أمام أكثر من 120 من قادة العالم المجتمعين في غلاسكو للمشاركة في القمة التي تستمر أسبوعين، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "آن الأوان للقول كفى".
"كفى لانتهاك التنوع البيولوجي. كفى لقتل أنفسنا بالكربون. كفى للتعامل مع الطبيعة كمكب قمامة. كفى للحرق والحفر والاستخراج على أعماق أكبر. إننا نحفر قبورنا بأنفسنا".
وتصدّر دول مجموعة العشرين -التي تشمل الصين والولايات المتحدة والهند والاتحاد الأوروبي وروسيا- حوالي 80% من انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة، وهي لم تتوصل خلال قمّتها في روما إلى تحديد موعد لتحقيق الحياد الكربوني.
وتراجعت التوقعات المتوخاة من القمة بسبب غياب عدد من الشخصيات البارزة منها الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي لم يغادر بلاده منذ ظهور كوفيد-19، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد ألغى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشاركته لأسباب "أمنية" لم تحدد.
وتلاقى كلام رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مع ما سبق وأن قالته الناشطة البيئية غريتا تونبرغ (18 عاما) الموجودة في غلاسكو مع الآلاف من المحتجين الآخرين، وهو حث القمة على عدم الانغماس في "الثرثرة".
وتُعتبر قمة كوب 26 حيوية لاستمرارية اتفاق باريس الذي أبرم عام 2015، ونصّ على الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى "أقل بكثير" من درجتين مئويتين، والعمل على حصرها عند حدود 1.5 درجة.
ومع ارتفاع درجة الحرارة بما يزيد قليلا على درجة مئوية واحدة منذ الثورة الصناعية، تتعرض الأرض لموجات حر أكثر شدة من أي وقت مضى، وفيضانات وعواصف استوائية تتسبب في ارتفاع منسوب مياه البحار.
وتستمر القمة حتى 12 نوفمبر/تشرين الثاني، ويلقي في خلالها قادة دول العالم كلمات يعلنون فيها تعهّداتهم على صعيد خفض انبعاث غازات الدفيئة، واستثماراتهم في مشاريع لحماية البيئة.
وأعلنت الحكومة البريطانية أن أكثر من 100 من قادة العالم سيوقعون على اتفاق تاريخي لحماية واستعادة غابات الأرض.
وفي اليوم الثاني من قمة تغير المناخ "كوب 26" في غلاسكو الثلاثاء، سيلتزم القادة الذين تغطي بلادهم 85% من غابات العالم، بوقف وعكس اتجاه إزالة الغابات وتدهور الأراضي بحلول عام 2030، بحسب وكالة الأنباء البريطانية "بي إيه ميديا" (BA Media).
وقالت الحكومة البريطانية إن هذه التعهدات تأتي مدعومة بـ8.75 مليارات جنيه إسترليني من التمويل العام، إلى جانب 5.3 مليارات جنيه إسترليني أخرى من الاستثمارات الخاصة.
ومن بين الدول التي ستوقع الإعلان: البرازيل وروسيا، الدولتان اللتان توجَّه إليهما أصابع الاتهام من حيث تسريع إزالة الغابات على أراضيهما، بالإضافة إلى كل من الولايات المتحدة والصين وأستراليا وفرنسا.