بعد عامين على انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن وخوضه انتخابات كانت من الأكثر إثارة للانقسام في الولايات المتحدة، تتجه الأنظار الى انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في الولايات المتحدة، التي تتسم بأهمية كبرى، كونها تشكل استفتاءً على سياسات بايدن.
فبعد أسبوع حافل بالحملات الانتخابية، توجه الأميركيون إلى صناديق الاقتراع، اليوم الثلاثاء، لاختيار مرشحيهم في انتخابات ستحسم مسار الولايات المتحدة للعامين المقبلين، وتقرر الأغلبيةَ في مجلسي الشيوخ والنواب ومصير حكام بعض الولايات.
السباق الانتخابي
في مجلس النواب المؤلف من 435 مقعداً، وحيث يتمتع الديمقراطيون اليوم بـ220 مقعداً فيما يحتل الجمهوريون 212 مقعداً، جل ما يحتاجه الجمهوريون للفوز هو انتزاع 5 مقاعد.
ثلث المجلس فقط يخوض الانتخابات النصفية، أي 35 مقعداً، منهم 15 للديمقراطيين و20 للجمهوريين في المجلس حيث يتعادل الحزبان. لكن الديمقراطيين يُعدون حزب الأغلبية لأن صوت نائبة الرئيس هي الصوت الحاسم.
ويتركز السباق بشكل أساسي في ولايات تتقلب ما بين الديمقراطية والجمهورية، كأريزونا وجورجيا ونيفادا ونيوهامشير حيث تتزايد حظوظ الجمهوريين، وذلك بسبب تراجع شعبية بايدن بشكل كبير فيها بسبب الاقتصاد.
موقف بايدن وترامب
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن: "نحن نستشعر في داخلنا أن ديمقراطيتنا في خطر، ونعلم أن هذه اللحظة هي فرصتكم للدفاع عنها".
في المقابل، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، أنه سيصدر إعلاناً مهماً جداً في 15 نوفمبر الحالي، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل، إلا أن التكهنات تشير إلى إمكانية إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2024. كما دعا أنصاره الى مساعدة الجمهوريين في استعادة مجلس النواب ومجلس الشيوخ.
توقعات الانتخابات
وفي حديثٍ لـ”جسور” قال مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية "توم حرب" "من المتوقّع أن يكون هناك تسونامي من الحزب الجمهوري. في مجلس النواب، على الأرجح، ستكون نسبة فوز الحزب الجمهوري بين 30 و40 نائباً بالأكثريّة. أمّا في مجلس الشيوخ فسيحصلوا على الأكثريّة في حال فوز 51 عضوّاً".
مراهنة ترامب
بعدما قرّر ترامب أن يلقي بكل ثقله في حملة انتخابات التجديد النصفي قد تجد الديمقراطية الأميركية نفسها في مواجهة تحدٍ سياسي ودستوري لا يقل أهمية وخطورة عن تحدي وخطورة اجتياح الكابيتول قبل أقل من سنتين. وأضاف حرب "هناك أسباب عدّة تجعل ترامب يراهن على النتاج. فالحزب الديمقراطي حاول انهاء ترامب بعد الانتخابات الرئاسيّة واعتبر تدميره بمثابة تدمير للحزب الجمهوري".
وتابع "شعبيّة ترامب انفصلت عن الحزب الجمهوري التقليدي. فجميع الأشخاص الذين دعمهم كحكام ولايات أو أعضاء شيوخ أو أعضاء مجلس نواب ربحوا في الانتخابات التي حصلت في الأشهر الماضية وعددهم يفوق ال100 شخص. ومن المتوقع الآن أيضاً فوز المدعومين من ترامب ممّا سيجعل مرجعهم ترامب في الحزب الجمهوري وليس الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، وذلك سيجعله أكثر قوّة لإعلان ترشحه لرئاسة الجمهوريّة".
انهيار الإقتصاد
ضعف إدارة الولايات المتحدة للشؤون الدوليّة أدّى إلى اختلال التوازن بين انتاج النفط واستهلاكه في أميركا، وتأثرت البلاد بشكل ملحوظ بالارتفاع العالمي لأسعار النفط. وقد تسبب ذلك بأزمة كبيرة يبدو أنها تنذر بعواقب اقتصادية وخيمة، منها ارتفاع أسعار المنتجات والسلع الغذائية.
وفي السياق نفسه تابع حرب قائلاً "الوضع الاقتصادي سيخسّر بايدن. فقد انهار الوضع الاقتصادي الأميركي خلال سنتين بشكل لا مثيل له بتاريخ الأمّة والسبب هو إعلان بايدن الإطاحة بالنفط والفحم الحجري ووضع العقوبات على شركات النفط الامركيّة، ممّا دفع بالسهم الاقتصادي بالهبوط نحو الأسفل. إلى جانب ذلك، ارتفعت نسبة التضخم المالي من 2% سنويّاً إلى 8%".