مواجهات المسجد الأقصى الأخيرة، أثارت المخاوف من تصعيد جديد بين إسرائيل والفلسطينيين خلال شهر رمضان، بعد نحو عام على الحرب في غزة. الانتفاضة التي تُطبخ على نار حامية، ومعاناة الفلسطينيين والأسرى في السجون يرويها أسير سابق في السجون الاسرائيلية في حديث لـ"جسور".
"دولة الاحتلال تسعى دائما الى زعزعة الوضع الأمني في فلسطين خصوصا في زمن الأعياد لدى الطوائف المسيحية وفي شهر رمضان المبارك. لن نقبل ببسط سيطرة جيش الاحتلال على أراضينا، سنواجههم وسنصعد"، يقول الأسير الفلسطيني السابق.
ويضيف "أرض فلسطين أصبحت خصبة لانتفاضة شعبية واسعة النطاق، ستلحق الأضرار في صفوف المحتل وستكتب تاريخا جديدا من تاريخ النضال الفلسطيني".
تجربة مأسوية
يختصر الأسير في حديثه لـ"جسور"، المشهد في المعتقلات، قائلاً:"على الرغم من الصورة الوردية التي ترتسم في الإعلام عن تمتع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بمستوى عال من شروط الحياة، إلا أن الواقع مختلف تماما، فالأسير الفلسطيني يعاني من ظروف اعتقالية سيئة، تتمثل في قلة التهوئة، والرطوبة العالية، إضافة الى الاكتظاظ الشديد".
ويتابع" لا كلام يمكن أن يصف معاناة 17 عاماً خلف القضبان، فحريّتك تُسلب منك بمجرد أن تطأ أقدامك عتبة السجن".
ويشدّد: "يتعرض المعتقلون الفلسطينيون للتعذيب الجسدي والنفسي من قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتعذيب قد يمتد في حالات كثيرة لما بعد الاعتقال، نتيجة لإصابات عدد من الأسرى بعاهات دائمة نتيجة تعرضهم للتعذيب المستمر، ناهيك عن المعاناة النفسية طويلة المدى التي يتركها السجن في نفوس الأسرى".
رحلة عذاب
للمرة الأولى، يتحدث الأسير الفلسطيني علنا عن مرحلة ستبقى خالدة الى الأبد في ذاكرته ويقول بحزن شديد: "كانت السنوات الأربع الأولى في السجن بمثابة جهنم،
لأن إدارة السجن حرمتني من رؤية عائلتي والتواصل معها عبر الهاتف، وبالتالي أصبحت في حال انقطاع كاملة عن زوجتي وأولادي".
ويستطرد بالقول: "تتبع سلطات الاحتلال نظاما معقدا فى منح تصاريح الزيارة للأهالي، اذ يمنح التصريح أحيانا للزوجة فقط لتزور زوجها مرة واحدة كل ستة أشهر، إضافة الى عذاب الأهالي في طريقهم لزيارة الأسير والساعات الطويلة من الانتظار على الحواجز".
ويضيف "يتعمد الاحتلال التفريق بين الأسرى الأقارب، فقد يعتقل شقيقين ويضع كل واحد منهما فى سجن بعيداً عن الآخر تماماً، الأمر الذي يزيد الإرهاق والمعاناة على الأهالي ويقلص فرص زيارة الأسرى".
أزمة الغذاء
استرجع الأسير الفلسطيني السابق في السجون الاسرائيلية في حديثه لـ"جسور"، ذكريات قاسية، مشيرا الى أنه "كنا في صراع دائم مع إدارة السجن من أجل الحصول على أدنى مقومات العيش الكريم، اذ أن الطعام الذي يتم تقديمه ذو نوعية سيئة ورديئة، فالخضروات التي تُقدم غالباً ما تكون قد دخلت مرحلة الفساد. وكذلك الأمر في الفواكه والمواد الأخرى. لم يكتف الاحتلال بذلك، فقد أجبر الأسرى على الشراء من دكان السجن بأسعار مرتفعة تلائم الوضع الاقتصادي للإسرائيليين لكنها لا تلائم الوضع الاقتصادي للفلسطينيين".
مسلخ الرملة
حال المعاناة تنسحب أيضا على الخدمات الصحية داخل السجون الاسرائيلية، إذ يكشف الأسير السابق عن كيفية علاج المرضى، شارحاً "مستشفى الرملة، الذي يُنقل إليه الأسرى المرضى، يُعالج الحالات كافة من خلال حبة "أكامول" (مسكّن آلام من فصيلة الباراسيتامول). نصف المستشفى كالمسلخ لأنه يفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الصحية، والأدوية الطبية اللازمة".
ويزيد "سلطات الاحتلال لا تتوقف عن الاستهتار بحياة الأسرى الفلسطينيين والمماطلة في تشخيص ما يعانونه من أمراض، فقد تحاول تضليل الأسرى وخداعهم، فضلاً عن ارتكاب الأخطاء الطبية بحقهم".
ويختم قائلا: "الانتهاكات الصحية التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال تتمثل في الإهمال الصحي المتكرر، والمماطلة في تقديم العلاج، والامتناع عن إجراء العمليات الجراحية، وعدم وجود أطباء اختصاصيين داخل السجن".
توتر واجتماع
منذ أيام، يسود توتر في القدس وساحات المسجد الأقصى من جراء الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمسجد.
وفجر الجمعة، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى، مما أسفر عن مواجهات مع الفلسطينيين أدت الى جرح زهاء 31 فلسطينيا، بينهم إصابتان خطيرتان، فيما استشهد فلسطيني خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، شمال الضفة الغربية.
وفي السياق، تعهد كل من الأردن ومصر والإمارات بالعمل على وقف التصعيد بأشكاله كافة واستعادة التهدئة في القدس، خلال لقاء ثلاثي جمع زعماء الدول الثلاث الأحد، في القاهرة.
ودعا القادة الثلاثة إلى ضرورة وقف إسرائيل كل الإجراءات التي تقوّض فرص تحقيق السلام، وإيجاد أفق سياسي للعودة لمفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي.
"دولة الاحتلال تسعى دائما الى زعزعة الوضع الأمني في فلسطين خصوصا في زمن الأعياد لدى الطوائف المسيحية وفي شهر رمضان المبارك. لن نقبل ببسط سيطرة جيش الاحتلال على أراضينا، سنواجههم وسنصعد"، يقول الأسير الفلسطيني السابق.
ويضيف "أرض فلسطين أصبحت خصبة لانتفاضة شعبية واسعة النطاق، ستلحق الأضرار في صفوف المحتل وستكتب تاريخا جديدا من تاريخ النضال الفلسطيني".
تجربة مأسوية
يختصر الأسير في حديثه لـ"جسور"، المشهد في المعتقلات، قائلاً:"على الرغم من الصورة الوردية التي ترتسم في الإعلام عن تمتع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بمستوى عال من شروط الحياة، إلا أن الواقع مختلف تماما، فالأسير الفلسطيني يعاني من ظروف اعتقالية سيئة، تتمثل في قلة التهوئة، والرطوبة العالية، إضافة الى الاكتظاظ الشديد".
ويتابع" لا كلام يمكن أن يصف معاناة 17 عاماً خلف القضبان، فحريّتك تُسلب منك بمجرد أن تطأ أقدامك عتبة السجن".
ويشدّد: "يتعرض المعتقلون الفلسطينيون للتعذيب الجسدي والنفسي من قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتعذيب قد يمتد في حالات كثيرة لما بعد الاعتقال، نتيجة لإصابات عدد من الأسرى بعاهات دائمة نتيجة تعرضهم للتعذيب المستمر، ناهيك عن المعاناة النفسية طويلة المدى التي يتركها السجن في نفوس الأسرى".
رحلة عذاب
للمرة الأولى، يتحدث الأسير الفلسطيني علنا عن مرحلة ستبقى خالدة الى الأبد في ذاكرته ويقول بحزن شديد: "كانت السنوات الأربع الأولى في السجن بمثابة جهنم،
لأن إدارة السجن حرمتني من رؤية عائلتي والتواصل معها عبر الهاتف، وبالتالي أصبحت في حال انقطاع كاملة عن زوجتي وأولادي".
ويستطرد بالقول: "تتبع سلطات الاحتلال نظاما معقدا فى منح تصاريح الزيارة للأهالي، اذ يمنح التصريح أحيانا للزوجة فقط لتزور زوجها مرة واحدة كل ستة أشهر، إضافة الى عذاب الأهالي في طريقهم لزيارة الأسير والساعات الطويلة من الانتظار على الحواجز".
ويضيف "يتعمد الاحتلال التفريق بين الأسرى الأقارب، فقد يعتقل شقيقين ويضع كل واحد منهما فى سجن بعيداً عن الآخر تماماً، الأمر الذي يزيد الإرهاق والمعاناة على الأهالي ويقلص فرص زيارة الأسرى".
أزمة الغذاء
استرجع الأسير الفلسطيني السابق في السجون الاسرائيلية في حديثه لـ"جسور"، ذكريات قاسية، مشيرا الى أنه "كنا في صراع دائم مع إدارة السجن من أجل الحصول على أدنى مقومات العيش الكريم، اذ أن الطعام الذي يتم تقديمه ذو نوعية سيئة ورديئة، فالخضروات التي تُقدم غالباً ما تكون قد دخلت مرحلة الفساد. وكذلك الأمر في الفواكه والمواد الأخرى. لم يكتف الاحتلال بذلك، فقد أجبر الأسرى على الشراء من دكان السجن بأسعار مرتفعة تلائم الوضع الاقتصادي للإسرائيليين لكنها لا تلائم الوضع الاقتصادي للفلسطينيين".
مسلخ الرملة
حال المعاناة تنسحب أيضا على الخدمات الصحية داخل السجون الاسرائيلية، إذ يكشف الأسير السابق عن كيفية علاج المرضى، شارحاً "مستشفى الرملة، الذي يُنقل إليه الأسرى المرضى، يُعالج الحالات كافة من خلال حبة "أكامول" (مسكّن آلام من فصيلة الباراسيتامول). نصف المستشفى كالمسلخ لأنه يفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الصحية، والأدوية الطبية اللازمة".
ويزيد "سلطات الاحتلال لا تتوقف عن الاستهتار بحياة الأسرى الفلسطينيين والمماطلة في تشخيص ما يعانونه من أمراض، فقد تحاول تضليل الأسرى وخداعهم، فضلاً عن ارتكاب الأخطاء الطبية بحقهم".
ويختم قائلا: "الانتهاكات الصحية التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال تتمثل في الإهمال الصحي المتكرر، والمماطلة في تقديم العلاج، والامتناع عن إجراء العمليات الجراحية، وعدم وجود أطباء اختصاصيين داخل السجن".
توتر واجتماع
منذ أيام، يسود توتر في القدس وساحات المسجد الأقصى من جراء الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمسجد.
وفجر الجمعة، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى، مما أسفر عن مواجهات مع الفلسطينيين أدت الى جرح زهاء 31 فلسطينيا، بينهم إصابتان خطيرتان، فيما استشهد فلسطيني خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، شمال الضفة الغربية.
وفي السياق، تعهد كل من الأردن ومصر والإمارات بالعمل على وقف التصعيد بأشكاله كافة واستعادة التهدئة في القدس، خلال لقاء ثلاثي جمع زعماء الدول الثلاث الأحد، في القاهرة.
ودعا القادة الثلاثة إلى ضرورة وقف إسرائيل كل الإجراءات التي تقوّض فرص تحقيق السلام، وإيجاد أفق سياسي للعودة لمفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي.