رغم الأزمة القانونية التي عطّلت إنتخابات الهيئتين الشرعية والتنفيذية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان منذ رحيل رئيسه السابق الامام الشيخ عبد الأمير قبلان قبل حوالى السنة ونصف السنة، فإن نائب رئيس المجلس العلامة الشيخ علي الخطيب يسعى لملء الفراغ الحاصل من خلال تعزيز دور مؤسسات المجلس ولجانه، وكذلك عبر تنشيط اللقاءات والحوارات سواء داخل المجلس أو مع الهيئات والمرجعيات والمؤسسات الدينية والثقافية والاعلامية والاكاديمية والحوارية، إضافة الى اعادة ترتيب أوضاع المؤسسات التي تقع تحت إشراف المجلس وخصوصا الجامعة الاسلامية ومؤسسة التبليغ الديني والأوقاف الدينية.
وقد حرص الشيخ الخطيب على تعيين عدد من الشخصيات التي تتولى مهمات الحوار والتنسيق ومنها الدكتور غازي قانصو والذي يتولى تمثيل المجلس في اللجنة الوطنية للحوار الاسلامي – المسيحي وكذلك في الجامعة الاسلامية، والاستاذ محمد رزق الذي يتابع مهام أمانة السر اضافة لمهامه الاعلامية المتعددة، كما أستعان الشيخ الخطيب بشخصيات أكاديمية وإعلامية وقانونية وسياسية لمتابعة العديد من الملفات الخاصة ولتنشيط التواصل مع القيادات الفكرية والسياسية والمؤسسات الدبلوماسية.
ومع أن الشيخ الخطيب يعترف بأن الواقع القانوني للمجلس ليس على ما يرام اليوم بسبب تأخر إنتخابات الهيئتين التنفيذية والتشريعية وهذا مرتبط بالواقع السياسي في البلاد والحاجة الى التفاهم بين كل من حركة أمل وحزب الله (كونهما الكتلتين الأكبر في البرلمان وعلى الصعيد العام)، فانه يؤكد في مجالسه الخاصة ان الواقع القانوني في إدارة عمل المجلس قائم على أساس الإستمرارية ومنع الفراغ في المؤسسات وهذا حكم عام معترف به قانونيا، والأهم ضرورة إستكمال عمل المجلس ودوره الوطني والاسلامي والديني في مواجهة مختلف التحديات الداخلية والخارجية.
ويشير الشيخ الخطيب الى الصعوبات الكثيرة التي تواجهه وتواجه المجلس اليوم ، سواء بسبب الاوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية والادارية ، او بسبب تعطل بعض لجان المجلس ومؤسساته ، ولكن رغم ذلك فهو اتخذ القرار بالعمل من أجل تعزيز الحضور اعلاميا وشعبيا وسياسيا ودبوماسيا ودينيا، إن من خلال اللقاءات المباشرة او عبر زيارة مختلف المناطق او التواصل مع مختلف الهيئات الثقافية والحوار او عبر تعزيز التنسيق والتعاون مع المرجعيات الدينية الاسلامية والمسيحية لعقد قمة روحية تساهم في رفع الصوت عاليا لانقاذ البلاد من أزماتها المختلفة.
ويؤكد الشيخ الخطيب على سياسة المجلس الحوارية مع الجميع لبنانيا وعربيا مع الحفاظ على الثوابت الاساسية بالدفاع عن المقاومة والعمل لقيام الدولة العادلة وبناء دولة المواطنة ورفض المذهبية والطائفية، وتعزيز العلاقات مع كل الدول العربية والاسلامية ومع الفاتيكان والازهر الشريف.
ويرفض الشيخ الخطيب الاتهامات التي توجه للطائفة الشيعية في لبنان والعالم العربي بانها تابعة لايران ، ويقول : ان علاقتنا مع ايران قائمة على اسس دينية ولانها دعمت قضية فلسطين وساندتنا في مواجهة الاحتلال الصهيوني ونحن كنا ضد ايران ايام الشاه البهلوي وكنا مع العرب ومع فلسطين وضد الانتداب الفرنسي وضد الاحتلال الصهيوني ودفعنا ثمنا كبيرا لذلك ، وايدنا الرئيس جمال عبد الناصر وكنا مع حركات التحرر العربية.
ويختم الشيخ الخطيب بالدعوة لاوسع حوار لبناني – لبناني وعربي – اسلامي ومع كل المرجعيات الدينية الاسلامية والمسيحية في العالم من اجل مواجهة مختلف التحديات لان أزمات لبنان والعالم كبيرة ولا خيار لنا الا بالتعاون والحوار والحفاظ على لبنان وطن الرسالة بتعدديته وتنوع طوائفه ومذاهبه.
فمن يلاقي الشيخ الخطيب في دعوته؟