ساعات قليلة ويتعرف اللبنانيون على ممثليهم في الندوة البرلمانية المقبلة بعد نهار انتخابي حافلٍ بالتوتر وأيضاً المخالفات تلاه ليل فرز طويل سجلّ مفاجآت عديدة على صعيد الدوائر كافة، وكانت دائرة صيدا جزين، إحداها مع فوز للمستقلين على حساب باقي الاحزاب.
حسمت دائرة صيدا-جزين نتيجتها باكراً بعد منافسة محتدمة لثلاث لوائح حصدت إثنان منها المقاعد الخمس مع تسجيلهما خرقاً كبير في صيدا كما في جزين.
فقد نجحت لائحة "ننتخب للتغيير" المستقلة بتأمين ثلاثة مقاعد لها في البرلمان المقبل اثنان منهما في صيدا للدكتور عبد الرحمن البزري وأسامة سعد ووواحد في جزين أما لائحة "وحدتنا في صيدا وجزين" المدعومة من حزب القوات اللبنانية فقد حصدت مقعدين في جزين.
بين وصيدا وجزين لوائح مشتركة إنما معارك مع عناوين مختلفة، ففي صيدا أدى فوز لائحة "ننتخب للتغيير" بالمقعدين السنيين بعد ليل لم يخلُ من القلق إلى إيصال المرشحين النائب أسامة سعد والمرشح الدكتور عبد الرحمن البزري، وكلا المرشحان ينتميان إلى عائلات متجذرة في الحياة السياسية من المدينة.
مقعدا صيدا
فأسامة سعد إبن الزعيم الراحل معروف سعد وشقيق الزعيم الراحل مصطفى سعد، أكمل مسيرة والده وشقيقه بعد رحليهما فتزعم التنظيم الشعبي الناصري ودخل الندوة البرلمانية عام 2002 ثم عاد وتشارك مقعدي المدينة النيابين لدورة ثانية مع النائب بهية الحريري عن تيار المستقبل قبل أن يخسر مقعده عام 2009 لصالح فؤاد السنيورة مرشح تيار المستقبل أيضاً.
في دورة عام 2018 استعاد سعد مقعده بعد حصوله على 9880 صوتاً، في انتخابات خاضها ضمن لائحة مشتركة مع ابراهيم عازار في جزين ومدعومة من الثنائي الشيعي، إلا أنه قرر الخروج هذه السنة من عباءة الأحزاب ليترشح في لائحة مستقلة تضمه والمرشح عبد الرحمن البزري في صيدا والمرشح شربل مسعد في جزين .
حصد سعد 7341 صوتاً تفضيلياً، على أنه بقي في دائرة الخطر حتى اللحظات الأخيرة قبل إقفال الصناديق، وأفادت بعض المصادر بأن تيار المستقبل أنقذه قبل ساعات من إقفال صناديق الاقتراع عبر توجيه المئات من مناصريه إلى الاقتراع وصب أصواتهم لصالحه، وذلك رغم قرار المقاطعة، في خطوة غير مسبوقة إذ لطالما احتدمت المعارك الانتخابية بين التنظيم الشعبي الناصري وتيار المستقبل.
في المقابل، تصدر المرشح عبد الرحمن البزري اللائحة منذ بدء عمليات الفرز، إذ نال8526 صوتاً. والبزري ابن النائب الراحل نزيه البزري، لم يحالفه الحظ سابقاً في نسج تحالفات سياسية تخوله حجز مقعد نيابي له في صيدا، حيث خاض المعركة الانتخابية عام 2018 مع لائحة مختلفة عن اللائحة التي ضمت أسامة سعد ولم ينجح.
لكن تغير المزاج الشعبي في لبنان بعد ثورة 17 تشرين كان لا بد أن يجد صداه في العديد من الدوائر ومنها دائرة صيدا-جزين فأطاح بكل مرشحي حزب الله وحركة أمل على لائحة "الاعتدال قوتنا" ومن بينهم النائب ابراهيم عازار.
مفاجأة أخرى سجلتها انتخابات 2022 ، إذ تخطت نسبة الاقتراع الـ42 في المئة، وهي نسبة تعد مرتفعة وتبدو لافتة من حيث دلالاتها في كل من صيدا وجزين نظراً لاعتكاف فريق سياسي كبير في الدائرة عن المشاركة وفي ظل التغيير في التحالفات، في حين بلغت نسبة الاقتراع عام 2018 أكثر من 58 في المئة.
جزين.. حالة خاصة
أما جزين فتعد حالة خاصة إذ هيمن التيار الوطني الحر على مقعدين من مقاعدها لدورات عدة برافعة من الثنائي الشيعي كما حجزت حركة أمل مقعداً أرادته دائماً لمرشحها ابراهيم عازار، إلا أن الحاصل الثالث الذي حصلت عليه لائحة سعد-البزري أطاحت بعازار كما أن حزب القوات اللبنانية الذي أعلن نفسه ثورة ضد المنظومة الحاكمة في البلد تمكن من انتزاع مقعدي التيار الوطني الحر وتصدرت مرشحته غادة أيوب المرشحين في الدائرة حيث نالت 7953 صوتاً تفضيلياً فيما نجح مرشح القوات الثاني سعيد الأسمر في نيل 1102 صوتاً.
وعام 2018 نال ابراهيم عازار 11663 صوتاً فيما حصد مرشح التيار الوطني الحر زياد أسود 7270 صوتاً والمرشح سليم خوري 708 أصوات لكن حواصل اللائحة ضمنت وصوله إلى الندوة البرلمانية.