أقل من أسبوعين هي المدة الزمنية الفاصلة عن الانتخابات العراقية المبكرة والمقرر إجراؤها في 10 أوكتوبر/تشرين الأول.
خارطة القوى المتنافسة باتت واضحة، فالأحزاب التقليدية تتصدر المشهد الانتخابي مقابل غياب كبير لأحزاب و تيارات سياسة منبثقة من رحم احتجاجات تشرين التي شهدها العراق في خلال العامين الماضيين.
وعلى الرغم من أن الانتخابات النيابية تعد الآلية الوحيدة للتغيير الفعلي، إلا أن قوى احتجاجات تشرين لم تنجح في توحيد صفوفها ولم تنجح محاولة إطلاقها تجمعاً تحت اسم "قوى المعارضة العراقية".
تشتت قوى تشرين
التباينات برزت في مواقف قوى احتجاجات تشرين بين مؤيد ومعارض للمشاركة في الانتخابات البرلمانية، وفي حديث إلى "جسور" أوضح عضو مجلس المفوضية في هيئة الاعلام والاتصالات فضل عدم ذكر إسمه "أن معظم الحركات التشرينية قررت مقاطعة الانتخابات نهائياً من دون عودة كما فعلت أحزاب أخرى، مشيراً أن الهوة اتسعت فيما بين "التشرينيين". فالاحتجاجات التي بدأت مع الحزب الشيوعي انبثقت عنها تيارات شبابية بلغ مجموعها4 تقريباً أبرزها حركة "وعي" وحركة "امتداد"، وترفض هذه التيارات خوض غمار الانتخابات النيابية لإدراكها المسبق من الخسارة بواقع تشتتها".
رغم ذلك توقع عضو المفوضية "أن يحجز التشرينيون في العراق 3 أو 4 مقاعد على أبعد تقدير وهو رقم خجول لا تأثير له في العملية السياسية."
أما المناطق التي ستسمح بهذا الخرق فهي على حد قوله ستكون:" المناطق المحايدة غير الشعبية مثل الكرادة والكرخ، فسلاح فوز الأحزاب التقيلدية هم الفقراء"
أما السبب الرئيسي في تشتت الأحزاب التشرينية فيرى المصدر " أن التشرينيين بمعظمهم من الشباب ما ولّد منافسة شديدة فيما بينهم، فالصراع قائم على القيادة ومن لم يُسمح له بدور قيادي اتجه لتأسيس مجموعة تابعة له.
العشائر... وجه البرلمان الجديد
أما التخوف الأكبر الذي شارك به عضو المفوضية "جسور" فهو "أن نسبة العشائر ستشكل 30% أو أكثر من عدد مقاعد البرلمان المقبل، لأن القانون الجديد قسم العراق إلى 83 دائرة والعشائر تفرض سيطرتها الدوائر الشعبية ما سيعطيها تمثيلاً أكبر"، لكن الخطورة في الموضوع أن العشائر، على حد قوله، "تعني الأعراف، ما يعني أن البرلمان المقبل سيضم نواباً لن يحترموا القوانين ويفتقدون للثقافة والتحصيل العلمي كما للخبرة في التشريع وسيكون أسوأ برلمان عراقي، بالتالي لن يكون التغيير المنشود قريباً بل ربما يحدث تدريجياً في السنوات المقبلة".
يبقى التعويل على اي تطور مفاجئ يجعل التلاقي بين أكثر من 40 حركة وحزبا معظمها من القوى المرتبطة بالاحتجاجات التي شهدها العراق خلال العامين الماضيين، ممكنا في توحيد الصفوف وتحقيق مكاسب إضافية، مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في 10 أكتوبر/تشرين الأول.
وتبلور حراك تشرين الشبابي الشعبي على وقع الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية العارمة التي شهدها العراق أواخر العام 2019.