بعد ساعات على مقتل ابنة الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين، داريا بانفجار عبوة استهدفت سيارتها في ضواحي موسكو، خرجت أوكرانيا لتعلن عن ان مسؤولا اوكرانيا عثر عليه مقتولاً داخل منزله.
ونشرت وسائل إعلام روسية، صور وبطاقة هوية منفذة جريمة قتل الصحفية الروسية داريا دوغينا، الأوكرانية ناتاليا شابان "فوفك".
فهل دخلت الحرب الروسية – الأوكرانية مرحلة التصفيات؟ وماذا أظهرت التحقيقات؟
رسالة مباشرة
يعتبر مدير مكتب جريدة "الشرق الاوسط" في موسكو رائد جبر في حديث لـ"جسور" أنه "اذا ثبتت الفرضيّة بأن دوغين هو المُستهدف وهي الأكثر ترجيحًا حتى الآن هذا يعني بأن عمليّة التفجير كانت تهدف الى توجيه رسالة مباشرة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأن استخدام عبوة ناسفة بهذه الطريقة في موسكو لتصفية واغتيال شخص يُعتبر بشكل أو بآخر شخص مقرّب أو عالم سياسة، له تأثير ودور في رسم السياسة الروسية في المرحلة الماضية، رسالة واضحة الى موسكو." ويقول: "التحقيقات الأولية تُشير الى أن العمل مُدبّر وتمّ إعداده بشكل دقيق مع ترجيح وقوف أجهزة استخبارات أجنبية خلف العملية".
مشهد جديد
ويوضح جبر أن "مادة الـ TNT وضعت تحت مقعد السائق والسيارة مركونة في مكان عام بجانب مكان الحفلة التي كان يحضرها دوغين مع ابنته اذ كان بمقدار أي شخص ان يصل الى هذه المنطقة لكن اختيار هذه الطريقة في الإغتيال تشير الى ان هناك رسالة بالفعل معرباً عن اعتقاده بأن التأثيرات لم تظهر الآن ونتائج التحقيق لا تعطي اي فرضيات نهائية حتى الآن ولكن في كل الأحوال نحن أمام مشهد جديد وانتقال عمليّات تفجير عبر عبوات ناسفة الى المدن الروسية أمر خطير للغاية".
"فشل السياسة الروسية"
من جهته، يعتبر رئيس تحرير وكالة أوكرانيا بالعربية والخبير بالشؤون الاوكرانية واوروبا الشرقية محمد فرج الله في حديث لـ"جسور" أن "ما حصل يُمثّل فشل السياسة الروسية" ودوغين الذي يعتبر العقل المفكّر لروسيا مجرم بحق الشعب الروسي وعمل طوال فترة الحرب على تغذية الروح العدوانيّة بين الشعبين الروسي والأوكراني وأقنع بوتين نفسه بأنه يمكنه أن ييستعيد الأمجاد ويحتلّ أراضي الغير".
خلفية ما حصل
ويقول فرج الله ان الفشل على الصعيدين، السياسي والعسكري. وفي ما خص "الفشل السياسي، بوتين كان يدّعي بأنه في هذه الحرب سوف يُبعد الناتو عن حدوده فإذا به العكس تماما حلف الناتو يتوسّع وتنضمّ اليه فنلندا والسويد.
كما أساءت الاستخبارات الروسية التقدير في موقف الغزو في أوكرانيا والمؤسسة العسكرية أخفقت القتال واثبتت أنها غير قادرة على هزيمة الجيش الأوكراني، فهنا تبدأ مرحلة التصفيات وهذا شيء معهود على روسيا ولو عدنا الى تاريخ الاتحاد السوفياتي، كل ما بعد لينن قام بتصفية الرفاق وجاء ستالين وفي آخر أيامه عندما قامت النخبة السياسية بتصفيته مما يشير الى ان هذا من النهج الروسي، التصفية الداخلية بهدف وضع اللوم على الآخر والبحث عن مُذنب داخل الجسم الروسي، وأوكرانيا غير معنيّة بذلك وأثبتت أنها لم تطلق طلقة على حدود روسيا وهي حتى اللحظة مُلتزمة بالدفاع عن أراضيها".