قالت مصادر دبلوماسية مطلعة في بيروت إن اتصالات مكثّفة تجري بين عدد من العواصم العربية والغربية تمهيدًا لرعاية حوار لبناني - لبناني يساهم في التوصّل الى حلول للأزمات المختلفة ولا سيما الانتخابات الرئاسية، ومن ثم العمل لبحث كل القضايا الإشكالية على صعيد النظام السياسي وقضايا الإصلاح الاقتصادي والمالي.
واوضحت المصادر ان إلغاء السفارة السويسرية للعشاء الذي كانت دعت اليه سابقًا تمهيدًا للحوار اللبناني- اللبناني في جنيف لم يوقف الاتصالات بين عدد من الجهات المعنية بالشأن اللبناني ولا سيما سويسرا وفرنسا والسعودية، وان المصريين والايرانيين والاميركيين على اطلاع على هذه الاتصالات، وأن هناك وفود غربية ستقوم بزيارة العاصمة السعودية قريبًا من أجل متابعة الاتصالات، في حين أن العاصمة الفرنسية تحولت الى مركز لعقد لقاءات مع عدد من الشخصيات اللبنانية من أجل بحث الاوضاع اللبنانية والسعي للتوصل الى توافق داخلي حول الانتخابات الرئاسية .
وتؤكد هذه المصادر ان المسؤولين المصريين والأميركيين والايرانيين ليسوا بعيدين من هذه الاتصالات، سواء من خلال البعثات الدبلوماسية في بيروت أو عبر اللقاءات مع الوفود والشخصيات اللبنانية، وانه اذا كان توقيت العشاء السويسري والالتباس الذي أحاط بجدول الاعمال قد ادى الى الغائه، فان الاتصالات عادت عبر البعثات الدبلوماسية السويسرية والفرنسية والسعودية والمصرية في بيروت لإزالة الاشكالات كافة، وللبحث بشكل جدي بدعم الحوار اللبناني- اللبناني مع اعطاء السعودية دورًا أوسع في المرحلة المقبلة بالتنسيق مع العواصم الغربية، وخصوصًا بعد المؤتمر الذي دعا اليه السفير السعودي في لبنان وليد البخاري حول اتفاق الطائف، وتزامن ذلك مع تصريحات مسؤولين سعوديين الى امكانية عقد لقاء تشاوري للبحث في الاصلاحات السياسية دون المساس في أسس اتفاق الطائف.
وتوقفت هذه المصادر مع الدعوة التي اطلقها شيخ الازهر الإمام الدكتور احمد الطيب في مؤتمر البحرين والتي دعا خلالها علماء الشيعة للحوار وبروز ردود فعل شيعية مرحبة بذلك، مما يساهم في تخفيف التوترات في كل المنطقة، مع الاشارة الى الدور المهم الذي قام به الرئيس نبيه بري وقيادة حزب الله في تخفيف التوترات التي برزت بعد انتهاء ولاية الرئيس العماد ميشال عون وما أثير حول دور حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وصلاحياتها، وقد كان للطرفين دور مهم في استيعاب الحملة التي شنها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على الرئيس ميقاتي واعادة تأكيد دورها في ادارة شؤون البلاد في المرحلة المقبلة ضمن الضوابط الدستورية.
كما أشارت المصادر إلى اهمية التصريحات التي أطلقها المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان وعدد من قيادات حزب الله وحركة أمل والمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى حول الحفاظ على اتفاق الطائف والدعوة لتطبيقه وعدم وجود اي توجه لتغييره او تغيير النظام، وشكّلت هذه المواقف رسائل طمأنة للداخل والخارج، ومن ثم قيام نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب بزيارات للقيادات الدينية الاسلامية وتأكيد وحدة الموقف الاسلامي وحماية الاستقرار والوحدة الوطنية والمسارعة في انتخاب رئيس توافقي ودعم الحوار الوطني.
كما دعت المصادر الى متابعة ما يصدر عن عدد من الجهات الدولية ولا سيما مجموعة الأزمات الدولية والجهات الداعمة للبنان وكلها تؤكد اهمية التوافق الداخلي واعتماد الحوار الوطني للوصول الى حلول لمختلف الازمات.
كل هذه الأجواء تؤكد ان خيار الحوار اللبناني – اللبناني سيتقدم في المرحلة المقبلة وسيكون برعاية ودعم سويسري وسعودي وفرنسي مع متابعة مصرية وايرانية واميركية، وبذلك تعالج الالغام التي ادت لتفجير العشاء السويسري سابقًا.