قبل أن ينتهي العام المنصرم بأيام حذر وزير الري المصري محمد عبد العاطي من أضرار نقص المياه على كل من مصر والسودان بسبب سد النهضة الإثيوبي. وفي مطلع العام الجديد 2022 أصدرت وزارة التخطيط المصرية تقريرها للتنمية البشرية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والذي اعتبر أن سد النهضة من التحديات الوشيكة على نهر النيل ودلتاه في مصر.
وحذر التقرير من أن عملية ملء السد ستؤثر تأثيرا خطيرا في مدى توافر المياه في مصر، إضافة إلى تأثيره السلبي في طاقة إنتاج السد العالي الكهرومائية.
وأعلن من جانبه عضو وفد التفاوض المصري مع الجانب الأثيوبي، الدكتور هشام بخيت، أن السد الإثيوبي إذا أسيء استعماله سيؤثر سلبا على قدرة السد العالي بمصر على مواجهة الجفاف.
ويدهش المراقبون في مصر من إقدام القاهرة على التوسع في استصلاح الأراضي والزراعات، وفيما تشرع الإدارة المصرية في استصلاح رقعة زراعية تقدر بخمسة ملايين فدان، ويتم ريها بواسطة مياه الآبار الجوفية، فإن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي احتفى بإعادة تدشين مشروع توشكي والذي يروى مباشرة من مياه النيل احتفاء كبيرا، ذلك فيما أقبل عدة مستثمرين على ضخ مليارات الجنيهات في الاستفادة من الحصول على أراض زراعية في منطقة توشكي جنوب مصر.
ويضيف توشكي للرقعة الزراعية المصرية أكثر من نصف مليون فدان يتم ريها عبر ترعة الشيخ زايد التي تستهلك وحدها 5.5 مليار متر مكعب من مياه النيل مباشرة، وتخطط القاهرة لزيادة الرقعة الزراعية في توشكي إلى نحو مليون فدان.
ودشن الرئيس المصري أكبر مزارع للنخيل في العالم في توشكي، وتهدف إلى زراعة مليونين وثلاثمئة ألف نخلة من أجود أنواع النخيل، زرع منها مليون وثلاثمائة وخمسون ألف نخلة حتى الآن.
وأثارت إعادة تدشين الرئيس المصري لمشروع توشكي الذي افتتح في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وصادفته عقبات تراخت إدارة مبارك في مواجهتها عن استكمال المشروع، أثارت اهتمام المراقبين، الذين رأوا في سلوك المصريين اطمئنان كبير على مستقبل مياه النيل وكأن مخاطر سد النهضة التي حذرت منها مصر غير موجودة.
ويأتي ذلك كله في الوقت الذي أعلنت فيه أثيوبيا عن نيتها استكمال الملء الثاني لسد النهضة، والشروع في الملء الثالث، ضاربة عرض الحائط التحذيرات المصرية والسودانية من اقدامها على استكمال ملء السد من دون تنسيق مع دول المصب.
وحذر التقرير من أن عملية ملء السد ستؤثر تأثيرا خطيرا في مدى توافر المياه في مصر، إضافة إلى تأثيره السلبي في طاقة إنتاج السد العالي الكهرومائية.
وأعلن من جانبه عضو وفد التفاوض المصري مع الجانب الأثيوبي، الدكتور هشام بخيت، أن السد الإثيوبي إذا أسيء استعماله سيؤثر سلبا على قدرة السد العالي بمصر على مواجهة الجفاف.
ويدهش المراقبون في مصر من إقدام القاهرة على التوسع في استصلاح الأراضي والزراعات، وفيما تشرع الإدارة المصرية في استصلاح رقعة زراعية تقدر بخمسة ملايين فدان، ويتم ريها بواسطة مياه الآبار الجوفية، فإن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي احتفى بإعادة تدشين مشروع توشكي والذي يروى مباشرة من مياه النيل احتفاء كبيرا، ذلك فيما أقبل عدة مستثمرين على ضخ مليارات الجنيهات في الاستفادة من الحصول على أراض زراعية في منطقة توشكي جنوب مصر.
ويضيف توشكي للرقعة الزراعية المصرية أكثر من نصف مليون فدان يتم ريها عبر ترعة الشيخ زايد التي تستهلك وحدها 5.5 مليار متر مكعب من مياه النيل مباشرة، وتخطط القاهرة لزيادة الرقعة الزراعية في توشكي إلى نحو مليون فدان.
ودشن الرئيس المصري أكبر مزارع للنخيل في العالم في توشكي، وتهدف إلى زراعة مليونين وثلاثمئة ألف نخلة من أجود أنواع النخيل، زرع منها مليون وثلاثمائة وخمسون ألف نخلة حتى الآن.
وأثارت إعادة تدشين الرئيس المصري لمشروع توشكي الذي افتتح في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وصادفته عقبات تراخت إدارة مبارك في مواجهتها عن استكمال المشروع، أثارت اهتمام المراقبين، الذين رأوا في سلوك المصريين اطمئنان كبير على مستقبل مياه النيل وكأن مخاطر سد النهضة التي حذرت منها مصر غير موجودة.
ويأتي ذلك كله في الوقت الذي أعلنت فيه أثيوبيا عن نيتها استكمال الملء الثاني لسد النهضة، والشروع في الملء الثالث، ضاربة عرض الحائط التحذيرات المصرية والسودانية من اقدامها على استكمال ملء السد من دون تنسيق مع دول المصب.
مقاتلات قصفت السد
"جسور" التقت مصدرا مصريا كان يشغل في وقت سابق منصبا حكوميا مهما، طلب عدم ذكر اسمه، يقول المصدر، إن ملف السد الأثيوبي قديم، ومحاولات أثيوبيا تعود إلى نحو ستين عاما، وفي التسعينيات من القرن المنصرم كانت هناك محاولة لبناء سد في نفس موقع سد النهضة الحالي".
وكشف المصدر أن "ثلاث طائرات مقاتلة مجهولة قصفت الموقع قبل البناء، ما وأد المحاولة في مهدها، وقيل أن الطائرات كانت مقاتلات مصرية".
ورؤساء مصر منذ عهد السادات وجهوا تهديدات مباشرة لأي محاولة أثيوبية تنتقص من حقوق مصر الثابتة في مياه النيل، وكان آخرها تحذير الرئيس السيسي، بل ما يمكن أن نطلق عليه التهديد المباشر "لمن يجرؤ" على سحب نقطة مياه من حصة مصر في مياه النيل.
ويضيف المصدر، "ملف المياه مسألة حياة أو موت"، وإذا "اقترب الأمر فعليا من انتقاص مياه من حصة مصر من نهر النيل فسيكون هناك تدخل حاسم من دون شك".
ويؤكد أن "هناك جاهزية كاملة في مصر للتدخل العسكري إذا تطلب الأمر لحماية حقوق مصر، والسودان في مياه النيل".
ويشير إلى أن "مصر عملت طوال الفترة الماضية على تأمين وضعها السياسي، وإطلاع دول العالم على تفاصيل الموقف، والمخاطر التي قد تتعرض لها البلاد إذا استمر تعنت الجانب الأثيوبي".
ويؤكد المصدر لـ"جسور"، أن مصر حددت بوضوح قرارها، "مياه النيل خط أحمر"، ولن يكون خافيا على أحد، وبخاصة الغرب، أن مياه مصر تعرضت للنقصان، لأن الاقمار الصناعية تحدد على مدار الساعة حجم المياه في نهر النيل، وفي هذه الحالة لن يستطيع احد ان يلوم مصر في حق الدفاع عن الحياة.
وينبه المصدر إلى ان افتتاح الرئيس المصري لتوشكي اخيرا رسالة واضحة للعالم كله بأن مصر ستستخدم حصتها بالكامل، وستستخدم المياه المخزنة وراء السد العالي".
ويضيف أنه "على الجانب الأثيوبي أن يفكر مليا في عواقب إصراره على التصرف منفردا".
ويشير إلى أن أثيوبيا طرحت محورا جديدا في صراع المياه، فهي تتحدث عن أن كامل مياه النيل هي ملك لها، وأنها لن تمانع في بيع هذه المياه للدول الأخرى، وهنا سينفجر صراع الإرادات، ولن تسمح مصر مطلقا بتطبيق هذه المنهجية.
ويشدد على أن مصر لو اتخذت قرار التدخل العسكري لحسم الأزمة لن تكون هناك أي إمكانية لمعاقبة مصر من قبل حلفاء أثيوبيا الدوليين وبصفة خاصة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، مشيرا إلى أن "لمصر وضع لا يستهان به على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهي طرف رئيس في العملية الأمنية الإستراتيجية في المنطقة".
وكشف المصدر أن "ثلاث طائرات مقاتلة مجهولة قصفت الموقع قبل البناء، ما وأد المحاولة في مهدها، وقيل أن الطائرات كانت مقاتلات مصرية".
ورؤساء مصر منذ عهد السادات وجهوا تهديدات مباشرة لأي محاولة أثيوبية تنتقص من حقوق مصر الثابتة في مياه النيل، وكان آخرها تحذير الرئيس السيسي، بل ما يمكن أن نطلق عليه التهديد المباشر "لمن يجرؤ" على سحب نقطة مياه من حصة مصر في مياه النيل.
ويضيف المصدر، "ملف المياه مسألة حياة أو موت"، وإذا "اقترب الأمر فعليا من انتقاص مياه من حصة مصر من نهر النيل فسيكون هناك تدخل حاسم من دون شك".
ويؤكد أن "هناك جاهزية كاملة في مصر للتدخل العسكري إذا تطلب الأمر لحماية حقوق مصر، والسودان في مياه النيل".
ويشير إلى أن "مصر عملت طوال الفترة الماضية على تأمين وضعها السياسي، وإطلاع دول العالم على تفاصيل الموقف، والمخاطر التي قد تتعرض لها البلاد إذا استمر تعنت الجانب الأثيوبي".
ويؤكد المصدر لـ"جسور"، أن مصر حددت بوضوح قرارها، "مياه النيل خط أحمر"، ولن يكون خافيا على أحد، وبخاصة الغرب، أن مياه مصر تعرضت للنقصان، لأن الاقمار الصناعية تحدد على مدار الساعة حجم المياه في نهر النيل، وفي هذه الحالة لن يستطيع احد ان يلوم مصر في حق الدفاع عن الحياة.
وينبه المصدر إلى ان افتتاح الرئيس المصري لتوشكي اخيرا رسالة واضحة للعالم كله بأن مصر ستستخدم حصتها بالكامل، وستستخدم المياه المخزنة وراء السد العالي".
ويضيف أنه "على الجانب الأثيوبي أن يفكر مليا في عواقب إصراره على التصرف منفردا".
ويشير إلى أن أثيوبيا طرحت محورا جديدا في صراع المياه، فهي تتحدث عن أن كامل مياه النيل هي ملك لها، وأنها لن تمانع في بيع هذه المياه للدول الأخرى، وهنا سينفجر صراع الإرادات، ولن تسمح مصر مطلقا بتطبيق هذه المنهجية.
ويشدد على أن مصر لو اتخذت قرار التدخل العسكري لحسم الأزمة لن تكون هناك أي إمكانية لمعاقبة مصر من قبل حلفاء أثيوبيا الدوليين وبصفة خاصة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، مشيرا إلى أن "لمصر وضع لا يستهان به على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهي طرف رئيس في العملية الأمنية الإستراتيجية في المنطقة".
مصر والخيار العسكري
من جهته يتوقع الكاتب المصري محمد سيد صالح في لقاء مع "جسور"، لملف سد النهضة في 2022، "مزيدا من الارتباك في صفوف القوى غير واضحة الاتجاه، مع مصر أو أثيوبيا، وتحديا كبيرا في مصر إزاء قرار حسم قضية السد عسكريا، إضافة إلى أن الأوضاع السياسية في كل من السودان وأثيوبيا ستكون مؤثرة في قرار الحسم العسكري من جانب مصر".
ويعتقد صالح أن "اللحظات الأخيرة قبل التصعيد إذا استمر جمود الحل السياسي، ستشهد تدخلا أميركيا للتهدئة، وتصفية الأزمة بحل متوازن".
ويرى الكاتب السياسي المصري أن صانع القرار المصري لديه هدوء في التعامل مع أزمة سد النهضة، ويبدو هذا واضحا من إحياء مشروع توشكي، ومن الإنفاق الكبير على مشروعات تحلية المياه، مضيفا أن "صانع القرار السياسي يتصرف بيقين أن حصة مياه مصر لن تتأثر".
ويوضح الكاتب المصري أن الخيار العسكري المصري أمامه الكثير من التحديات، منها الموقف الدولي، ومنها مستقبل العلاقات مع أثيوبيا، والشعب الأثيوبي، أضف إلى ذلك أن مصر فقدت حلفاء مهمين، ومنهم على سبيل المثال إريتريا التي تساند الموقف الأثيوبي حاليا، ولذا يتوقع صالح الا تلجأ مصر للخيار العسكري في التعامل مع سد النهضة".
ويعتقد صالح أن "اللحظات الأخيرة قبل التصعيد إذا استمر جمود الحل السياسي، ستشهد تدخلا أميركيا للتهدئة، وتصفية الأزمة بحل متوازن".
ويرى الكاتب السياسي المصري أن صانع القرار المصري لديه هدوء في التعامل مع أزمة سد النهضة، ويبدو هذا واضحا من إحياء مشروع توشكي، ومن الإنفاق الكبير على مشروعات تحلية المياه، مضيفا أن "صانع القرار السياسي يتصرف بيقين أن حصة مياه مصر لن تتأثر".
ويوضح الكاتب المصري أن الخيار العسكري المصري أمامه الكثير من التحديات، منها الموقف الدولي، ومنها مستقبل العلاقات مع أثيوبيا، والشعب الأثيوبي، أضف إلى ذلك أن مصر فقدت حلفاء مهمين، ومنهم على سبيل المثال إريتريا التي تساند الموقف الأثيوبي حاليا، ولذا يتوقع صالح الا تلجأ مصر للخيار العسكري في التعامل مع سد النهضة".