل في طياته مخاطر سياسية، اذ لا يحفز القاعدة الشعبية للجمهوريين فحسب، بل يشتت الأنظار أيضا عن إنجازات الديمقراطيين في الكونغرس هذا الأسبوع، بتمريرهم رزمة اقتصادية شاملة تعالج قضايا مهمة من الرعاية الصحية إلى التغير المناخي.
حرب شوارع؟
وكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن أن ما قام به "إف بي آي" سيقود إلى العنف والى حرب شوارع في الولايات المتحدة، لكن الغبرا يرى أن "احتمال نشوب حرب أهلية جديدة في أميركا مستبعد لأن تجربة الحروب الأخيرة أثبتت أنها تندلع لأسباب اقتصادية وليست سياسية، فالمواطن الأميركي لا يعاني من أزمة اقتصادية ويتمتع بدخل مقبول وبحياة كريمة ولا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، وبالتالي لن يفرط بالسلام الذي يعم البلاد بسبب خلاف سياسي بين الإدارات الأميركية."
قضية العقارات
وفي جديد تفاصيل اقتحام "إف بي آي" لمنزل ترامب، أفادت تقارير بأن الضباط فتَّشوا خزانة ملابس زوجته ميلانيا و كل الغرف في منزل ترامب بعد الدخول الى أجنحة عائلة ترامب الخاصة التي تبلغ مساحتها 278 مترا، ومكتباً منفصلاً وخزنة وغرفة تخزين مقفلة في القبو عثر الضباط بداخلها على 15 صندوقاً من أوراق البيت الأبيض.
وعلى صعيد منفصل، قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إنه امتنع عن الرد على أسئلة خلال مثوله أمام المدعية العامة لولاية نيويورك، في تحقيق مدني بشأن الممارسات التجارية لعائلته.
وتُجري المدعية العامة لولاية نيويورك، ليتيتيا جيمس، تحقيقاً مدنياً لمعرفة ما إذا كانت منظمة ترامب بالغت في تقدير قيم عقارات.