بعد الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا وسوريا وشعر بها سكان الدول المجاورة، توقّع معظم الخبراء والعلماء أن تشهد المنطقة المزيد من الهزات والزلازل، دون أن يحددوا تواريخها، لاستحالة ذلك علميًا.
هذا الأمر أثار قلق الكثيرين حول العالم، إذ حصلت حالات وفاة عدة بسكتات قلبية سببها الخوف الشديد والهلع.
واثر وقوع الزلزال الأخير مساء الاثنين، هرع عدد كبير من الناس، في البلدان التي شعر سكانها بهزّة قوية، إلى الشوارع والساحات لحماية أنفسهم.
بحسب الأخصائية النفسية ربى بشارة، "ما نعيشه اليوم من تأثير العوامل الطبيعية زاد من الصدمة والخوف من الموت، وهذا أمر طبيعي، لكن بنسب متفاوتة بين الأشخاص، لأن من يعاني من القلق أو الوسواس أو حالات اكتئاب أو غيرها من الصعوبات النفسيّة يمكن ألّا يتخطّى الأمر بسهولة".
هلع وخوف
وأشارت إلى أن "العوامل الطبيعيّة التي لا يمكن للإنسان توقّعها أو السيطرة عليها هي أمر مقلق، ويجب توخّي الحذر دائمًا واتخاذ كل التدابير الممكنة للنجاة بأقل أضرار ممكنة جسديًّا ونفسيًّا. لكن ما يحصل هو غير عادي وعلينا إحترام خوف الناس والسعي لتطمينهم والإنتظار لإنتهاء العوامل المؤثرة أو تأقلم الأشخاص معها".
كما أكدت أن "الهلع والخوف ينتهيان مع الوقت، لكن من حق الأسخاص أن يعبروا عن خوفهم وأن يطلبوا الأمان الذي يمكن أن يتحقق من خلال حملات الدعم النفسي وخطط لتدعيم المباني التي يمكن للسلطات أن تنفذها في كل بلد".
وعن الذين فقدوا أقرباء لهم في الزلزال، قالت، "مراحل الحداد صعبة وقاسية على النفس الانسانيّة وجرحها كبير جدًّا، فأوّلها إنكار وآخرها تقبل، لكن في بعض الحالات نشهد عدم القدرة على الوصول لمرحلة التقبل، عندها ننصح باللجوء للمتابعة مع أخصائي نفساني. كما وأن تراكم الصدمات يمكن أن يؤثر بشكل تعجيزي على النفس، وهنا علينا التدخل كأخصائيين نفسيين للدعم. ونناشد الدولة اللبنانية للنهوض بخلايا الدعم النفسي للتدخل السريع في حال حدوث كوارث".
أما عن اللبنانيين الذين هرعوا إلى الشوارع والساحات العامة فور وقوع الزلزال الأخير مساء الاثنين، قالت بشارة: "في السنوات الأخيرة، شهد لبنان نكبات عدة، وأكثرها أذية كان انفجار 4 أغسطس/آب الذي ما يزال يؤلم كل لبناني، لتليه الأزمات الأخرى التي زادت الحمل والقلق والخوف من المستقبل. ورغم قدرة هذا الشعب الرهيبة على الإستنهاض والجسارة، إلّا أنه لا يمكن ألّا يتأثر بالعوامل الطبيعية التي تزيد من خوفه على حياته، ليحاول قدر المستطاع المحافظة عليها".
زلزالان جديدان
وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزالين الجديدين في تركيا وسوريا إلى 8 قتلى، بعد أسبوعين من وقوع زلزالين مدمرين أسفرا عن مقتل قرابة 45 ألف شخص.
وذكرت هيئة إدارة الكوارث التركية إن 6 أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب 294 آخرون، بينهم 18 في حالة حرجة.
وضرب زلزالان جديدان الأول بقوة 6.4 درجات والثاني بقوة 5.8، الإثنين، محافظة هاتاي التركية (جنوب)، وفق ما أفادت الهيئة العامة التركية لإدارة الكوارث "آفاد".