تنطلق يوم السبت المقبل في الثالث عشر من شهر أب/أغسطس في مركز لقاء للحوار العالمي في منطقة الربوة قرب انطلياس (شمالي بيروت)، مبادرة لبنانية إنقاذية جديدة تهدف لاطلاق حوار لبناني-لبناني والعمل لملء الفراغ السياسي المتوقع، في حال عدم تشكيل حكومة جديدة وتأخر إنتخاب رئيس جديد للجمهورية في المهلة الدستورية المحدّدة .
وتضم هذه المبادرة شخصيات لبنانية مقيمة ومن بلاد الإغتراب، تدعو لاطلاق حوار لبناني-لبناني في المناطق اللبنانية كافة لدراسة أسباب الأزمات المتراكمة ووضع أفكار وآليات للحلول المستقبلية، على أن يتوصّل المشاركون في اللقاءات الحوارية المناطقية إلى خلاصات واقتراحات عملية تتولى هيئة تنسيق مركزية دراستها والتحضير لحوار يجمع القيادات اللبنانية أو من يمثلّها، وكذلك عدد من ممثلي الأحزاب السياسية وشخصيّات من المجتمع المدني، ومن العاملين في الاختصاصات والمجالات المتنوعة كافة.
واللقاء الأول الذي سيعقد في مركز لقاء للحوار العالمي في الربوة قرب بطريركية الروم الكاثوليك سيتناول ثلاث محاور أساسية:
الأول: دور المؤتمرات الحوارية أو القوى المدنية في لبنان في معالجة الأزمات ودور الحوار الوطني في التسويات .
الثاني: قراءة في التجارب السياسية اللبنانية – الأزمات الكبرى والحلول.
الثالث: كيفية استعادة ثقة اللبنانيين بأنفسهم وتحقيق العيش معا بكرامة.
ويشارك في هذا اللقاء عدد من المفكرين والناشطين في مجال الحوار وأصحاب التجارب الحوارية السابقة، على أن يلي ذلك لقاءات حوارية في مناطق لبنانية مختلفة، كما يعمل المشرفون على اللقاء لإعداد ورقة عمل من أجل النقاش مع مختلف الأطراف والأحزاب اللبنانية، تتضمن مجموعة أفكار واقتراحات من أجل انقاذ لبنان من أزماته ووضع حلول عملية لمختلف التحديات .
كما يجري أيضًا التواصل مع عدد من الشخصيات الاغترابية من أجل وضع آليات عمل للمساهمة في الانقاذ الاقتصادي في حال تم التوصل الى تسوية للازمات السياسية، وعندما يتم التوافق على رئيس جديد للجمهورية قادر على تقديم مشروع انقاذي مستقبلي.
وتلتقي هذه المبادرة الانقاذية مع سلسلة المبادرات والأنشطة الحوارية والانقاذية، التي تطلقها المؤسسات الحوارية ومؤسسات المجتمع المدني في هذه المرحلة والتي بدأت تنشط في محتلف الاتجاهات، لكن المشكلة الأساسية التي تواجهها هذه المبادرات غياب التنسيق والتعاون بين الجهات التي تطلقها وعدم وجود برنامج موحّد يجمعها كي تتحول إلى اطار عمل مشترك قادر على التأثير في الواقع اللبناني وتقديم رؤية لبنانية للحل بدل انتظار الحلول الخارجية.
ويسعى المشرفون على مشروع "لقاء من اجل لبنان" للتعاون مع مختلف المؤسسات الحوارية والتواصل أيضًا مع القوى الحزبية والشخصيات الفاعلة في الواقع اللبناني كي تكون المبادرة التي سيتم اطلاقها لاحقًا عملية وواقعية، وتتضمن اقتراحات محددة من أجل الانقاذ في ظل المخاوف الكبيرة التي تحيط بالواقع السياسي اللبناني في ظل الفشل في تشكيل حكومة جديدة واشتداد الصراع بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر من جهة، ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي.
والخوف الأكبر عدم نجاح القوى السياسية والكتل النيابية في الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية مما سيدخل البلاد في أزمة سياسية ودستورية، لأن هناك أسئلة واشكالات عديدة حول مدى صلاحية حكومة تصريف الاعمال في ادارة البلاد في مرحلة الفراغ الرئاسي وكيف ستتعاطى مختلف الاطراف مع هذه الازمة .
ويضاف إلى المشكلات الداخلية الأزمات الخارجية المتفاقمة في ظل الفشل في الوصول إلى تسويات حاسمة لمعظم الملفات، والحرب الجديدة التي شنّها العدو الصهيوني على قطاع غزة مما يجعل الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات.
فهل ستنجح هذه المبادرة الحوارية الجديدة في وضع خارطة طريق انقاذية للبنان؟ ام انها ستضيع بين الأزمات والخلافات الداخلية والخارجية؟