رغم الخلافات التي برزت أخيرا بين مواقف امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان من جهة وبين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من جهة اخرى حول الانتخابات الرئاسية والمؤتمر الدولي بشأن لبنان، فان مصادر مواكبة للعلاقة بين بكركي وحزب الله تؤكد ان الحوار مستمر بين الطرفين، وان هناك لقاءات دورية تعقد بين شخصيات مقربة من بكركي وقيادات في حزب الله حيث يتم البحث في جميع الملفات الوطنية ومنها الانتخابات الرئاسية ، كما ان فريقا مقربا من بكركي وبرعاية احد المسؤولين في الصرح البكركي يعمل حاليا على اعداد وثيقة وطنية تتضمن رؤية شاملة حول كافة الملفات الداخلية والخارجية ، وقد قام بعض اعضاء هذا الفريق بزيارة مقر المجلس السياسي لحزب الله وجرى الحوار حول مختلف الملفات الوطنية.
وتؤكد هذه المصادر انه قد جرى الاتفاق بين الشخصيات المقربة من بكركي وبين المسؤولين في حزب الله على الاستمرار بالحوار فيما بينهم بعيدا من وسائل الاعلام بانتظار الانتهاء من اعداد الوثيقة الوطنية على ان يتم بعد ذلك عقد حوار وطني شامل لبحث كافة الموضوعات ومنها الانتخابات الرئاسية والمواقف من القضايا الاساسية الداخلية والخارجية، سواء مستقبل النظام السياسي او دور لبنان وعلاقاته مع مختلف الاطراف.
وتعتبر هذه المصادر ان التباينات التي برزت اخيرا بين مواقف بكركي وقيادة الحزب والرئيس نبيه بري والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ قبلان ، سواء حول صفات الرئيس او ضرورة عقد مؤتمر دولي او حوار وطني لبناني لا تلغي امكانية التقارب في معالجة الامور ، لان الهدف هو الاسراع في انهاء الفراغ الرئاسي والعمل من اجل انتخاب رئيس جديد قادر على انقاذ لبنان من ازماته وحماية الاستقرار الداخلي والوحدة الوطنية ، وان هناك نقاطا مشتركة بين الطرفين حول ضرورة انتخاب رئيس قادر على جمع اللبنانيين ولا يشكل انتخابه مدخلا لصراعات جديدة في لبنان .
وتوضح المصادر ان هناك عدة شخصيات وطنية تحظى بثقة البطريرك وقيادة حزب الله ويمكن ان تكون شبكة الخلاص للازمة اللبنانية وهي على علاقة وثيقة وجيدة بقيادة الحزب والمقاومة وفي الوقت نفسه على علاقة جيدة بالبطريرك الماروني ولديها افكار انقاذية للبلد ، ويمكن لهذه الشخصيات الوطنية ان تحظى بموافقة بقية الاطراف اللبنانية وكذلك فان وصولها للرئاسة الاولى لا يشكل استفزازا للاطراف الخارجية ، بل انها يمكن ان تساهم في اعادة ترتيب العلاقات بين لبنان والخارج .
ومع ان هذه المصادر القريبة من حزب الله وبكركي ترفض الدخول في عملية اختيار اسماء محددة كي تطرح على طاولة التفاوض والحوار الوطني فانها تؤكد انه يمكن للاطراف اللبنانية العمل على توفير الاجواء المناسبة للوصول الى توافق حول رئيس قادر على تحقيق المواصفات التي حددها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وامين عام حزب الله السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري ، وهي تلاقي مواقف مختلف الاطراف اللبنانية ، وان المطلوب تحديد ما هو المطلوب من الرئيس بشكل عملي وليس فقط اطلاق مواصفات عامة سواء على صعيد حماية السيادة الوطنية او معالجة الازمات الاقتصادية والمعيشية او الوصول الى رؤية وطنية حول الاستراتيجية الدفاعية.
وفي خلاصة الاجواء بين بكركي وحزب الله تؤكد هذه المصادر ان خيار الحوار الوطني والحوار المباشر بين كافة الاطراف اللبنانية هو الاقوى خصوصا ان الاطراف الخارجية لا تعطي الملف اللبناني الاولوية حاليا رغم الاهتمام الفرنسي والسعودي ، فالعالم مشغول بهمومه الكثيرة ولبنان ليس في مقدمة الاولويات ، ولذا ليس هناك خيار امام اللبنانيين الا الحوار المباشر وقد تكون البطريركية المارونية احدى المؤسسات الاساسية القادرة على القيام بهذا الدور المهم.