أعلن وزير الخزانة في بريطانيا ناظم الزهاوي ترشّحه لزعامة حزب المحافظين ومنصب رئيس الوزراء، خلفًا لرئيس الحكومة البريطانية المستقيل بوريس جونسون، ليكون آخر أعضاء حزب المحافظين حتى الآن الذين أعلنوا ترشّحهم لخلافة جونسون.
الزهاوي هو من أصل عراقي، يتولى أقوى منصب حكومي فى بريطانيا بعد رئيس الوزراء، باعتباره وزيرًا للخزانة.
ترشّح الزهاوي لمنصب رئيس الوزراء في بريطانيا، بحسب المحلل السياسي العراقي داود الحلفي، هي خطوة هامة جدًا، "خصوصا وأن شخصيته أبهرت العالم والرأي العام البريطاني".
وقال الحلفي في حديث لـ"جسور"، "ذهب مع عائلته إلى بريطانيا هربًا من تجنيده في جبهات القتال إبّان الحرب العراقية الإيرانية، كذلك ابتعد من الإضطهاد والمطاردة، خصوصًا وأن والده كان على رأس البنك المركزي آنذاك".
وتابع: "يمتاز الزهاوي بالعقلية النظامية والإقتصادية، ولديه إمكانية بتوفير الوقت ضمن اختصاصات وأهداف معيّنة من دون هدر الوقت والغوص بأمور غير مفيدة".
ولفت إلى أن "وصول الزهاوي إلى منصب رئاسة الوزراء في بريطانيا هو أمر مهم جدًا، لكن الأهم أن يستفيد السياسيون العراقيون من ذلك"، مشيرًا إلى أن "عراقيين كثُر وفي دول مختلفة وصلوا لكنّهم فضلوا تحقيق أماني الدول الأخرى وخضعوا للضغوط الخارجية".
ناظم الزهاوي
ولد ناظم الزهاوي في بغداد عام 1967 لأسرة كردية عراقيّة، غادرت إلى بريطانيا عام 1976. استقرّت الأسرة في ساسكس، وأدخلت ابنها ناظم مدرسة خاصة في جنوب غربي لندن، وقد تابع تعليمه في "كنغز كوليدج"، وحصل على البكالوريوس في الهندسة الكيماوية.
بعد تخرّجه عمل لفترة وجيزة في شركة دولية، أسس الزهاوي مطلع القرن الحالي شركة "يوغوف" للاستشارات واستطلاعات الرأي، وقد عرفت بعد ذلك بتوقعاتها نتائج الانتخابات، حتى باتت تبيع خدماتها لكبرى الحكومات والشركات والهيئات.
وكان مدخل الزهاوي إلى السياسة من باب النشاط لمصلحة أكراد العراق في تسعينيات القرن الماضي، تحت جناح الكاتب جيفري آرشر، القيادي في حزب المحافظين إذ وصل إلى منصب نائب رئيس الحزب قبل أن يستقيل من البرلمان بعد سلسلة من الفضائح والاتهامات المالية.
وقد أسس الزهاوي شركته الأولى مع ستيفن شكسبير، الذي كان ناطقًا إعلاميًا لآرشر. وجمع بين الأعمال والنشاط السياسي، في مزيج يطابق مواصفات المحافظين التقليديين.
كان له دور بارز في الترويج للصندوق الخيري الذي أسّسه آرشر عام 1993 لجمع التبرعات لمصلحة أكراد العراق.
وظل تركيز الزهاوي على أعماله حتى عام 2010، حين ترشّح للمرة الأولى لعضوية مجلس العموم (البرلمان البريطاني)، وفاز في الانتخابات.
حينها، استقال من رئاسة مجلس إدارة شركته "يوغوف"، لكنه قبل ذلك، ومنذ منتصف التسعينيات، حين انتخب عضوًا في مجلس حي واندسوورث في لندن، ظل يجمع بين الأعمال والسياسة.
شغل منصب وزير التربية والتعليم عقب تعديل وزاري في سبتمبر/ أيلول المنصرم، على خلفيّة نجاحه المبهر في إدارة توزيع لقاحات كورونا خلال العامين الماضيين.
وحظيَ بشعبية واسعة، وأطلق عليه "وزير اللقاحات" عندما كانت بريطانيا واحدة من أسرع دول العالم في إطلاق برامج التطعيم للوقاية من فيروس كورونا.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، عيّن بوريس جونسون ناظم الالزهاوي وزيرًا مسؤولا عن توزيع لقاحات فيروس كورونا "كوفيد-19".
والزهاوي هو لاجئ سابق من أصول عراقية كردية، ووصل إلى بريطانيا عندما كان طفلا، ما يميّزه عن غيره من المنافسين المحافظين.