تضامن رسمي وشعبي واسع في مصر مع الشعب السوري في مصابه الأليم عقب الزلزال المدمر الذي وقع فجر الاثنين في تركيا وسوريا.
ففي اتصال هو الأول منذ وصوله إلى السلطة قبل تسع سنوات هاتف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره السوري بشار الأسد لتقديم التعازي.
وصرح متحدث الرئاسة المصرية أن الرئيس السيسي أكد تضامن مصر مع سوريا وشعبها الشقيق في هذا المصاب الأليم والتوجيه بتقديم كافة أوجه العون والمساعدة الإغاثية الممكنة إلى سوريا.
من جانبه أعرب الرئيس السوري بشار الأسد خلال الاتصال الهاتفي عن امتنانه لهذه اللفتة الكريمة من الرئيس السيسي مؤكداً اعتزاز سوريا بالعلاقات التاريخية والأخوية التي تربط البلدين وشعبيها الشقيقين وفق بيان متحدث الرئاسة المصرية.
تعاطف مع الشعب السوري
أما على المستوى الشعبي فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات المصريين التي عبرت عن مشاعر الحزن والأسى والتعاطف مع الشعب السوري في المناطق التي ضربها الزلزال سواء لجهة الأوضاع المعيشية الصعبة جراء سنوات الحرب الطويلة أو انعدام الخدمات الأساسية وتعذر الوصول إلى بعض المناطق المتضررة التي لا تسيطر عليها الحكومة السورية فضلا عن الطقس القاسي في فصل الشتاء حالياً.
كما خيم الحزن والترقب على أبناء الجالية السورية في مصر وهم يتابعون الأعداد المتصاعدة بين ساعة وأخرى للقتلى والمصابين والدمار الهائل الذي خلفه الزلزال المدمر بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر الذي ضرب فجر الإثنين مناطق جنوب تركيا وشمال ووسط سوريا.
ويعيش في مصر نحو مليون ونصف المليون مهاجر سوري منذ اندلاع الأزمة السورية قبل أكثر من 11 عاما يشكّلون 17 % من أعداد المهاجرين الدوليين في مصر وفق تقرير "منظمة الهجرة الدولية"
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أن وزير الخارجية سامح شكري أجرى اتصالين هاتفيين مع نظيريه السوري فيصل المقداد والتركي مولود تشاووش أوغلو لتقديم العزاء في ضحايا الزلزال المروع وإبلاغهما قرار الحكومة المصرية بإرسال مساعدات إغاثية عاجلة تضامناً مع شعبي وحكومتي سوريا وتركيا.
إخراج مصريين من تحت الانقاض
في الوقت ذاته تابع المصريون باهتمام أنباء إنقاذ 4 مصريين بينهم طفل من تحت الأنقاض في تركيا عقب زلزال الاثنين حيث أعلن رئيس الجالية المصرية في تركيا عادل راشد إخراج 3 مصريين من تحت الأنقاض في ولاية هاتاي التركي بينهم الطالبتان ريم وسهيلة وأضاف أن "عمليات الإنقاذ مستمرة لإخراج شخص يدعى محمد عثمان وزوجته من تحت الأنقاض في الوقت الراهن" مشيرا إلى أن "السلطات التركية نجحت في إخراج ابنهما الطفل على قيد الحياة وهم من محافظة المنوفية بدلتا النيل"
وفي مصر أيضاً دعا أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية المجتمع الدولي إلى تقدم الاغاثة الطارئة للمناطق المنكوبة في الشمال السوري جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا معرباً عن تعازيه لأسر الضحايا في كل من سوريا وتركيا.
وناشدت الجامعة العربية منظمات الإغاثة الدولية والمنظمات الإنسانية بالتحرك الفوري لتقديم جهود الإغاثة والمساعدات الانسانية اللازمة لمواجهة تداعيات هذه الكارثة من منظور إنساني بعيدا عن أي تسييس
وكانت مصر قد شهدت زلزالا مدمرا في 12 أكتوبر عام 1992 بلغت قوته 5.8 درجة على مقياس ريختر استمر لمدة نصف دقيقة تقريباً تسبب في وفاة 561 شخصا وإصابة أكثر من 12 ألفا آخرين وتشريد حوالي 50 ألف شخص حسب تقرير لمجلس الوزراء.
وعقب الزلزال قامت مصر بإنشاء شبكة قومية للزلازل تضم 63 محطة رصد زلازل حقلية تغطي أنحاء البلاد بجانب أكثر من 17 جهازا مثبتا داخل أنفاق السد العالي وعلى جسم خزان أسوان لدراسة الوضع الزلزالي والتقليل من المخاطر تعمل جميعها بالطاقة الشمسية وأجهزة اتصالات ترسل بياناتها لحظيا بالقمر الصناعي للمركز الرئيسي لقياس شدة الزلازل