الرجل الذي نشأ في أسرة فقيرة متواضعة وعمل في طفولته ماسح أحذية، ثم أصبح يدعى "السياسي الأكثر شعبية" عاد ليدهش العالم مرة أخرى!
فمن هو هذا الحاكم الذي استطاع كسر المألوف بعودته من السجن إلى القصر الرئاسي في البرازيل؟ وكيف تمكن من نقل بلاده يوماً من مرحلة الإنهيار إلى سادس أكبر اقتصاد في العالم؟
إنه الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أحد السياسيين الأكثر نفوذاً واستمرارية في أميركا اللاتينية. وُلد في البرازيل في عائلة متواضعة عام 1945. لم يتعلم القراءة حتى سن العاشرة لانخراطه في الحياة العملية في سن مبكرة، فهو هاجر إلى مدينة ساو باولو في الرابعة عشرة من عمره، وعمل هناك في مسح الأحذية وبيع الفول السوداني لمساعدة والديه بتدبير أمورهم الحياتية، قبل أن ينضم إلى نقابة عمّال المعادن بعد سنوات، حيث أظهر موهبته بالتنظيم والتفاوض. وبعدها، تبنى سياسة "صفر جوع" وبها انطلقت مسيرته السياسية عام 1968.
حَكم دا سيلفا البرازيل بين عامي 2003 و2010. عُرف بحكمته الشهيرة "انهض بالفقراء لينهضوا هم باقتصاد البلد"، فهو من أطلق برامج اجتماعية عدة، أبرزها برنامج "راتب الأسرة الفقيرة"، ومن ضمنها إنشاء المدراس المهنية والجامعات وتوفير أكثر من 20 مليون فرصة عمل مقابل إجبار الفقراء على تعليم أطفالهم. حقق هذا البرنامج نتائج مبهرة خلال فترة حكمه، فانخفضت معدلات البطالة من 9.3% إلى 6.4%، وساهم ذلك في تخطي نحو 28 مليون شخص خط الفقر. كما ساعد الحكومة على تسديد الديون المتوجبة عليها.
8 سنوات من العمل حققت له تأييداً شعبياً واسعاً، إلاّ أن اتهامات الفساد التي لحقت به في السنوات الاخيرة من حكمه كانت كفيلة بتحطيم كل شيء ومعها سمعته، إذ اتهم بقضايا فساد وصفها دا سيلفا بمؤامرة مدبرة ضده. وقد أدّت إلى سجنه لمدة عام ونصف قبل أن تقضي المحكمة العليا في البرازيل ببطلان الأحكام وأمرت بإخلاء سبيله عام 2021. بعد خروجه من السجن، لم يستسلم دا سيلفا. فترشح للإنتخابات الرئاسية لعام 2022 وأطاح بمنافسه جايير بولسونارو بتحقيقه فوزاً تاريخياً بنسبة 50.9% في الإنتخابات الرئاسية. ومن المقرر أن يبدأ ولايته الثالثة مطلع عام 2023 ليعيد توحيد المجتمع البرازيلي الذي عانى من الانقاسامات طيلة سنوات حكم بولسونارو بسياساته اليمينية المتطرفة.
شخصية سياسية فريدة تستلم الحكم للمرة الثالثة على التوالي وسط تحديات اقتصادية ومالية صعبة لم تسلم منها أي دولة، فهل يكون داسيلفا النموذج المفتاح لحل لغز الأزمة الإقتصادية العالمية؟
فمن هو هذا الحاكم الذي استطاع كسر المألوف بعودته من السجن إلى القصر الرئاسي في البرازيل؟ وكيف تمكن من نقل بلاده يوماً من مرحلة الإنهيار إلى سادس أكبر اقتصاد في العالم؟
إنه الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أحد السياسيين الأكثر نفوذاً واستمرارية في أميركا اللاتينية. وُلد في البرازيل في عائلة متواضعة عام 1945. لم يتعلم القراءة حتى سن العاشرة لانخراطه في الحياة العملية في سن مبكرة، فهو هاجر إلى مدينة ساو باولو في الرابعة عشرة من عمره، وعمل هناك في مسح الأحذية وبيع الفول السوداني لمساعدة والديه بتدبير أمورهم الحياتية، قبل أن ينضم إلى نقابة عمّال المعادن بعد سنوات، حيث أظهر موهبته بالتنظيم والتفاوض. وبعدها، تبنى سياسة "صفر جوع" وبها انطلقت مسيرته السياسية عام 1968.
حَكم دا سيلفا البرازيل بين عامي 2003 و2010. عُرف بحكمته الشهيرة "انهض بالفقراء لينهضوا هم باقتصاد البلد"، فهو من أطلق برامج اجتماعية عدة، أبرزها برنامج "راتب الأسرة الفقيرة"، ومن ضمنها إنشاء المدراس المهنية والجامعات وتوفير أكثر من 20 مليون فرصة عمل مقابل إجبار الفقراء على تعليم أطفالهم. حقق هذا البرنامج نتائج مبهرة خلال فترة حكمه، فانخفضت معدلات البطالة من 9.3% إلى 6.4%، وساهم ذلك في تخطي نحو 28 مليون شخص خط الفقر. كما ساعد الحكومة على تسديد الديون المتوجبة عليها.
8 سنوات من العمل حققت له تأييداً شعبياً واسعاً، إلاّ أن اتهامات الفساد التي لحقت به في السنوات الاخيرة من حكمه كانت كفيلة بتحطيم كل شيء ومعها سمعته، إذ اتهم بقضايا فساد وصفها دا سيلفا بمؤامرة مدبرة ضده. وقد أدّت إلى سجنه لمدة عام ونصف قبل أن تقضي المحكمة العليا في البرازيل ببطلان الأحكام وأمرت بإخلاء سبيله عام 2021. بعد خروجه من السجن، لم يستسلم دا سيلفا. فترشح للإنتخابات الرئاسية لعام 2022 وأطاح بمنافسه جايير بولسونارو بتحقيقه فوزاً تاريخياً بنسبة 50.9% في الإنتخابات الرئاسية. ومن المقرر أن يبدأ ولايته الثالثة مطلع عام 2023 ليعيد توحيد المجتمع البرازيلي الذي عانى من الانقاسامات طيلة سنوات حكم بولسونارو بسياساته اليمينية المتطرفة.
شخصية سياسية فريدة تستلم الحكم للمرة الثالثة على التوالي وسط تحديات اقتصادية ومالية صعبة لم تسلم منها أي دولة، فهل يكون داسيلفا النموذج المفتاح لحل لغز الأزمة الإقتصادية العالمية؟