يستمر حزب الله في الإستعداد للمشاركة في الإنتخابات النيابية في الخامس عشر من شهر أيار/مايو المقبل، وقد أنهى تشكيل وإعلان اللوائح في كل المناطق اللبنانية، كما تستمر الماكينات الإنتخابية في العمل المكثّف رغم أجواء شهر رمضان، ويقوم المسؤولون في الحزب وخصوصًا الامين العام السيد حسن نصر الله ونائب الامين الشيخ نعيم قاسم ( وهو المسؤول عن ملف الأنتخابات) بعقد اللقاءات مع الشخصيات السياسية والحزبية وإجراء اللقاءات مع اعضاء الماكينات الانتخابية، اضافة للحملات الاعلامية واللقاءات الشعبية التي زادت وتيرتها في الاسابيع الماضية.
ويعبّر المسؤولون في الحزب عن إرتياحهم الكبير للتحضيرات التي أنجزت بشأن الانتخابات حتى الان، وهم يؤكّدون أن الانتخابات ستجري في مواعيدها المحددة ما لم يحصل تطور غير تقليدي وهو مستبعد، مع أن الامين العام السيد نصر الله قد حذّر مؤخرًا من قيام بعض الجهات الخارجية بالعمل من أجل تأجيل الانتخابات بحجج مختلفة وخوفًا من انتصار الحزب وحلفائه فيها، لكن مصادر فرنسية في بيروت ردّت على هذه المخاوف بتأكيد إجراء الانتخابات في موعدها وان الجهات الدولية والاقليمية والعربية تدعم حصول الانتخابات وانه ليس هناك اي سبب جوهري يدعو الى عدم حصولها في موعدها المحدد، وقد وصلت الى بيروت بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات وبدأت عملها، كما تنشط ممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان للتأكيد على إجراء الانتخابات.
لكن ماذا عن النتائج المتوقعة؟ وماذا يخطط الحزب لمرحلة ما بعد الانتخابات؟
يؤكد المسؤولون في الحزب إطمئنانهم لنتائج الانتخابات وانه ستكون لصالح الحزب وحلفائه ، لكنهم في الوقت نفسه يرفضون تحديد عدد الفائزين من الحزب وحلفائه ، وهل ستكون الاكثرية منهم ام لا ، ويعتبر هؤلاء: ان المهم نجاح اللوائح التي شكّلها الحزب وبقية الحلفاء ، وان المهمة الاساسية لدى الحزب نجاح مرشحيه وان الحلفاء مسؤولون عن إنجاح مرشحيهم ، والحزب حريص على دعم الحلفاء والتعاون معهم لكن الاولوية بالنسبة له نجاح مرشحي الحزب ، وانه مهما كانت النتائج سيكون للحزب دورًا أساسيًا في المرحلة المقبلة.
وتشير مصادر مطلّعة على أجواء الحزب: أن الحزب يستعد بشكل جدي لمرحلة ما بعد الانتخابات وووضع رؤية استراتيجية جديدة وخارطة طريق تتناسب مع مختلف التحديات التي تواجهه ومن اجل تحديد المواقف والخيارات من مختلف القضايا، والحزب حرص على تبني شعار: باقون نحمي ونبني، للتأكيد على رؤيته الجديدة في مواصلة العمل من اجل مكافحة الفساد والقيام باصلاح حقيقي في لبنان وعدم التخلي عن سلاح المقاومة، مستفيدًا من تجربة السنوات الاربع الماضية وما رافقها من اشكالات ، وقد اجرى الحزب تقييما لهذه المرحلة ووضع اليات للعمل من اجل معالجة الثغرات والعقبات التي واجهته .
ويرفض المسؤولون في الحزب ما يروّج من ان الحزب يريد السيطرة على الواقع السياسي اللبناني وتغيير النظام او هوية لبنان اوفرض رؤيته حول مختلف القضايا، وهم يؤكدون الاستعداد للتعاون مع جميع الجهات الداخلية والخارجية لانقاذ لبنان ومعالجة ازماته، وهم منفتحون على الحوار، وقد عبّروا عن ارتياحهم لدور الفاتيكان وفرنسا لتشجيع الحوار اللبناني واشاروا الى العلاقات الجيدة التي تربطهم معهما.
وبانتظار وضوح الصورة الانتخابية وكذلك وضوح صورة التطورات الاقليمية والدولية وانعكاساته على الوضع اللبناني، فان المسؤولين في الحزب يؤكدون انهم جاهزون لكل الاحتمالات والخيارات ومنفتحون على كل المعالجات الجدية لمحتلف الازمات وهم يتوقعون ان مرحلة ما بعد الانتخابات ستخمل مؤشرات ايجابية للبنان والمنطقة.