بدأ العدّ العكسي في تركيا مع إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان عن موعد 14 مايو/ أيار المقبل لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في البلاد بدلاً من الموعد الدستوريّ في 18 يونيو/حزيران وانتصار أردوغان في الانتخابات سيوسع جرح الأحزاب المعارضة التي ترى في فوز اردوغان تعزيزا للسيطرة على ما تبقّى من مؤسسات الدولة.
ولم يمر إعلان أردوغان مرور الكرام في الوسط التركي اذ أعلنت المعارضة نيتها العودة إلى النظام البرلماني، وانضوت في تحالف "طاولة الستة" الذي يضم ستة أحزاب تركية، ودفعت بورقة عدم صلاحية أردوغان في تقرير موعد الانتخابات راميةً الكرة في ملعب الهيئة العليا للانتخابات لتحمّل مسؤوليّة اتّخاذ القرار النهائي حيال شرعية ترشيح أردوغان لنفسه من جديد.
أما أردوغان فلم يلقِ آذانا صاغية وأكد في مؤتمر صحافي ألا عوائق أمام إعادة ترشحه للانتخابات الرئاسية وأن الشعب اختاره كأول رئيس للنظام الرئاسي، وبذلك أتممنا الفترة الرئاسية الأول، وفق تعبيره.
وسط هذه الأجواء، لفت ناشر موقع البديل والمتابع للشأن الاقليمي أحمد الأيوبي في حديث لـ"جسور" الى أن "الطاولة السداسية التي شكلتها أحزاب المعارضة تعاني من تشرذم سياسي اذ لم تتفق حتى الساعة على مرشح لدعمه في الانتخابات الرئاسية.
ويرجح الأيوبي "فوز الرئيس أردوغان لأن الأرضية التركية ليست جاهزة بعد لإنهاء حياته السياسية نظرا لما بناه من ازدهار اقتصادي ناهيك عن تحسين العلاقات التركية مع دول المنطقة. لكن قد يكون حزب العدالة والتنمية الحصان الرابح في الانتخابات التشريعية".
وأعلنت ستة أحزاب تركية معارضة برنامجها السياسي الذي ستتبعه في حال فوزها بالانتخابات العامة المقبلة. وتعهد قادة الأحزاب الستة بجعل فترة الرئاسة 7 سنوات غير قابلة للتجديد، وإعادة مقر الرئاسة إلى قصر تشانكايا في أنقرة وفتح كل الاستراحات والقصور الرئاسية أمام المواطنين والزائرين.
ووعدت المعارضة ببيع الطائرات الرئاسية كافة. كما تعهدوا بخفض العتبة الانتخابية إلى 3% أمام الأحزاب لدخول البرلمان، وتقديم مساعدة من خزينة الدولة للأحزاب التي تتمكن من الحصول على 1% من الأصوات فما فوق.
ولا يختلف اثنان على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يميل الى بقاء أردوغان في سدة الرئاسة وعدم تغيير أنقرة سياساتها المنفتحة على روسيا في ملفّات ثنائية وإقليمية كثيرة، لكنّ الرئيس الأميركي جو بايدن لم يخفِ امتعاضه الشديد من الخيارات والمواقف التي اتّخذتها تركيا في ملفّات تتّصل بمصالحهما المشتركة.
اذا، صباح الخامس عشر من مايو/أيار لناظره قريب.. فمَن سيتولى زمام السلطة رجب طيب إردوغان أم كمال كيليشدار أوغلو؟ وهل ستنجح المعارضة السداسية في قلب الطاولة بوجه أردوغان لمواصلة ما حقّقته عام 2019 من إنجازات على صعيد الانتخابات البلدية؟