كتب خالد العزي في جسور:
أكد الرئيس البيلاروسي إلكسندر لوكاشينكو بتاريخ 23 سبتمبر\ ايلول، بأنه لن يكون هناك تعبئة عسكرية في الدولة، وقد أكدها ايضًا المجلس القومي البيلاروسية، أن لا حاجة في الدولة لاي تعبئة ولكن لن نسمح بضرب روسيا من الظهر.
لا يخفي الرئيس البيلاروسي كلامه عن التدريبات العسكرية التي تجريها الوحدات العسكرية البيلاروسية، والتي ترفع من قدرات القوات العسكرية في الدفاع عن الدولة بحال تعرضها لأي اعتداء خارجي، لذا تساهم هذه المناورات في رفع جهوزية القوات المسلحة .
ولا يخفي الرئيس ملاحظاته بأن بلاده ترتبط بروسيا باتفاقية دفاع مشترك يسمح للجيش الروسي فيها باستخدام الأراضي المسلحة، كما حدث أثناء غزو روسيا الأراضي الأوكرانية، حيث استخدمت القوات المحتلة أراضي بيلاروسيا بإطلاق الصواريخ واستعمال المطارات الحربية، وكذلك استعمال الطريق الدولي أثناء الهجوم الفاشل من مدينة غومل وصولًا إلى مدينة كييف.
لذا يخشى معارضو لوكاشينكو التعبئة، ويدعون المواطنين إلى العصيان المدني بحال أن السلطات الحالية اتخذ قرارا بالتعبئة العامة او الجزئية بالرغم من أن النظام العالي نفى نيته بإعلان التعبئة التي لا يحتاجها .
تشدد زعيمة المعارضة في الخارج سفيتلانا تيكانوفسكايا على القوات البيلاروسية، وكل من قد يقع تحت اوامر التعبئة إذا تم الإعلان عنها ، "بأن لا يتبع الأوامر الإجرامية، ألقوا أسلحتكم ، ليدعمكم المجتمع البيلاروسي". و"بحال أدخلكم في حرب ضد أوكرانيا ، وكذلك عصيان أوامر السلطات في حالة التعبئة". فعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، طلبت من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين المساعدة في حل الأزمة البيلاروسية الداخلية، وأعلنت بأن أهل بيلاروسيا يبذلون قصارى جهودهم لمواجهة الأزمة الداخلية والدفاع عن الاستقلال من روسيا المعادية، فإن زيادة مشاركة الاتحاد الأوروبي في حل كلتا المشكلتين له أهمية حاسمة ".
بينما تحدث وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي مباشرة في اجتماع الجمعية العامة الأخير ، وأكد على إنجازات دولته في ضمان حقوق الأقليات العرقية والدينية. وأيضًا حول كيفية مكافحة السلطات لمحاولات زعزعة استقرار الوضع في هذه المنطقة من الدول المجاورة(الناتو) .
وأعلن عن أن دولته سجلت محاولات عديدة من قبل قوى خارجية للتأثير على الحياة السياسية في بيلاروسيا باستخدام عوامل لغوية ووطنية. "حيث فشلت هذه المحاولات بفضل حكمة المواطنين البيلاروس، كل منهم ، سواء كان بيلاروسيًا أو روسيًا أو بولنديًا أو أرثوذكسيًا أو يهوديًا. الجميع يشعر بثقة وأمان وأنه جزء لا يتجزأ من الشعب البيلاروسي الموحد" دون الاشارة الى الخلاف الواضح بين الشعب والنظام نتيجة تزوير الانتخابات عام 2022 والتي امتلأت على ضوئها السجون بالمعارضين البيلاروس.
بينما يشك الخبراء بإمكانية حدوث التعبئة في بيلاروسيا، حيث صرح الخبير السياسي بيوتر رودكوفسكي على موقع "ناشا نيفا" الإلكتروني: "بيلاروسيا وروسيا دولتان حليفتان. هناك بند غامض إلى حد ما ينص على أن "الهجوم على أحد أعضاء ولاية الاتحاد يعتبر هجومًا على دولة الاتحاد ككل" وأنه في مثل هذه الحالة ، سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة، وعلى أهمية العملية، فهناك غموض الصياغة. ماذا يجب أن تكون هذه "التدابير"؟ على سبيل المثال ، يمكن أن يدين لوكاشينكو بشدة "الهجوم على الحليف".
ويمكن رؤية كل شيء من خلال عمل منظمة معاهدة الأمن الجماعي. على عكس دولة الاتحاد، والتي تم إنشاء هذه المنظمة خصيصًا للدفاع الجماعي في حالة وجود تهديد خارجي.
ويمكن الاستعانة ببعض الوحدات العسكرية البيلاروسية المدربة تدريبًا جيدًا وهذا أمر عادي لأن النظام يعلم جيدًا بأنه لا يستطيع الدخول في إية معركة بظل الخلافات الداخلية بين "الشعب والنظام"، وبالتالي فإن الجيش اذا دخل الحرب سينقلب عليه، ويتوجه للداخل، والانتفاضة الشعبية ستندلع مجددًا، وبالتالي يصبح نظامه بخطر .
من جهة أخرى فإذا كان كل شيء واضحًا مع الرئيس البيلاروسي، و يؤمن بانتصار روسيا، ويستعد لحرب أهلية أو غزو القوات المسلحة لأوكرانيا، فعندئذ تتعامل تيخانوفسكايا مع نموذج "احتلال" حيث يمكن إجبار بيلاروسيا على ذلك بالانضمام إلى التعبئة الجزئية الروسية، وعلى مواطني الجمهورية أن يفعلوا ذلك قدر المستطاع ويقاوموا التعبئة لإفشالها.
فالمعارضة تحاول لفت أنظار المجتمع الدولي بأنها منظمة، ولها التأثير الإيجابي على الشارع والتي تطالب المجتمع الدُولي بالفصل ما بين النظام والشعب البيلاروسي الذي لا يزال بحالة صدام مع النظام، مما يعني التفريق بين الشعب والنظام في تنفيذ العقوبات الغربية.
مهمة الإثارة من قبل المعارضة تهدف للتشدد مع النظام من خلال تعبئة الدول الحليفة والصديقة التي باتت ترى نظام لوكاشينكو يوجب الحسم معه أو الضغط أو التبني لحل مشكلة الارتباط مع الغرب، وبالتالي ماذا سيقدم الغرب للنظام وللشعب بنفس الوقت؟ وهل الغرب سيكون عراب الوساطة بين النظام والمعارضة من خلال الحصول على ضمانات من قبل الاتحاد الأوروبي لتحمي نظامه وتحميه شخصيًا؟