لم يكن إصرار وزراء الخارجية العرب على احتضان الجزائر للقمة العربية
بنسختها الحادية والثلاثين خيار صدفة ولا حتى موعد انطلاق القمة مطلع نوفمبر/تشرين الثاني فهذا التاريخ الذي طبع في تاريخ الجزائر الحديث يرمز للذكرى الـ68 لاندلاع ثورة التحرير ضد الإحتلال الفرنسي التي كرّست إلتفاف الدول والشعوب العربية ورسّخت أهمية التمسّك بقيم النضال المشترك في سبيل التحرر
القمّة العربيّة بنسختها الحادية والثلاثين وهي الأولى بعد توقف دام 3 سنوات بسبب جائحة كورونا حملت شعار "لمّ الشمل" احتضنتها الجزائر بحضور ثلثي القادة العرب فقط
وسط تحديات وظروف معقّدة تشهدها المنطقة العربية وقد حافظت القضيّة الفلسطينيّة والأمن العربي على الصدارة في جدول أعمال تضمّن أزمات المنطقة وقضايا أمن الغذاء والطاقة في ظل الأزمة الروسيّة – الأوكرانيّة فضلاً عن ملف إصلاح الجامعة العربية الذي تطرحه الجزائر في محاولة لإعادة بث روح التضامن وإعادة ترتيب البيت العربي
هي القمّة الرابعة في تاريخ الجزائر والقمّة رقم 49 منذ عقد أول قمة عربية في التاريخ
أول قمة عقدت في الجزائر كالن في عهد الرئيس الراحل هواري بومديد وقد عقدت في 28 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1973 في أعقاب حرب أكتوبر/تشرين الأول بين العرب واسرائيل وتوصلت الجزائر حينها إلى إقناع الدول الإسلامية بقطع علاقاتها مع إسرائيل
وإلزام تل أبيب بالإنسحاب من جميع الأراضي العربية فضلاً عن تقديم الدعم المالي والعسكري لمصر وسوريا في الحرب مع إسرائيل
القمة الثانية في الجزائر عقدت في السابع من يونيو/حزيران عام 1988 في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد وعلى عكس القمة الأولى كانت استثنائية إذ ناقش القادة العرب ملفين أساسيين هما تطورات الأوضاع في فلسطين والعدوان الأميركي على ليبيا
ونتج عنها المطالبة بمؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط بإشراف الأمم المتحدة
وتجديد الالتزام بتطبيق قرارات مقاطعة إسرائيل فضلا عن إدانة الاعتداء الأميركي على ليبيا
أما القمّة الثالثة فقد عقدت في 22 مارس/آذار عام 2005 خلال فترة حكم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة وشهدت حضورًا عربياً واسعاً وخرجت بتوصيات أهمها تفعيل آليات الجامعة العربية ومعالجة وضعها المالي ورفض القادة العرب العقوبات الأميركية الأحادية الجانب على دمشق ومساندة لبنان في حقّه السيادي بممارسة خِياراته السياسية
فضلاً عن إدانة الإرهاب بجميع أشكاله
بلد المليون ونصف المليون شهيد كان وسيبقى دومًا الصوت السلمي نحو انفتاح العرب وتحرّرهم