بدأ متحور كورونا الجديد "أوميكرون" ينتشر بسرعة في دول العالم وسط مخاوف من تجدد سيناريو الشتاء الفائت والذي شهد ارتفاعا هائلا في أعداد الوفيات. وفرضت بعض البلدان اجراءات سريعة منها إغلاق مطاراتها والتشدّد بالتدابير الوقائية في خلال فترة الاعياد. وفي لبنان، عادة ما تتأخّر القرارات في استباق المصائب لأن المسؤولين يترددون في اتخاذ مواقف حازمة وجازمة في الإجراءات الوقائية فضلاً عن الاستهتار في المجتمع. وفي ظلّ الانهيار الحاصل على المستويات كافة والأزمة الاقتصادية الحادة والقطاع الصحّي المتهالك إثر الأزمات، هل يتجنّب لبنان كارثة إضافية؟
وكان لـ "جسور" حديث مع رئيس لجنة الصحة النيابية، النائب عاصم عراجي الذي أوضح العوامل التي ساهمت في ارتفاع أعداد الإصابات يومياً وقال: "التفلت الحاصل اليوم خصوصا على أبواب الشتاء وعدم الإلتزام بالاجراءات الوقائية والتجمعات في الداخل خلافاً لأيام الصيف عندما كانت التجمعات في الهواء الطلق فضلاً عن عدم تضييق الدولة للإجراءات، كلها عوامل تصبّ في خانة ارتفاع عدد الاصابات".
أوميكرون
ولفت عراجي إلى أن الدراسات تتسابق للإجابة على الأسئلة التي تخصّ المتحور الجديد منها إن كان هذا المتحور أخطر من الذي سبقه وما إذا كانت اللقاحات ستتصدّى له ولكن المؤكد هو أنه سريع الإنتشار، مشيراً إلى أن "الناس خائفة بسبب الطفرات التي تنتج عنه ولكن لم يحدّد خطره من عدمه بعد".
تحذير
ورداً على سؤال، أكد عراجي توفّر اللقاحات الكافية مشيراً إلى أن لبنان سيتلقى هبة 500 الف لقاح من فرنسا، مشجّعاً الناس على التلقيح لتجنّب الوقوع في الكارثة، مذكّراً أن "52 في المئة فقط تسجّلوا على المنصة ويجب أن يتلقّح الجميع". وبالإشارة إلى الأعداد المرتفعة التي أعلنتها وزارة الصحة اخيرا، أوضح عراجي أن الذين يتم إدخالهم إلى المستشفى اليوم هم من غير الملقحين والملقحين، وإنما المفارقة هي أن 95% هم من غير الملقحين وفقط 5% من الملقحين. وأشار إلى أن نسبة قليلة جداً من الملقحين يدخلون العناية الفائقة. وإذ لفت العراجي إلى أن وزارة الصحة أمّنت 300 سرير إضافي، حذّر من الوقوع في الكارثة في حال ارتفعت الأعداد أكثر باعتبار أن "لا قدرة لدينا لاستيعاب السيناريو الذي حصل السنة الماضية"، موضحاً أنه "بهجرة الأطباء والممرضات وبتسكير بعض المستشفيات وأقسام الكورونا وفقدان الدواء والكلفة العالية للموجود، كلّ هذا قد يدخلنا في المجهول"، متمنياً أن يتسجّل الناس ليتلقوا اللقاح في أقرب وقت ممكن.
السبب معقد
من جهته، أوضح رئيس اللجنة التنفيذية للقاح الدكتور عيد عازار لـ "جسور" ان الحالات بدأت بالإرتفاع في أول نوفمبر/تشرين الثاني بطريقة تدريجية إلى أن وصلت حالياً إلى الـ10%،
واعتبر عازار أنه "ليس مؤكّداً بعد ان كان سبب الإرتفاع هو ناتج عن المتحور الجديد أو زيادات حالات الدلتا لأسباب متعددة منها تردّد صغار السن في التلقيح أو ضعف مناعة كبار السن بعد مرور ستة أشهر على تلقيهم والأكيد أن سبب هذه الموجة معقّد".
الإجراءات
وأشار عازار إلى أن "عمليات الإغلاق الكاملة للبلدان أصبحت قديمة وقال: "لا أعتقد أن أي دولة ستقوم بإغلاق مطاراتها كسنة الـ2020 والأفضل ملاحقة الفيروسات"، مشيرا إلى أن "لبنان من البلدان التي لا زالت تطلب الـPCR وهو عامل جيّد مما يعطينا فكرة عن الأعداد التي تدخل إلى لبنان". وأضاف: "المتحورات ستلازمنا حتى الآن إنما المهم هو أن يلتزم المواطن بالاجراءات ويتوقّى ويجري الـPCR فور ظهور أي عوارض، وان كانت النتيجة إيجابية أن يعزل نفسه ويعلم كل من خالطهم وأن يتلقّح خصوصا كبار السن ومن لديهم مشاكل صحية"، وختم قائلاً: الخطة واضحة وسهلة إنّما كورونا ليس سهلا.