بانتظار وضوح الرّؤية حول ملف الترسيم البحري بين لبنان والكيان الصهيوني والردود الإسرائيلية على المقترحات اللبنانية عبر المبعوث الاميركي آموس هوكستاين، فإن كل التحضيرات الميدانيّة بين حزب الله والمقاومة الاسلامية من جهة، وبين الجيش الاسرائيلي من جهة أخرى قد أكتملت حسبما تؤكد مصادر جنوبية مطلعة.
ففي حال كان الجواب الاسرائيلي سلبيًا وبدأ الإسرائيليون استخراج الغاز والنفط دون التوصل إلى اتفاق مع الجانب اللبناني، فإن حزب الله سينفذ تهديداته باستهداف منصّات الغاز والنفط الإسرائيلية على الشواطئ المتوسطية كافة وفقًا لما يصرّح به المسؤولون في الحزب، ووفقًا لما أعلنه أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله في خطاب العاشر من المحرم (عاشوراء) والرسالة الجوابية التي أرسلها المجاهدون في المقاومة الاسلامية للسيد نصر الله والتي أكدوا فيها إستعدادهم لتنفيذ أي قرار تتخذه قيادة الحزب.
أما على الصعيد الميداني فتشير المصادر الجنوبية المطلعة إلى أن حزب الله مستمر في حال التعبئة والاستعداد الميداني على كل جبهة الجنوب، وان التصدي قبل أيام قليلة لمسيّرة إسرائيلية فوق منطقة ميدون في البقاع الغربي كان عملية استطلاعية لاستخدام المضادات الجوية الجديدة التي يمتلكها الحزب. المصادر تقول إنه في حوزة الحزب والمقاومة مفاجأت عديدة في ميدان القتال والتسلّح سيتم كشفها في حال إندلاع المواجهة مع الجيش الإسرائيلي، وهي تذكّر بمفاجآت الحزب في حرب تموز/ يوليو في العام 2006، ونحن نعيش الآن الذكرى السنوية لانتهاء هذه الحرب والفشل الذريع للجيش الاسرائيلي في تحقيق أي تقدم ميداني انذاك.
وفي مقابل التحضيرات التي تقوم بها المقاومة الإسلامية وحزب الله، فإن الجيش الاسرائيلي يتابع الاستعدادات لمواجهة أي هجوم قد تتعرّض له المنصات النفطية والغازية، إضافة إلى الاستعداد لمواجهة احتمال انتقال مقاتلي الحزب الى داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة، ولذلك عمد الجيش الاسرائيلي الى اقامة دشم وبناء جدران عالية على الحدود وكشف بعض الانفاق القديمة، فهناك خشية لدى الاسرائيليين من أن يقوم مقاتلو الحزب باختراق الحدود والقيام بعمليات عسكرية في مواجهة المستوطنات والمعسكرات الاسرائيلية، وقد نشرت مواقع اسرائيلية مؤخرًا معلومات عن زيادة الاستعداد والجهوزية عند مقاتلي الحزب، ووجّه المسؤولون الإسرائيليون تهديدات شديدة اللهجة ضد الحزب وقيادته بانه سيتم الرد على أي عمل عسكري بتدمير الضاحية الجنوبية والبنية التحتية في لبنان، كما أجرى الجيش الاسرائيلي مناورات وتدريبات عسكرية في قبرص وفي داخل فلسطين المحتلة استعدادًا لأية مواجهة مع الحزب.
وإضافة للاستعدادات العسكرية عمد حزب الله مؤخرًا لزيادة التعبئة الاعلامية والسياسية والشعبية، سواء من خلال الفيديوهات التي سربّها لاستهداف المنصات الغازية والنفطية، أو من خلال مواقف قيادات الحزب في عاشوراء، أو عبر الاحتفالات الواسعة خلال عاشوراء وإقامة المضائف الشعبية والتي بلغت عشرات الاف المضائف، حيث كان يقدّم الطعام والشراب مجانًا لمئات الالوف من المواطنين وذلك كرد عملي على التهديد بالحصار والجوع والاستعداد للتضحية والعطاء وعدم التأثر بأية تهديدات اسرائيلية.
أما على الصعيد السياسي فالحزب يعمل من أجل ترتيب الجبهة السياسية الداخلية، واللقاء بين وفد من قيادة الحزب ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كان يهدف لترتيب العلاقة بين الطرفين لمواجهة أية احتمالات تصعيد ميدانية، نظرًا لوجود حاجة لترتيب الوضع الشعبي خصوصًا في مناطق الجبل، وقد أبدى جنبلاط الاستعداد لدعم أبناء الجنوب والضاحية واحتضانهم في حال حصول أية مواجهة عسكرية بين الحزب والجيش الاسرائيلي.
في الخلاصة فإن الاستعدادات الميدانية بين الحزب والجيش الاسرائيلي اكتملت لأية مواجهة مستقبلية في حال فشل المفاوضات حول الترسيم البحري وعدم نجاح مهمة المبعوث الاميركي آموس هوكستاين، والسؤال الاساس: من سيطلق الطلقة الأولى في المعركة المقبلة إذا فشلت الجهود الدبلوماسية؟ والأيام المقبلة هي المهلة التي تفصلنا عن نهاية شهر آب/اغسطس وهي ستحمل الجواب الحاسم.