فيما تستعد الاحزاب اللبنانية للانتخابات النيابية التي تبدأ مع المغتربين في السادس والثامن من مايو\ أيار قبل الاستحقاق الكبير في الخامس عشر من مايو\ أيار، تيار المستقبل، يبدو أنه لم يتراجع عن قرار المقاطعة ترشيحاً مع اتجاه شبه رسمي لمناصريه، في عدم المشاركة تصويتاً.
المنسق العام في تيار "المستقبل" عبد السلام موسى أكد في حديث لـ"جسور" أن "تيار المستقبل ملتزم بعدم خوض الانتخابات النيابية بناءً على الموقف الذي اتخذه الرئيس سعد الحريري" موضحاً أن "التيّار ليس لديه مرشحين ولا لوائح، ولا يدعم أي مرشح أو أي لائحة في أية دائرة إنتخابية، لا فوق الطاولة ولا تحتها".
وحول الاتجاه رسمياً إلى مقاطعة جمهور الحريري لعملية الاقتراع مع انتشار لوحات إعلانيّة في بعض مناطق العاصمة تدعو إلى مقاطعة الإنتخابات كشف موسى ""هذا هو رأي الجمهور. هناك فئة تعتبر أن ما من جهة تمثّلها في ظلّ غياب الرئيس الحريري وترى نفسها غير معنية بالإنتخابات، في مقابل فئة تريد المشاركة في الإقتراع، ونحن نحترم وجهة نظر الفئتين، ونواكب الرئيس الحريري في احترامه لإرادة الجمهور، ورفضه منذ لحظة الإعلان عن قراره وضع يده على توجهات المواطنين بشأن الانتخابات".
كما أن "هناك فئة من جمهور المستقبل ترى نفسها غير معنية بالانتخابات اقتراعاً وترفض أن تمثلها أي جهة ثانية في ظل غياب الرئيس الحريري" وتابع قائلاً "في مقابل، هناك فئة ترغب بالمشاركة في الإقتراع، بالتالي علينا احترام وجهة نظر الفئتين"
وأشار أن الرئيس الحريري ومنذ لحظة إعلانه مقاطعة الانتخابات "أبدى احتراماً لإرادة الجمهور، ورفض وضع يده على توجهات المواطنين بشأن الانتخابات".
لكنه لفت أيضاً الى أن بعض المرشحين أو "المأزومين" بحسب تعبيره، "ممن يتسابقون بشكل معيب على وراثة الحريري وهو حي يرزق" " يحاولون التسلق انتخابياً على أكتاف جمهور الحريري و"المستقبل".
ونبه الى أن تيار المستقبل وجمهوره ليسا قطعة أرض للضم والفرز، أو سلعة انتخابية لهذا أو ذاك" داعياً هؤلاء الى أن "يخيطوا بغير مسلة".
وكان الرئيس سعد الحريري وفي قرار برره بعدم وجود مجال "لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الايراني والتخبط الدولي والانقسام الوطني"، قد أعلن قبل قرابة الشهرين عن "تعليق" نشاطه في الحياة السياسية وعزوفه عن الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة.
وأعلن الحريري (51 عاما) الذي دخل معترك السياسة بعد اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في عام 2005، في خطاب مقتضب ألقاه من دارته في وسط بيروت "تعليق عملي بالحياة السياسية ودعوة عائلتي في تيار المستقبل (الذي يترأسه) لاتخاذ الخطوة نفسها"