يتابع عضو المجلس الوطني الفلسطيني الأستاذ عمران الخطيب حديثه لموقع "جسور" كاشفًاعن النوايا الإسرائيليّة الكامنة في استمرار الاعتداءات على الفلسطينيّين.
فمشروع الدولتين لم يكن يومًا على قدر طموح الاسرائيليّين،فلطالما كان سعي المجتمع الإقليمي العربي، لكنّ بعضهم رأى أنّ هذا الصراع سيستمرّ، كاللبناني الدّكتور شارل مالك الذي قال في كتابه "إسرائيل أميركا والعرب نبوءة منذ نصف قرن" الصادر في العام 1957 عن دار النّهار الذي تضمّن تقريرًا في الوضع الحاضر في5 آب 1949:" بصدد وضع إسرائيل في العالم العربي حقائق ثلاثًا:
- إنّ العالم العربي لن ينام على الضيم وقد وقع به ضيم في فلسطين.
- إنّ العالم العربي لن يتمكّن من محق اليهود في فلسطين وإسرائيل لن تتمكن من محق العالم العربي.
- إنّ طبيعة الحركة الصهيونيّة وثّابة وعلاقتها بالعالم العربي محتّم عليها أن تكون وأن تظل دائمًا وثّابة كذلك وهي لذلك ستنزع حتميًّا وطبيعيًّا نحو إحدى النتيجتين إمّا اكتساح العالم العربي والسيطرة عليه، أو انكسارها هي و" كبّها في البحر"... أمّا السلام بينها وبين محيطها العربي والتفاهم الصادق فلا إمكان لقيامهما."
مشروع الإمارات السبع
ويكشف الخطيب في حديثه لجسور عن الدوافع الإسرائيليّة وراء هذا التّصعيد، حيث يعتقد أنّه " يأتي من قبل حكومة نيتنياهو وفريقه من الأحزاب اليمينية المتطرفة، من أجل إسقاط السلطة الفلسطينية وإلغاء مايسمى حلّ الدولتين، وهو مضمون الرباعية الدولية." وبحسب الخطيب إنّ " دفع الشعب الفلسطيني إلى المقاومة المسلحة ردًّا على ما يرتكبه جيش الإحتلال الإسرائيلي من جرائم ومجازر وحشية وسقوط الشهداء والجرحى والمصابين والمعتقلين هو لدفع السلطة الفلسطينية إلى خيارين اثنين لا ثالث لهما: إمّا أن تتحول السلطة الفلسطينية ومكوناتها العسكرية والأمنية إلى الدخول في مواجهة قد تستغرق بضعة أيام، وإمّا أن تقوم سلطات الإحتلال الإسرائيلي بإعادة السيطرة على الضفة الغربية وإلغاء دور السلطة الفلسطينية بسبب استخدم السلطة السلاح." وهنا يكشف الخطيب المخطّط الخطير لإسرائيل الذي يقوم في هذة الحاله على " خلق البديل من خلال تقسيم مناطق الضفة إلى كنتونات ترتبط بالإدارة المدنيّة الإسرائيليّة. وهو ما أطلق عليه أحد الجنرالات في جيش الإحتلال الإسرائيلي تسمية : مشروع الإمارات السبع. "
دعوة إلى توحيد الصفوف
وعن طبيعة المواجهة يفيد الخطيب في حديثه لجسور " لا تستطيع بأن تغامر في عملية المواجهات المباشرة مع الإحتلال الإسرائيلي حيث لا تملك مقومات بشكل شمولي." ويرجع الخطيب للعديد من الأسباب الموضوعية أهمّها " غياب الإمكانيات المادية واللوجستية والسياسية ، إضافة إلى أنّ السلطة الفلسطينية ليست فصيل بل هي بمثابة دولة فلسطينية تحت الإحتلال تتحمل مسؤولية المواطنين الفلسطينيين في الصحة والتعليم وفي مختلف القضايا الحياتيّة." وبالنسبة إلى وضع الشتات الفلسطيني يفيد الخطيب لجسور أنّه " إضافة إلى النضال الشامل، فقد تحوّل من مناطق الشتات إلى الداخل الفلسطيني". كما يلحظ الخطيب الإنجاز الذي حقّقه الفلسطينيّون، إلى جانب النتائج السياسية، حيث انتقل الشعب الفلسطيني من مسمى النازحين واللاجئين إلى اعترف العالم بدولة فلسطين عضوًا مراقبًا في الأمم المتحدة."
ويرى الخطيب أنّ " مهمة القيادة الفلسطينيّة راهنًا صارت المحافظة على الانجازات وإن كانت متواضعة، وخاصة بأنّ العديد من الدول العربية والإسلامية قد قام بالتطبيع الشامل مع "إسرائيل". أمّا عن مساعدة الدّول العربيّة للفلسطينيّين فيلحظ الخطيب " توقف النظام العربي عن تقديم المساعدات المالية للجانب الفلسطيني، وفي بعض الأحيان تكون المساعدات بقرارات أمريكية ويتمّ تحديد إتجاه آليات الصرف ووفقا لمعايير محدّدة." ويسترجع الخطيب في حديثه كيف قام الرئيس أبو مازن بتشكيل شبكة أمان عربية من أجل تحصين السلطة الفلسطينية في مواجهة التحديات الإسرائيلية والمتمثلة في الحصار والعقوبات؛ إضافةً إلى منع الجانب الفلسطيني عن حرية الحركة الاقتصاديّة، وخاصة قرصنة "إسرائيل" أموال المقاصة من الضرائب الفلسطينية، والتي يتم احتجازها من قبل سلطات الإحتلال .
ويجزم الخطيب كيف تعمل السلطة الفلسطينية "على استمرار وجودها وحماية، الشعب الفلسطيني، وهذا يتطلب تعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية من خلال إنهاء الانقسام الفلسطيني وتشكيل حكومة وحدة وطنية للوصول إلى الإنتخابات الفلسطينية العامّة، التشرعية والرئاسية، توصّلاً إلى تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد وتعزيز الصمود لشعبنا الفلسطيني."
الخطيب في روسيا دعمًا للقضيّة
زار عضو المكتب السياسي للجبهة العربية الفلسطينية عمران الخطيب الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية للشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف، في مقر وزارة الخارجية الروسية في موسكو بحضور سفير فلسطين لدى روسيا السيد عبد الحميد نوفل، برفقة الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية سليم البرديني اوائل شهر شباط فبراير الحالي حيث جرى خلال اللقاء تبادل معمق للآراء حول مشاكل التسوية في الشرق الأوسط.
ويشير الخطيب في حديثه لجسور أنّ " موقف روسيا إيجابي في عملية دعم نضال الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، وهذا ليس مجرد كلام بل موقف سياسي." واوضح أنّ الجانب الرّوسي" أكّد التمسك بحل الدولتين، ويتحرك في الاتصالات مع الجانب الدولي؛ والروس ملتزمون في هذه المعايير والمواقف أمام الجانب الإسرائيلي." وأشار الخطيب أنّ الجانب الروسي "يؤكد على القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي ذات الصله بالقضية الفلسطينية، وخاصة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 181 والذي ينصّ على دولتين: يهودية للإسرائيليّين وعربية للفلسطينين." كم تم التأكيد على أن الجانب الإسرائيلي غير معني في مضمون عملية السلام. كما أشار الخطيب في حديثه لجسور.
في المحصّلة
يختم الخطيب حديثه لجسور مؤكّدًا على " ضرورة الصمود في مواجهة التحديات الإسرائيلية ،والعمل على منع انهيار الانجازات الفلسطينية" التي يرى أنّه "من الممكن الإستمرار والبناء عليها." وبرأيه "قد نصل إلى النتائج المرجوة من خلال العمل وتحرك بمختلف الوسائل، وخاصة لأنّ جرائم وإرهاب الإحتلال الإسرائيلي باتت تتصدّر مختلف وسائل الإعلام في العالم .إضافة إلى أنّ شعوب العالم تراقب المعايير المزدوجة، وخاصّة موقف الإدارة الأمريكية وحلف الناتو ، لا سيّما بعد دخول روسيا في أوكرانيا، وفرض سلسلة من العقوبات والحصار الإقتصادي والسياسي والعسكري والأمني، وفي حين لم تلتزم "إسرائيل" بقرارات مجلس الأمن الدولي منذ العام 1947 وصدور القرارين 181 و194 والذي يؤكد على عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم." ويجزم الخطيب أنّ "إسرائيل" تمتلك مختلف الإمكانيات المادية واللوجستية والعسكرية ولكنّها لن تمتلك إمكانية البقاء إلى الأبد."