تاريخ العلاقات بين بريطانيا وفرنسا حافل بالأزمات وسوء الفهم منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية. حينها وضع تصريح تشرشل الشهير "نحن مع أوروبا ولكن لسنا في أوروبا، نحن مرتبطان لكن لسنا ضمن أوروبا" مسافة مع الأوروبيين وهو ما انتقده الجنرال ديغول واعتبره "هوساً" لدى البريطانيين بربط أفضل العلاقات مع أميركا وإدارة الظهر لأوروبا. ويبدو أن أزمة جديدة تلوح في أفق العلاقات بين البلدين إذ فرضت الشرطة البحرية الفرنسية غرامة على سفينتي صيد بريطانيتين خلال عملية تفتيش، أمس الأربعاء، مع اندلاع خلاف جديد بين لندن وباريس بشأن حقوق الصيد بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفي تغريدة لها على "تويتر" قالت وزيرة البحرية الفرنسية، أنيك جيراردين: "الأربعاء، تم تغريم سفينتين بريطانيتين خلال عمليات تفتيش كلاسيكية قبالة لوهافر. الأولى لأنها لم تمتثل بشكل عفوي والثانية لأنه لم يكن لديها ترخيص للصيد في مياهنا وتم تحويلها إلى السلطة القضائية".
وأردفت جيراردين أن ذلك حصل رغم الفحوصات القياسية على القوارب البريطانية خلال موسم صيد المحار، والتي تم تشديدها "على خلفية تشديد الضوابط في القناة، في سياق المناقشات بشأن التراخيص مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمفوضية الأوروبية".
حق فرنسا بالتفتيش
وأعلنت وزارتا الشؤون البحرية والأوروبية الفرنسيتان في بيان مشترك أن "فرنسا باستطاعتها تكثيف عمليات التفتيش الحدودية والتفتيش الصحي على البضائع المتجهة من بريطانيا بشكل خاص، ومنع قوارب الصيد البريطانية من دخول موانئ فرنسية معينة، وتشديد أعمال التفتيش على الشاحنات المتجهة للمملكة المتحدة والمغادرة منها".
وأضافت أنه "يجري إعداد جولة ثانية من الإجراءات. ولا تستبعد فرنسا إعادة النظر في إمداداتها من الكهرباء للمملكة المتحدة".
التوتر يشوب العلاقات
هذا وقد بلغ التوتر بين فرنسا وبريطانيا مداه بسبب جزيرة جيرسي التابعة للمملكة المتحدة والقريبة من السواحل الفرنسية بحوالي 14 ميلا فقط، وذلك بعد قرار لندن تحريك سفنها الحربية نحو الجزيرة لمنع أكثر من 60 سفينة صيد فرنسية من الاقتراب من الجزيرة أو الصيد في مياهها، بموجب اتفاق البريكست.
وكان التهديد البريطاني جدياً وهو منع الاقتراب من المياه البريطانية ولو تطلب الأمر تدخلا عسكريا، لترد فرنسا بتحريك سفنها البحرية قرب الجزيرة مهددة بقطع الكهرباء عنها، ليرد دبلوماسيون بريطانيون بأنه حتى عندما احتل الجيش النازي الألماني الجزيرة لم يقطع عنها الكهرباء.