كلما لاح تغيّر جيولوجيّ ما لاسيّما لناحية الزلازل أو الهزّات الأرضيّة، تجد العلماء يتهافتون نحو مقياس ريختر، لتقصّي حجم تلك الأحداث ومدّى قوّتها، وهذا ما حصل منذ أيام قليلة غداة الزلازل التي عصفت في تركيا وسوريا.
وفي هذا السياق قالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، إن عاصفة الزلازل التي ضربت 10 مدن جنوبي تركيا منذ فجر الاثنين تخللها زلزالان كبيران ضربا ولاية قهرمان مرعش وتسببا بأضرار جسيمة: الأول بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر ضرب قضاء بازارجيق الساعة 04:17 فجرًا، والثاني بقوة 7.6 درجة ضرب منطقة ألبيستان الساعة 13:24 ظهرًا.
فما هو مقياس ريختر؟
مقياس ريختر يستخدم لقياس حجم الزلزال. اخترع المقياس تشارلز ف. ريختر في عام 1935 لتصنيف الهزات الزلزالية المسجّلة محليًا في ولاية كاليفورنيا، ولا يزال أحد أكثر الطرق استخدامًا لقياس الزلازل رغم استبداله بمقاييس لوغاريتمية أكثر دقة.
ويستخدم مقياس ريختر لقياس وتقييم حجم الزلزال، أي كمية الطاقة المنبعثة أثناء الزلزال، إذ يجري التعبير عن مقياس ريختر كرقم، ويمثل كل رقم زيادة قدرها عشرة أضعاف في حجم الزلزال.
تم تصميم مقياس ريختر في الأصل لقياس حجم الزلازل ذات الحجم المعتدل عن طريق تعيين عدد من شأنه أن يسمح بمقارنة حجم زلزال مع آخر، وقد تم تطوير أساليب حديثة لقياس حجم الزلزال لإبراز نتائج متسقة مع طبيعة الزلزال باعتباره ظاهرة طبيعية.
كيف يعمل مقياس "ريختر"
يتدرج المقياس من درجة واحدة إلى عشر درجات من الناحية النظرية، لكنه من الناحية العملية يمكن أن يصل إلى أكثر من ذلك فهو عبارة عن سلم مفتوح، على الرغم من أنه لم تسجل عشر درجات على هذا المقياس في تاريخ الزلازل.
أحاسيس مختلفة
ويتفاوت إحساس البشر بدرجات الزلازل طبقًا لمستواها على مقياس ريختر، فبينما لا يشعر الإنسان عادة بالدرجتين الأولى والثانية، فإنه يحس بالزلازل وتأثيرها إذا وصلت إلى درجة ثلاث فما فوق، أما الزلازل التي تفوق الدرجة السابعة فهي غالبًا زلازل مدمرة.
يبدأ شعور الإنسان بالهزة الأرضية إذا بلغ مؤشر مقياس ريختر ثلاث درجات. ولربما يخيّل لبعض الناس أن الهزة التي تبلغ ثلاث درجات على مقياس ريختر بسيطة، لكن الأمر يختلف إذا علم أن هذه الدرجات الثلاث تعادل في قوتها ما تحدثه كمية من متفجرات الـ "تي إن تي" تبلغ 20 مليون طنًا.
ويمكن تقسيم شدة الزلازل إلى 6 مستويات: مجهري من 1 إلى 3.9 درجة، أو خفيف من 4 إلى 4.9 درجة، أو معتدل من 5 إلى 5.9 درجة، أو أو قوي من 6 إلى 6.9 درجة، أو كبير من 7 إلى 7.9 درجة، أو عظيم اعتبارا من 8 درجات، بحسب درجة قياسه.
وتسجل قوة الزلزال عبر أجهزة الرصد التي تقوم الدول بتثبيتها في أجزاء مختلفة من أراضيها وتكون مرتبطة بشبكات الاتصال والأقمار الاصطناعية، كما توجد في الوقت ذاته مراكز دولية لقياس الزلازل اعتمادًا على مقياس ريختر.