بعدما تم شراء الآلاف من أجهزة "ستارلينك" التي صنعتها شركة SpaceX التي يملكها الملياردير إيلون ماسك، من قبل الحكومة الأميركية وتم تمويلها من قبل المانحين لمساعدة القوات الأوكرانية في تشغيل طائرات بدون طيار، أبلغت القوات الأوكرانية عن انقطاع أجهزة الإتصالات بهذا النظام، ما أعاق عملياتها في مواجهة القوات الروسية.
والإقرار الأوكراني بهذا العطل، يؤكد الدور الكبير الذي يلعبه نظام "ستارلينك"، الذي يوفر الاتصال بالإنترنت عن طريق مجموعة من الأقمار الاصطناعية التي تملكها شركة "سبيس إكس".
وبحسب المحلل السياسي والخبير في الشأن الروسي، رامي القليوبي، ان "90% من عمل نظام "ستارلينك" كان يدور حول تحركات العسكريين والجهات الحكومية، وتعطله يزيد من صعوبة تنسيق الجيش الأوكراني أعماله على الصعيد اللوجستي".
حرب تقليدية
وقال في حديث لـ"جسور"، "لكن لا أعتقد أن هذا التغيير سيكون حاسما في مصير المعركة لأن الحرب الروسية - الأوكرانية هي أقرب إلى حرب تقليدية، وعوامل أخرى وعديدة تلعب دورا في هذا الإطار".
وتابع: "حتى الآن ما من جهة يمكن اعتبارها مسؤولة عن تعطيل هذا النظام، ولكن هناك فرضية متداولة عبر المواقع العسكرية الروسية، تقول إنه ربما الملياردير إيلون ماسك هو الذي عطل عمل هذه الاجهزة، لأنه في البداية أعلن دعمه لأوكرانيا وزودها بأجهزة "ستارلينك"، لكن قبل أيام، دعا إلى حل النزاع الأوكراني بالطريقة الديبلوماسية، واقترح على أوكرانيا الإعتراف بالسيادة الروسية في شبه جزيرة القرم مقابل إجراء إستفتاءات برعاية أممية في مقاطعات عدة".
وأضاف: "حينها، تلقى ماسك إساءات بالغة من النخبة الأوكرانية، لكنه في المقابل، حظي بترحيب روسي كبير إلى حد اننا بدأنا نسمع دعوات ليصبح الرئيس الأميركي المقبل".
معلومات استخباراتية
من جهتها، كشفت الباحثة في الشؤون السياسية سمر رضوان، في حديث صحفي، أن "الهدف من هذه الأجهزة مساعدة القوات الأوكرانية على تشغيل طائرات بدون طيار، وتلقي معلومات استخباراتية حيوية، والتواصل مع بعضها في المناطق التي لا توجد فيها شبكات آمنة أخرى".
وأضافت أن "قدرات هذه الأقمار لا تتوقف على جمع الصور الملتقطة بالتصوير الضوئي، فبعضها يمكنه الرؤية من خلال السحب والظروف الجوية غير الملائمة، وتتبع تحركات القوات الروسية ليلاً، وساعدت هذه الأنظمة كييف على تحديد بنك أهدافها بعد توقيع الجانب الروسي على قرار ضم جمهوريات دونباس وزابوريجيا وخيرسون".
ولم يعلق إيلون ماسك على موضوع انقطاع الخدمة في بعض المناطق الأوكرانية، واكتفى بالقول إن المعلومات من ساحة المعركة كانت سرية، مضيفاً أن صيانة الأقمار الاصطناعية والمعدات نفسها كلفت الشركة الأميركية 80 مليون دولار.