في أوكرانيا تشخص أنظار العالم الى المحطات النووية كونها في صلب الصراع بين روسيا من جهة وأوكرانيا ومعها الغرب من جهة أخرى. وأبرز هذه المحطات محطة زاباروجيا النووية وهي تاسع أكبر محطة نووية عالمياً والأكبر في أوكرانيا.
هذه المحطة هي صنيعة عصر الإتحاد السوفياتي قبل أن تصبح في عهدة أوكرانيا بأحكام جغرافيّة وبعد تفكك الإتحاد، وهي تغذي أربعين مليون منزل وتمد 20% من البلاد بالطاقة.
حوّلت الحرب هذه المحطة إلى قنبلة موقوتة، فدائرة الاشتباكات لم تستثن المحطة النووية من القصف، وأي تصعيد خطير يمكن أن يعيد مشهد كارثة تشيرنوبل.
تسربات نووية
وفي حديث لـ “جسور” قال رئيس تحرير وكالة أوكرانيا بالعربية د. محمد فرج الله، إنه " تمت السيطرة على محطة زاباروجيا في الأيام الأولى من الغزو من قبل القوات الروسيّة، وكان الجيش الأوكراني يقوم بعملية الدّفاع بعيداً من المحطة خوفاً من حدوث تسربات نووية مما أوجد ثغرة وسهّل احتلالها، فهي حتى اللحظة خاضعة للقوّة الروسية. أماّ الطاقم العامل داخل المحطة فلا يزال أوكرانيا والعمّال هم في عداد الرهائن يعملون تحت رحمة فوّهات البنادق الأجنبيّة الروسيّة".
استراتيجية الألف لدغة
في هذا السياق تابع "اعتمد الجيش الأوكراني استراتيجية الألف لدغة وتعني أن الجيش الأوكراني ورغم قلّة عديده يقوم بضرب الجيش الروسي ضربات مؤلمة في أماكن مختلفة ويسبب استنزاف القوّة منه".
وأضاف فرج الله أن "الجيش الأوكراني استطاع تدمير 50 مستودعا للذخيرة الروسيّة. وبالتالي بدأت روسيا رفع مستوى التوتر وأخذت نقطة المحطة النووية كنقطة احتماء لتخزين السلاح والذخيرة. فزاد القلق لأنه في حال حدوث أي انفجار داخل المحطة سيكون كارثيا وأخطر بكثير من كارثة تشيرنوبل. لذلك تدخلت وكالة الطاقة الذريّة وطلبت من روسيا اعادة المحطة للاوكرانيين أو على الأقل ابعاد أي قوّة عسكريّة عنها".