بعدما اعتُبر ساحة تنافس رئيسية لدول المنطقة، وعلى رأسها السعودية وإيران، استطاع العراق، أن يستعيد دوره الريادي مساهماً في إطلاق الحوار لحلّ النزاعات بين الدول نفسها.
هذا الدور، ثمّنته وزيرة الخارجية النرويجية، إيني إريكسن سوريدي، معربةً عن سعادتها بـ"نجاح مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، ومخرجاته التي ستقود إلى التهدئة وخفض التوتّر، والاجتماع الوزاريّ الأخير الذي ترأسه العراق في نيويورك". وأثنت في لقاء مع نظيرها العراقي فؤاد حسين، على "دور العراق الريادي وأخذه المسؤوليّة والمشاركة في إيجاد الحلول لإنهاء النزاعات في المنطقة". معلنةً عن "استعداد بلادها لتقديم الدعم ومُساندة العراق"، معربةً عن سعادتها
وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أجرى لقاءات مع عدد من نظرائه، بينهم وزراء خارجيّة كلّ من النرويج ولاتفيا وبلجيكا وبولندا، على هامش أعمال الدورة الـ76 للجمعيّة العامّة للأمم المتحدة في نيويورك. وبحث معهم سبل التعاون، مؤكداً على دور بلاده المحوري في التهدئة وتسوية الخلافات ما بين دول المنطقة لغرض عودة العلاقات إلى طبيعتها.
وكانت وزارة الخارجية العراقية، أشارت في بيان، إلى أنّ حسين التقى نظيرته النرويجية، وجرى خلال اللقاء بحث تعزيز وتطوير العلاقات الثنائيَّة بين البلدين، وآخر التطورات السياسيّة، الأمنيّة، الإقليميّة والدوليّة، وجهود العراق في تعزيز السلّم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وآخرها مُؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عُقد في نهاية شهر أغسطس/ آب الماضي.
وأكّد حسين، أنّ "العراق أخذ على عاتقه دراسة الظروف المُحيطة بالمنطقة"، مبيّنًا أنّ "العراق عانى من هذه التوتّرات التي انعكست على الساحة العراقية". وأعرب عن حرص بلده على أن "يكون عامل ومصدر استقرار في المنطقة وإيجاد الحلول لمشاكلها، وقد نجح في عقد لقاءات في ما بين الدول في المنطقة لحلّ الخلافات والأزمات في ما بينها".
وأشار إلى أنّ "التحضيرات والاستعدادات لإجراء الانتخابات تجري على قدمٍ وساق وتسير بشكل جيّد"، مركزاً على أنّ "الانتخابات المُبكرة لهذا العام هي الأولى من نوعها في العراق، وستشكّل خطوةً مصيريّةً في مستقبل العمليّة السياسيّة فيه". وأشاد بـ"دعم النرويج للعراق في هذا المجال، كونها عضو في مجلس الأمن الّذي اعتمد بالإجماع قراره 2576 لعام 2021".
كما ثمّن بدوره "جهود النرويج في مشاركتها في التحالف الدولي لمُحاربة الإرهاب وهزيمة تنظيم داعش"، داعيًا الشركات النرويجيّة إلى "الاستثمار في العراق، والمساهمة في مشاريع تطوير البنى التحتية ولاسيّما مجالات الطاقة".
العراق ممر العلاقات بين إيران والسعودية
وكانت الفترة الأخيرة، شهدت حواراً بين الرياض وطهران، في محاولة لإصلاح العلاقات بعد أربع سنوات من القطيعة في العلاقات الدبلوماسية بينهما، وذلك برعاية بغداد، التي عقدت قمة "دول الجوار الإقليمي" لتدشين علاقات أكثر قرباً من محيطها الإقليمي ولحل النزاعات.
وفي ما اعتبر رسائل إيجابية بين الطرفين، قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، خلال كلمته الأخيرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنّ "إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي المحادثات معها إلى بناء الثقة".
فيما أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في تصاريح صحافية: "في الأشهر القليلة الماضية أجرينا اتصالات أكثر تنظيماً مع السعودية، وكانت هناك محادثات جيدة حول القضايا الثنائية".
وأكد خطيب زاده أن "إيران أجرت جولات عدّة من المحادثات مع الحكومة السعودية في بغداد خلال الأشهر القليلة الماضية، وبعد تولّي حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي مهامها، تم تبادل الرسائل على المستوى المناسب والمحادثات لم تتوقف أبداً".
استضافة بغداد للقاءات بين دول المنطقة، كما عقدها لقمة دول جوار العراق أواخر أغسطس / آب الماضي، ساهمت في تقريب وجهات النظر وإعادة إحياء الحوار بين الخصوم.