في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من خطر استغلال المقاتلين الأجانب، بات مصير الحرب الأوكرانية الروسية غير محدد مع احتمال أن يطول أمدها، فتُغرق مزيداً من الأطراف المتصارعة في وحولها؛ لا سيما بعد إعلان البلدين المتحاربَين عن استقبال المتطوعين للقتال، بمن فيهم المقاتلين من الشرق الأوسط.
منذ انطلاق العملية الروسية في أوكرانيا، دخلت عناصر جديدة لتغيّر قواعد الاشتباك، فقد لبّى أكثر من عشرين ألف مقاتل أجنبي، من أوروبا وشمال أميركا، نداء الرئيس الأوكراني للانضمام إلى صفوف جيشه ومواجهة الروس.
وكانت أوكرانيا أطلقت موقعاً على شبكة الانترنت، تدعو فيه للتطوع إلى جانبها في الحرب، أسمته "فيلق الدفاع الأوكراني"، في ظل استمرار الدعم العسكري الغربي لها.
لكن مع دخول الحرب أسبوعها الثالث، ناور الكرملين في خطوة مضادة، عبر إعلانه السماح للسوريين بالتطوع للقتال إلى جانب القوات الروسية.
مبادرة فردية
بشأن حقيقة إقبال متطوعين من الشرق الأوسط للقتال إلى جانب روسيا؛ قال الصحافي والمحلل السياسي حسان هاشم، المقيم في موسكو، في اتصال مع "جسور"، "إنهم مقاتلون من الشرق الأوسط، عانوا الأمرّين من الحروب في بلادهم وأدركوا أهمية الخطر النازي المتنامي على الحدود الروسية، مما دفعهم بمبادرة شخصية لاتخاذ قرار المشاركة في القتال مع الروس".
ولفت هاشم إلى أن "التصريحات الرسمية الروسية لم تطلب انضمام أي مقاتلين إلى صفوفها، بل أعلنت عن موافقة القيادة في قبول وصول المتطوعين، مرجحاً أن يكونوا بمعظمهم من سوريا".
في المقابل، نفى هاشم معرفته بوجود أي تنسيق بين القيادتين الروسية والسورية في هذا الإطار، كما رفض تبني معلومات صحافية أشارت السبت إلى إبداء لبنانيين رغبتهم في القتال إلى جانب الجيش الروسي.
مقاتلون متمرسون
مقابل الإمدادات والمساعدات الغربية المستمرة لأوكرانيا، فإن مشاركة المقاتلين الشرق أوسطيّين من شأنه التأثير في موازين القوى على الأرض وإطالة أمد الحرب؛ ويوضح هاشم أن أولئك المقاتلين "أصحاب باع طويل في قتال المنظمات الإرهابية، تمرسوا في محاربة العصابات، ونجحوا في استرداد مساحات جغرافية واسعة سيطر عليها الإرهابيون في سوريا".
هذه العوامل، وفقاً للمحلل السياسي "تؤهلهم للصمود طويلاً أمام المقاتلين من الجهة المقابلة، الذين يفتقرون لخبرة مماثلة، مما سيكشف انعدام تكافؤ الفرص بين الجانبين"، على حد قوله.
من جهة ثانية، يعتبر هاشم أن "الجيش الروسي ومن خلال مشاركة عناصره في الحرب الدائرة في سوريا، بات يمتلك قاعدة بيانات عن سلوك التنظيمات المسلحة وتكتيكاتها العسكرية"، وهو بذلك يرجّح فرضيّة أن "الحسم الروسي لن يكون صعباً مهما طال أمده، مع تقدّم الجيش الروسي نحو مساحات جغرافية واسعة داخل أوكرانيا".
أهداف روسيا
أشارت وسائل إعلام غربية، السبت، إلى أن صوراً لأقمار اصطناعية أظهرت تقدم قافلة عسكرية روسية ضخمة، وصفتها بـ"قافلة الموت، نحو العاصمة الأوكرانية كييف، التي طوقتها القوات الروسية فيما عدا جهة غربية واحدة وسط إغلاق الجيش الأوكراني للطرق المؤدية إلى العاصمة بالحواجز.
في هذا الخصوص، دافع الصحافي والمحلل السياسي المقيم في موسكو، عن الموقف الروسي، قائلاً: "روسيا لا تنوي الغرق في وحول الحرب مع أوكرانيا، أو حتى احتلالها، وذلك بالرغم من محاولات الغرب إطالة أمد النزاع، وقد وضعت موسكو ثلاثة أهداف متى حققتها ستوقف عملياتها العسكرية".
الأهداف الروسية، من وجهة نظر هاشم، هي "اجتثاث النازية وخطرها المتنامي على حدود روسيا ومنعها من التقدم نحوها، فالنازية تتحكم بالقرار الأوكراني" على حد تعبيره. وتابع "الهدف الثاني هو إزالة المختبرات العلمية التي يرعاها الغرب، وتجرى فيها أبحاث خطرة تهدف إلى إنتاج أسلحة دمار شامل تهدد روسيا ودول الجوار، أما الهدف الثالث فهو حماية منطقة الدونباس (غربي أوكرانيا)"؛ مشدداً على أن "روسيا لا تتدخل في من تختاره أوكرانيا رئيساً لها".
نفي أميركي قاطع
وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، نفت ادعاءات موسكو حول تطوير أميركي لأسلحة محرمة دولياً داخل أوكرانيا، محذّرةً في الوقت نفسه من أن روسيا يمكن أن تسعى إلى استخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية في حربها على أوكرانيا.
وردّت الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، بوصف ادعاء روسيا بأنه "مناف للعقل"، مضيفة أنه "يمكن أن يكون جزءاً من محاولة روسيا لوضع الأساس لاستخدامها لأسلحة الدمار الشامل ضد أوكرانيا".
وكتبت ساكي، على "تويتر"، "هذه كلها حيلة واضحة من جانب روسيا لمحاولة تبرير هجومها الإضافي المتعمد وغير المبرر على أوكرانيا". وأضافت: "الآن بعدما قدمت روسيا هذه الادعاءات الكاذبة، يبدو أن الصين أيدت هذه الدعاية، ويجب علينا جميعاً أن نكون حريصين على إبقاء أعيننا مفتوحة على احتمال استخدام روسيا لأسلحة كيماوية أو بيولوجية في أوكرانيا، أو للقيام بعملية رفع راية كاذبة عن استخدام» هذه الأسلحة".
من جانبها، اعتبرت الرئاسة الفرنسية ان اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقوات الاوكرانية بانتهاك القانون الانساني لا يعدو كونه "أكاذيب"، وذلك إثر مكالمة هاتفية السبت، بين بوتين وكلّ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس.
وقال الإليزيه إنه خلال هذه المكالمة التي استمرت ساعة ونصف الساعة، جدد ماكرون وشولتس دعوة روسيا الى "وقف فوري لاطلاق النار" و"رفع الحصار" عن مدينة ماريوبول الأوكرانية.
دعوات التطوع وفتح المجال أمام المرتزقة الأجانب، تُظهر أن آلاف المقاتلين قد يدخلون أوكرانيا لتستمر ساحة حرب مفتوحة أمام الكوارث الإنسانية، في حين فرّ "نحو 2.6 مليون أوكراني" من بلادهم، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة،
منذ انطلاق العملية الروسية في أوكرانيا، دخلت عناصر جديدة لتغيّر قواعد الاشتباك، فقد لبّى أكثر من عشرين ألف مقاتل أجنبي، من أوروبا وشمال أميركا، نداء الرئيس الأوكراني للانضمام إلى صفوف جيشه ومواجهة الروس.
وكانت أوكرانيا أطلقت موقعاً على شبكة الانترنت، تدعو فيه للتطوع إلى جانبها في الحرب، أسمته "فيلق الدفاع الأوكراني"، في ظل استمرار الدعم العسكري الغربي لها.
لكن مع دخول الحرب أسبوعها الثالث، ناور الكرملين في خطوة مضادة، عبر إعلانه السماح للسوريين بالتطوع للقتال إلى جانب القوات الروسية.
مبادرة فردية
بشأن حقيقة إقبال متطوعين من الشرق الأوسط للقتال إلى جانب روسيا؛ قال الصحافي والمحلل السياسي حسان هاشم، المقيم في موسكو، في اتصال مع "جسور"، "إنهم مقاتلون من الشرق الأوسط، عانوا الأمرّين من الحروب في بلادهم وأدركوا أهمية الخطر النازي المتنامي على الحدود الروسية، مما دفعهم بمبادرة شخصية لاتخاذ قرار المشاركة في القتال مع الروس".
ولفت هاشم إلى أن "التصريحات الرسمية الروسية لم تطلب انضمام أي مقاتلين إلى صفوفها، بل أعلنت عن موافقة القيادة في قبول وصول المتطوعين، مرجحاً أن يكونوا بمعظمهم من سوريا".
في المقابل، نفى هاشم معرفته بوجود أي تنسيق بين القيادتين الروسية والسورية في هذا الإطار، كما رفض تبني معلومات صحافية أشارت السبت إلى إبداء لبنانيين رغبتهم في القتال إلى جانب الجيش الروسي.
مقاتلون متمرسون
مقابل الإمدادات والمساعدات الغربية المستمرة لأوكرانيا، فإن مشاركة المقاتلين الشرق أوسطيّين من شأنه التأثير في موازين القوى على الأرض وإطالة أمد الحرب؛ ويوضح هاشم أن أولئك المقاتلين "أصحاب باع طويل في قتال المنظمات الإرهابية، تمرسوا في محاربة العصابات، ونجحوا في استرداد مساحات جغرافية واسعة سيطر عليها الإرهابيون في سوريا".
هذه العوامل، وفقاً للمحلل السياسي "تؤهلهم للصمود طويلاً أمام المقاتلين من الجهة المقابلة، الذين يفتقرون لخبرة مماثلة، مما سيكشف انعدام تكافؤ الفرص بين الجانبين"، على حد قوله.
من جهة ثانية، يعتبر هاشم أن "الجيش الروسي ومن خلال مشاركة عناصره في الحرب الدائرة في سوريا، بات يمتلك قاعدة بيانات عن سلوك التنظيمات المسلحة وتكتيكاتها العسكرية"، وهو بذلك يرجّح فرضيّة أن "الحسم الروسي لن يكون صعباً مهما طال أمده، مع تقدّم الجيش الروسي نحو مساحات جغرافية واسعة داخل أوكرانيا".
أهداف روسيا
أشارت وسائل إعلام غربية، السبت، إلى أن صوراً لأقمار اصطناعية أظهرت تقدم قافلة عسكرية روسية ضخمة، وصفتها بـ"قافلة الموت، نحو العاصمة الأوكرانية كييف، التي طوقتها القوات الروسية فيما عدا جهة غربية واحدة وسط إغلاق الجيش الأوكراني للطرق المؤدية إلى العاصمة بالحواجز.
في هذا الخصوص، دافع الصحافي والمحلل السياسي المقيم في موسكو، عن الموقف الروسي، قائلاً: "روسيا لا تنوي الغرق في وحول الحرب مع أوكرانيا، أو حتى احتلالها، وذلك بالرغم من محاولات الغرب إطالة أمد النزاع، وقد وضعت موسكو ثلاثة أهداف متى حققتها ستوقف عملياتها العسكرية".
الأهداف الروسية، من وجهة نظر هاشم، هي "اجتثاث النازية وخطرها المتنامي على حدود روسيا ومنعها من التقدم نحوها، فالنازية تتحكم بالقرار الأوكراني" على حد تعبيره. وتابع "الهدف الثاني هو إزالة المختبرات العلمية التي يرعاها الغرب، وتجرى فيها أبحاث خطرة تهدف إلى إنتاج أسلحة دمار شامل تهدد روسيا ودول الجوار، أما الهدف الثالث فهو حماية منطقة الدونباس (غربي أوكرانيا)"؛ مشدداً على أن "روسيا لا تتدخل في من تختاره أوكرانيا رئيساً لها".
نفي أميركي قاطع
وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، نفت ادعاءات موسكو حول تطوير أميركي لأسلحة محرمة دولياً داخل أوكرانيا، محذّرةً في الوقت نفسه من أن روسيا يمكن أن تسعى إلى استخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية في حربها على أوكرانيا.
وردّت الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، بوصف ادعاء روسيا بأنه "مناف للعقل"، مضيفة أنه "يمكن أن يكون جزءاً من محاولة روسيا لوضع الأساس لاستخدامها لأسلحة الدمار الشامل ضد أوكرانيا".
وكتبت ساكي، على "تويتر"، "هذه كلها حيلة واضحة من جانب روسيا لمحاولة تبرير هجومها الإضافي المتعمد وغير المبرر على أوكرانيا". وأضافت: "الآن بعدما قدمت روسيا هذه الادعاءات الكاذبة، يبدو أن الصين أيدت هذه الدعاية، ويجب علينا جميعاً أن نكون حريصين على إبقاء أعيننا مفتوحة على احتمال استخدام روسيا لأسلحة كيماوية أو بيولوجية في أوكرانيا، أو للقيام بعملية رفع راية كاذبة عن استخدام» هذه الأسلحة".
من جانبها، اعتبرت الرئاسة الفرنسية ان اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقوات الاوكرانية بانتهاك القانون الانساني لا يعدو كونه "أكاذيب"، وذلك إثر مكالمة هاتفية السبت، بين بوتين وكلّ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس.
وقال الإليزيه إنه خلال هذه المكالمة التي استمرت ساعة ونصف الساعة، جدد ماكرون وشولتس دعوة روسيا الى "وقف فوري لاطلاق النار" و"رفع الحصار" عن مدينة ماريوبول الأوكرانية.
دعوات التطوع وفتح المجال أمام المرتزقة الأجانب، تُظهر أن آلاف المقاتلين قد يدخلون أوكرانيا لتستمر ساحة حرب مفتوحة أمام الكوارث الإنسانية، في حين فرّ "نحو 2.6 مليون أوكراني" من بلادهم، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة،