تشهد العلاقة التاريخية بين فرنسا والولايات المتحدة نكسة غير مسبوقة على خلفية تحالف "اوكوس"، والذي شكل سيناريو مفاجئ على مستوى العلاقات الدولية.
وفي وقت لا يزال مستقبل العلاقات بين الدول الكبرى ضبابياً، يبرز الدور المتقدم لفرنسا على مستوى الشرق الاوسط، حيث يرى محللون ان فرنسا تحاول الاستفادة من تراجع الدور الاميركي لترسيخ وجودها في المنطقة، في حين يعتبر اخرون ان الدور الفرنسي قد يأخذ مساراً انتقامياً من حلفائها التقليديين، بحيث قد تجد مصلحتها الاستراتيجية بالتلاقي مع ايران والصين، ولاسيما ان الصورة الاقليمية تشهد ايضاً تقارباً روسياً اميركياً في سياق الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة بتطويق النفوذ المتنامي للصين في العالم.
وشكل مؤتمر دول جوار العراق الذي كان فيه مشاركة بارزة لفرنسا، حيث حاولت تقديم نفسها كداعم وحليف إستراتيجي للحكومة العراقية، وانها قادرة على ملئ فراغ الانسحاب الأميركي المزمع من العراق وجعله منصة انطلاق لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، بحيث يحقق وجودها توازنا بالمنطقة مقابل النفوذ الإيراني، وللتنافس مع تركيا.
وأضاف أنَّ "العراق قريب من تركيا، وتبحث فرنسا عن أوراق للضغط على تركيا وتعزيز موقعها في صراعها المستمر في شرق البحر المتوسط وشمال إفريقيا".
ولفت الى ان تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط وصعود الدور الفرنسي على التوازن، قد يؤثر في المنطقة إذا حاولت باريس الانتقام من واشنطن عبر تقوية علاقتها مع خصم أمريكا "إيران"، أو على الأٌقل قد تؤدي رغبة واشنطن في امتصاص غضب باريس إلى تجاوبها مع بعض المساعي الفرنسية لحل أزمة لبنان الأمر الذي قد يخفف الخناق حول حزب الله.
فرغم وعود الاتحاد الأوروبي بالاستمرار في الاتفاق والعمل على حماية الشركات الأوروبية التي تتعامل مع إيران، ولكن الشركات الأوروبية لم تكن على استعداد لأن تقع تحت مقصلة العقوبات الأمريكية، حتى لو لم تكن لها تعاملات كبيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لأن العقوبات الأمريكية على التحويلات بالدولار يمكن أن تدمر أي شركة حتى لو تكن تتعامل مع واشنطن بشكل كبير.
مشيراً الى ان هناك ضوء اخضر اميركي لفرنسا في الشرق الاوسط كتعويض عن البلبلة التي احاطت صفقة الغواصات الكبرى قائدة الاوركسترا في الشرق الاوسط، معتبراً ان التقارب الايراني – الفرنسي حصل بتوافق اميركي كبادرة لحسن النية فيما يخص ولادة الحكومة اللبنانية، مضيفاً "تلمست الادارة الفرنسية المصلحة من نقل أميركا أولوياتها لاراحة منطقة الشرق الاوسط قليلا اذا انتقل الاحتقان الى افغانستان".
برأيه فإن وجه الشرق الاوسط يتبد نتيجة التغير في جوهر الاستراتيجية الاميركية في العالم بموجب اتفاقية "اوكوس"، حيث ساحة المواجهة قد تغيرت والاولويات الاميركية قد تبدلت وهي الصين اولا وساحة الحسم المركزية هي المنطقة البحرية لمرج المحيطين والتي تعتبرها الولايات المتحدة ركن اساسي من مجالها الحيوي وامنها القومي الاممي، ذلك ان ما يضمر من خلال هذا الاتفاق الجديد والذي يجمع (أميركا – أوستراليا – بريطانيا) هي تعليمة على حلف شمال الاطلسي والموقع العام من الاطار التنفيذي لصنع قرارات الاتحاد الاوروبي، لحصر مهام الناتو قارياً واقليمياً ضمن القارة العجوز كملف لخلق التوازن مع روسيا من جهة ولمكافحة الارهاب من جهة مقابلةـ ولاعطاء بريطانيا "البركسيتية" بالمقابل جائزتها الموعودة بها على اثر خروجها من الاتحاد الاوروبي والاعتراف بها كحليف استراتيجي ثابت في المرحلة المقبلة.
وفي وقت لا يزال مستقبل العلاقات بين الدول الكبرى ضبابياً، يبرز الدور المتقدم لفرنسا على مستوى الشرق الاوسط، حيث يرى محللون ان فرنسا تحاول الاستفادة من تراجع الدور الاميركي لترسيخ وجودها في المنطقة، في حين يعتبر اخرون ان الدور الفرنسي قد يأخذ مساراً انتقامياً من حلفائها التقليديين، بحيث قد تجد مصلحتها الاستراتيجية بالتلاقي مع ايران والصين، ولاسيما ان الصورة الاقليمية تشهد ايضاً تقارباً روسياً اميركياً في سياق الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة بتطويق النفوذ المتنامي للصين في العالم.
شراكة استراتيجية
وترتكز فرنسا على طموحها في الشرق الاوسط على قدرتها على التأثير المباشر في الشأن اللبناني وتنامي مصالحها في البلاد، الى جانب وجودها العسكري الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة من حيث عدد القوات المنتشرة في العراق ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وتواجد محدود لقوات فرنسية في مناطق شمال شرق سوريا.وشكل مؤتمر دول جوار العراق الذي كان فيه مشاركة بارزة لفرنسا، حيث حاولت تقديم نفسها كداعم وحليف إستراتيجي للحكومة العراقية، وانها قادرة على ملئ فراغ الانسحاب الأميركي المزمع من العراق وجعله منصة انطلاق لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، بحيث يحقق وجودها توازنا بالمنطقة مقابل النفوذ الإيراني، وللتنافس مع تركيا.
الانتقام الفرنسي
وفي هذا السياق، قال مدير برامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في معهد الولايات المتحدة للسلام إيلي أبوعون، "من الواضح أنَّ فرنسا ترى في التراجع الأمريكي فرصة لاكتساب نفوذ سياسي واقتصادي في العراق، بعد فشلها في لبنان".وأضاف أنَّ "العراق قريب من تركيا، وتبحث فرنسا عن أوراق للضغط على تركيا وتعزيز موقعها في صراعها المستمر في شرق البحر المتوسط وشمال إفريقيا".
ولفت الى ان تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط وصعود الدور الفرنسي على التوازن، قد يؤثر في المنطقة إذا حاولت باريس الانتقام من واشنطن عبر تقوية علاقتها مع خصم أمريكا "إيران"، أو على الأٌقل قد تؤدي رغبة واشنطن في امتصاص غضب باريس إلى تجاوبها مع بعض المساعي الفرنسية لحل أزمة لبنان الأمر الذي قد يخفف الخناق حول حزب الله.
الردع بالعقوبات
الا ان محللون يعتقدون ان هناك محدودية لقدرات الانتقام الفرنسي عبر تعزيز العلاقات إيران، فحتى عندما أراد الاتحاد الأوروبي الاستمرار في العلاقات التجارية مع إيران بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، عصت الشركات الأوروبية حكوماتها ورفضت مواصلة علاقتها مع طهران خوفا من العقوبات الأمريكية.فرغم وعود الاتحاد الأوروبي بالاستمرار في الاتفاق والعمل على حماية الشركات الأوروبية التي تتعامل مع إيران، ولكن الشركات الأوروبية لم تكن على استعداد لأن تقع تحت مقصلة العقوبات الأمريكية، حتى لو لم تكن لها تعاملات كبيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لأن العقوبات الأمريكية على التحويلات بالدولار يمكن أن تدمر أي شركة حتى لو تكن تتعامل مع واشنطن بشكل كبير.
شرق اوسط جديد
وفي السياق يعتبر المحاضر في كلية باريس للأعمال والدراسات العليا، المستشار في المفوضية الأوروبية محي الدين الشحيمي، ان هنالك اولويات جذرية ونقاط حاسمة قد فرضت فسها في الآونة الاخيرة، حيث قد طرأ تغييرا بشكل السلطة في ايران مع تبدل مشهود بشكل السلطة في افغانستان مع الانسحاب الاميركي الصادم روسياٍ وصينيا وسيطرة طالبان وصعودها الجديد، اضافة الى تغير واضح في الاولويات الاميركية بادارتها الجديدة، فيما يخص طريقة التعامل النظام السوري وكيفية التعامل مع السلطة الايرانية، ذلك ان "الانسحاب الاميركي من افغانستان نفس متجدد واوكسيجين لصالح ايران وعبء على الدب الروسي والتنين الصيني".مشيراً الى ان هناك ضوء اخضر اميركي لفرنسا في الشرق الاوسط كتعويض عن البلبلة التي احاطت صفقة الغواصات الكبرى قائدة الاوركسترا في الشرق الاوسط، معتبراً ان التقارب الايراني – الفرنسي حصل بتوافق اميركي كبادرة لحسن النية فيما يخص ولادة الحكومة اللبنانية، مضيفاً "تلمست الادارة الفرنسية المصلحة من نقل أميركا أولوياتها لاراحة منطقة الشرق الاوسط قليلا اذا انتقل الاحتقان الى افغانستان".
استحقاقات كبرى
ولفت الى ان منطقة الشرق الاوسط وحوضها الشرقي المتوسطي قادمة على استحقاقات مهمة وكبرى ذات طابع التجاري والاستثماري في قطاعات سيادية متعددة ومنها النفط والغاز، والتي تستوجب ان تحظى بمناخ استقراري لافساح المجال امام الشركات الكبرى والمتعددة الجنسيات لكي تمارس نشاطها ومساعدتها في مسيرتها الطويلة لجني الارباح وتحقيق المكتسبات المتبادلة.برأيه فإن وجه الشرق الاوسط يتبد نتيجة التغير في جوهر الاستراتيجية الاميركية في العالم بموجب اتفاقية "اوكوس"، حيث ساحة المواجهة قد تغيرت والاولويات الاميركية قد تبدلت وهي الصين اولا وساحة الحسم المركزية هي المنطقة البحرية لمرج المحيطين والتي تعتبرها الولايات المتحدة ركن اساسي من مجالها الحيوي وامنها القومي الاممي، ذلك ان ما يضمر من خلال هذا الاتفاق الجديد والذي يجمع (أميركا – أوستراليا – بريطانيا) هي تعليمة على حلف شمال الاطلسي والموقع العام من الاطار التنفيذي لصنع قرارات الاتحاد الاوروبي، لحصر مهام الناتو قارياً واقليمياً ضمن القارة العجوز كملف لخلق التوازن مع روسيا من جهة ولمكافحة الارهاب من جهة مقابلةـ ولاعطاء بريطانيا "البركسيتية" بالمقابل جائزتها الموعودة بها على اثر خروجها من الاتحاد الاوروبي والاعتراف بها كحليف استراتيجي ثابت في المرحلة المقبلة.