أحيت دعوة رئيس الوزراء الاثيوبي أبيي أحمد، الى "مصالحة وطنية" الآمال بإنهاء الحرب في البلاد، لكن في اليوم نفسه نسفت غارة بطائرة مسيرة على مخيم للنازحين في منطقة تيغراي أدت الى مقتل أكثر من 50 شخصاً كل شيء وسلطت الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه الطائرات المسيرة في نزاع أدى وفق تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل آلاف الأشخاص ودفع مئات الآلاف إلى حافة المجاعة.
وتجددت المخاوف بشأن المخاطر التي تتهدد المدنيين، مع ميل أديس أبابا التي لم تعلق على برنامج الطائرات المسيرة إلى تبني استراتيجية الهجمات الجوية بدلاً من إرسال قوات برية إلى تيغراي التي يسيطر عليها المتمردون.
أدلة قاطعة
حظر الإتصالات والقيود المفروضة على دخول المناطق المتضررة يجعل من الصعب التأكد من نوعية الأسلحة المستخدمة ومواقع الهجمات وعددها. وبما أن شهادات شهود عيان قد تكون غير موثوقة، تؤدي هذه الضبابية إلى تعقيد الجهود للتفريق بين هجمات الطائرات المسيرة وغيرها من الطائرات الحربية.
ومع ذلك يؤكد محللون ودبلوماسيون أن هناك أدلة قاطعة على أن إثيوبيا تمكنت من الحصول على طائرات مسيرة من مصادر عدة، وهي لا تخجل في استخدامها. وأعرب فيم زفاينينبرغ، من منظمة باكس الهولندية للسلام الذي يتابع النزاع في إثيوبيا، إن صور ما بعد الغارات تشير إلى نشر طائرات مسيرة تركية وصينية وإيرانية في الأشهر الأخيرة؛ معربا عن اعتقاده بأن اثيوبيا حالياً هي بالفعل أكبر مستخدم للطائرات المسيرة في القارة الأفريقية".
نزاع متأرجح
واندلع النزاع في اثيوبيا في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2020، عندما أرسل أبيي أحمد قوات إلى تيغراي للإطاحة بالحزب الحاكم الإقليمي، جبهة تحرير شعب تيغراي. وقال أبيي الحائز جائزة نوبل للسلام لعام 2019 إن هذه الخطوة جاءت رداً على هجمات الجبهة على معسكرات للجيش بعد أشهر من التوتر بين الجانبين.
وما لبث النزاع أن أخذ طابعاً متأرجحاً بعد استيلاء الجيش والقوات المتحالفة معه على معظم منطقة تيغراي، قبل أن يتم طرده من قبل المتمردين في حزيران/يونيو الماضي.
كما بيّنت منظمة مجموعة الأزمات الدولية أن استخدام الجيش للطائرات المسيرة كان عاملاً رئيسياً وراء المكاسب التي حققها، إذ إن هذا النوع من الطائرات يوفر قدرات هامة لجمع المعلومات العسكرية.
المدنيون مستهدفون
ولفت العاملون في مجال الإغاثة الى أن الغارات الأخيرة لم تراع اجراء عدم "زهق أرواح المدنيين"، بما في ذلك الضربة في 7 كانون الثاني/يناير، التي استهدفت مخيما للنازحين وأودت وفق تقارير بحياة 59 شخصاً على الأقل. هذا وتُظهر لقطات مصورة لأحد عمال الإغاثة يُزعم أنها من المنطقة نساءً ينتحبن أمام جثث مغطاة.
ويبدو أن هذه القضية ستجذب مزيداً من التدقيق الدولي مع استمرار النزاع. اذ أعرب البيت الابيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن عن قلق بشأن الضربات الجوية خلال محادثة هاتفية مع أبيي. وفي بيان صدر هذا الأسبوع، جددت منظمة العفو الدولية دعوتها الحكومة الى السماح بدخول جميع المناطق ليتم التحقيق في مثل هذه الحوادث بشكل مستقل.