تسعة أيام تفصل العالم عن الجولة الثانية من السباق الرئاسي الفرنسي الذي قد يقلب نظام الإليزيه وديناميكيات أوروبا، في حال فازت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن بوجه الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون.
المعركة تحتدم بين المتنافسَين، ماكرون ولوبن، إذ تشير آخر استطلاعات الرأي الى استمرار تقلص الفارق بينهما. ويؤكد مصدر فرنسي مطلع على الانتخابات الرئاسية لـ"جسور"، الى أن "السباق لا يزال حاميا وسيُحسم في الدقائق الأخيرة فيما أصوات فريق زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون، الحائز على نسبة تتجاوز ٢١%، ومعظمها من أصل عربي، قد تخلط الأوراق كلّها لأنه لم يُعرف بعد لصالح من ستصبّ، ورغم توجهات الاشتراكيين بقطع الطريق على اليمين المتطرف فلا شيء يضمن التزام المناصرين بها كليا".
فكيف سيؤثر فوز لوبن على المشهدية الفرنسية؟
قضايا شائكة
ارتفع منسوب القلق في العواصم الغربية، خصوصا واشنطن، من أن تفوز اليمينية المتطرفة مارين لوبن مما قد يُعزّز دور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الساحة الدولية.
وهنا يؤكد المصدر الفرنسي المطلع على الانتخابات الرئاسية لـ"جسور" أن ذلك "سيزعزع استقرار التحالف الغربي ضد موسكو".
وكانت لوبن تحدثت بتعاطف عن مبررات بوتين للحرب ورفضت بعض الإجراءات المتشددة التي اتخذها التحالف الغربي ضد روسيا. وعندما سُئلت مرشّحة اليمين المتطرّف، في مناظرة تلفزيونية حديثة أجريت معها، عما إذا كان ينبغي على فرنسا قطع واردات النفط والغاز من روسيا، أجابت لوبن "هل نريد أن نموت؟ من الناحية الاقتصادية، سنموت!"، مضيفة "علينا أن نفكّر في شعبنا".
وعن إعلان لوبن إنهاء التعاون الدفاعي مع ألمانيا، بسبب الاختلافات الجذرية والتباينات الاستراتيجية التي لا يُمكن التوفيق بينها، في حال فوزها في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، يشير المصدر المطلع لـ"جسور" إلى أن "قطع العلاقات في المجال العسكري مع ألمانيا لا يؤدي الى التركيز على المشاريع الذاتية، بل على العكس تماما لأنه سيعزل فرنسا دوليا وسيُهدد أمنها".
وفي وقت سابق، أعلنت لوبن أن ألمانيا تنتقد صادرات الأسلحة الفرنسية، ولا تعتبرها امتداداً للسياسة الخارجية.
الاتحاد الأوروبي
رفضت لوبن خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي بعدما طالبت بذلك في انتخابات 2017، في حين قالت إنها تريد تحديث أوروبا من الداخل وقطع المساهمات عن خزائن الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، اعتبر المصدر الفرنسي أن "تصرفات لوبن المتسرعة ستضع باريس على مسار تصادمي مع المفوضية الأوروبية وأعضاء الاتحاد الأوروبي، وستؤدي الى تفكك الاتحاد وإضعافه".
وجددت لوبان سعيها لاستبدال الاتحاد الأوروبي بـ"أوروبا الأمم"، رغم أنها لم توضح بعد كيف سيبدو ذلك.
كما أعلنت أنها ستوظف آلافاً من وكلاء الجمارك لفحص البضائع التي تدخل فرنسا، بما في ذلك من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
وهنا يؤكد المصدر الفرنسي أن "ساسية لوبن لن تسمح بقطف ثمار مشاريع ماكرون الذي يواصل سعيه لتطوير ما يسميه "الاستقلال الاستراتيجي" لأوروبا في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والزراعة والطاقة، إضافة إلى إعادة توجيه الاتحاد الأوروبي نحو مواقف أكثر حمائية، ومنع بعض صفقات التجارة الحرة مع الكتل الأخرى مثل "ميركوسور" وإنشاء آلية تزيد من التدقيق في عمليات الاستحواذ الخارجية على شركات الاتحاد الأوروبي الاستراتيجية".
على صعيد متصل، عبّرت واشنطن عن قلقها حيال مواقف لوبن تجاه الاتحاد الاوروبي الذي يقف حاليا إلى جانب كييف ضد موسكو، مشيرة الى ان لوبن تعمل على زعزعة الاستقرار الاوروبي.
حلف شمال الأطلسي
أكدت لوبن مراراً، أنها ترغب في إعادة تشكيل السياسة الخارجية لفرنسا من جديد، لافتة إلى أنها تعتزم التركيز بالدرجة الأولى على التعاون الثنائي بدلاً من التعاون داخل المنظمات الدولية.
وتحت شعار المزيد من الاستقلالية، أعلنت لوبن أنها لن تضع أي قوات فرنسية تحت قيادة أجنبية، وانها تسعى الى الانسحاب من هيكل قيادة حلف شمال الأطلسي-الناتو.
وفي هذا الإطار، اعتبر المصدر الفرنسي، أن "فوز لوبان في الانتخابات الرئاسية سيمهد الى خلق حال من الضياع والتوتر داخل حلف شمال الاطلسي تمهيدا الى انهياره بالكامل".
الاسلام
موضوع الحجاب تصدر حملة المتنافسين، اذ قدمت لوبن مواقف متشددة تدعو فيها الى حظر الحجاب من الاماكن كلّها وفرض دفع فدية لمن ترتديه، لانه يعكس "نظرة راديكالية للإسلام"، وفق قولها.
وأكدت مصادر فرنسية مطلعة لـ"جسور"، أن تصريحات لوبن المتعلقة بالاسلام "تقلل من حظوظها في الفوز بالانتخابات الرئاسية، وتضعها في مواقفة حرجة مع أفراد الجاليات العربية، كما حدث خلال جولتها في السوق حين واجهتها احدى المحجبات ودخلت معها في نقاش، طارحة عليها أسئلة وصححت للوبين معلوماتها المغلوطة بشأن الفرنسيين المسلمين".
وكان ماكرون قد أكد أن حظر الحجاب في كل الأماكن الذي تدعو اليه لوبن، "غير ممكن ومخالف للقوانين الجمهورية، وعلى الرغم من ان ارتداء الحجاء محظور في المدارس، لكن في المقابل لا بد من احترام الحرية الفردية للذين يرغبون في ارتدائه".
الهجرة
ملف الهجرة لقي اهتمام ماكرون و لوبن اللذين يتّفقان على تقييد حق اللجوء، اذ يقترح ماكرون "تسهيل عملية ترحيل اللاجئين الذين رُفضت طلباتهم ومراجعة شروط الحصول على تصاريح الإقامة لأكثر من أربع سنوات، وإدراج امتحان للغة الفرنسية لتحقيق الاندماج المهني"، بينما تقترح لوبن "ضرورة تقديم هذه الطلبات من البلد أو الموطن الأصلي في السفارات الفرنسية في الخارج قبل أي هجرة".
على صعيد متصل، يتفق المرشحان على تشديد عملية الحصول على الجنسية الفرنسية اذ يريد الرئيس المنتهية ولايته اشتراط إتقان اللغة الفرنسية، في حين تسعى لوبن الى إلغاء حق الأرض والحصول على الجنسية تلقائيًا عن طريق الزواج، وإدراج الظروف المؤدية إلى إسقاط الجنسية الفرنسية في الدستور.
المعركة تحتدم بين المتنافسَين، ماكرون ولوبن، إذ تشير آخر استطلاعات الرأي الى استمرار تقلص الفارق بينهما. ويؤكد مصدر فرنسي مطلع على الانتخابات الرئاسية لـ"جسور"، الى أن "السباق لا يزال حاميا وسيُحسم في الدقائق الأخيرة فيما أصوات فريق زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون، الحائز على نسبة تتجاوز ٢١%، ومعظمها من أصل عربي، قد تخلط الأوراق كلّها لأنه لم يُعرف بعد لصالح من ستصبّ، ورغم توجهات الاشتراكيين بقطع الطريق على اليمين المتطرف فلا شيء يضمن التزام المناصرين بها كليا".
فكيف سيؤثر فوز لوبن على المشهدية الفرنسية؟
قضايا شائكة
ارتفع منسوب القلق في العواصم الغربية، خصوصا واشنطن، من أن تفوز اليمينية المتطرفة مارين لوبن مما قد يُعزّز دور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الساحة الدولية.
وهنا يؤكد المصدر الفرنسي المطلع على الانتخابات الرئاسية لـ"جسور" أن ذلك "سيزعزع استقرار التحالف الغربي ضد موسكو".
وكانت لوبن تحدثت بتعاطف عن مبررات بوتين للحرب ورفضت بعض الإجراءات المتشددة التي اتخذها التحالف الغربي ضد روسيا. وعندما سُئلت مرشّحة اليمين المتطرّف، في مناظرة تلفزيونية حديثة أجريت معها، عما إذا كان ينبغي على فرنسا قطع واردات النفط والغاز من روسيا، أجابت لوبن "هل نريد أن نموت؟ من الناحية الاقتصادية، سنموت!"، مضيفة "علينا أن نفكّر في شعبنا".
وعن إعلان لوبن إنهاء التعاون الدفاعي مع ألمانيا، بسبب الاختلافات الجذرية والتباينات الاستراتيجية التي لا يُمكن التوفيق بينها، في حال فوزها في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، يشير المصدر المطلع لـ"جسور" إلى أن "قطع العلاقات في المجال العسكري مع ألمانيا لا يؤدي الى التركيز على المشاريع الذاتية، بل على العكس تماما لأنه سيعزل فرنسا دوليا وسيُهدد أمنها".
وفي وقت سابق، أعلنت لوبن أن ألمانيا تنتقد صادرات الأسلحة الفرنسية، ولا تعتبرها امتداداً للسياسة الخارجية.
الاتحاد الأوروبي
رفضت لوبن خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي بعدما طالبت بذلك في انتخابات 2017، في حين قالت إنها تريد تحديث أوروبا من الداخل وقطع المساهمات عن خزائن الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، اعتبر المصدر الفرنسي أن "تصرفات لوبن المتسرعة ستضع باريس على مسار تصادمي مع المفوضية الأوروبية وأعضاء الاتحاد الأوروبي، وستؤدي الى تفكك الاتحاد وإضعافه".
وجددت لوبان سعيها لاستبدال الاتحاد الأوروبي بـ"أوروبا الأمم"، رغم أنها لم توضح بعد كيف سيبدو ذلك.
كما أعلنت أنها ستوظف آلافاً من وكلاء الجمارك لفحص البضائع التي تدخل فرنسا، بما في ذلك من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
وهنا يؤكد المصدر الفرنسي أن "ساسية لوبن لن تسمح بقطف ثمار مشاريع ماكرون الذي يواصل سعيه لتطوير ما يسميه "الاستقلال الاستراتيجي" لأوروبا في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والزراعة والطاقة، إضافة إلى إعادة توجيه الاتحاد الأوروبي نحو مواقف أكثر حمائية، ومنع بعض صفقات التجارة الحرة مع الكتل الأخرى مثل "ميركوسور" وإنشاء آلية تزيد من التدقيق في عمليات الاستحواذ الخارجية على شركات الاتحاد الأوروبي الاستراتيجية".
على صعيد متصل، عبّرت واشنطن عن قلقها حيال مواقف لوبن تجاه الاتحاد الاوروبي الذي يقف حاليا إلى جانب كييف ضد موسكو، مشيرة الى ان لوبن تعمل على زعزعة الاستقرار الاوروبي.
حلف شمال الأطلسي
أكدت لوبن مراراً، أنها ترغب في إعادة تشكيل السياسة الخارجية لفرنسا من جديد، لافتة إلى أنها تعتزم التركيز بالدرجة الأولى على التعاون الثنائي بدلاً من التعاون داخل المنظمات الدولية.
وتحت شعار المزيد من الاستقلالية، أعلنت لوبن أنها لن تضع أي قوات فرنسية تحت قيادة أجنبية، وانها تسعى الى الانسحاب من هيكل قيادة حلف شمال الأطلسي-الناتو.
وفي هذا الإطار، اعتبر المصدر الفرنسي، أن "فوز لوبان في الانتخابات الرئاسية سيمهد الى خلق حال من الضياع والتوتر داخل حلف شمال الاطلسي تمهيدا الى انهياره بالكامل".
الاسلام
موضوع الحجاب تصدر حملة المتنافسين، اذ قدمت لوبن مواقف متشددة تدعو فيها الى حظر الحجاب من الاماكن كلّها وفرض دفع فدية لمن ترتديه، لانه يعكس "نظرة راديكالية للإسلام"، وفق قولها.
وأكدت مصادر فرنسية مطلعة لـ"جسور"، أن تصريحات لوبن المتعلقة بالاسلام "تقلل من حظوظها في الفوز بالانتخابات الرئاسية، وتضعها في مواقفة حرجة مع أفراد الجاليات العربية، كما حدث خلال جولتها في السوق حين واجهتها احدى المحجبات ودخلت معها في نقاش، طارحة عليها أسئلة وصححت للوبين معلوماتها المغلوطة بشأن الفرنسيين المسلمين".
وكان ماكرون قد أكد أن حظر الحجاب في كل الأماكن الذي تدعو اليه لوبن، "غير ممكن ومخالف للقوانين الجمهورية، وعلى الرغم من ان ارتداء الحجاء محظور في المدارس، لكن في المقابل لا بد من احترام الحرية الفردية للذين يرغبون في ارتدائه".
الهجرة
ملف الهجرة لقي اهتمام ماكرون و لوبن اللذين يتّفقان على تقييد حق اللجوء، اذ يقترح ماكرون "تسهيل عملية ترحيل اللاجئين الذين رُفضت طلباتهم ومراجعة شروط الحصول على تصاريح الإقامة لأكثر من أربع سنوات، وإدراج امتحان للغة الفرنسية لتحقيق الاندماج المهني"، بينما تقترح لوبن "ضرورة تقديم هذه الطلبات من البلد أو الموطن الأصلي في السفارات الفرنسية في الخارج قبل أي هجرة".
على صعيد متصل، يتفق المرشحان على تشديد عملية الحصول على الجنسية الفرنسية اذ يريد الرئيس المنتهية ولايته اشتراط إتقان اللغة الفرنسية، في حين تسعى لوبن الى إلغاء حق الأرض والحصول على الجنسية تلقائيًا عن طريق الزواج، وإدراج الظروف المؤدية إلى إسقاط الجنسية الفرنسية في الدستور.