عُقد في مدينة العقبة الساحلية في أقصى جنوب الأردن الأحد اجتماعًا "أمنيًا سياسيًا" بين ممثلين عن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي "لبحث تهدئة" بعد أيام من العنف الدامي، حسبما أفاد مصدر رسمي أردني.
وذكرت قناة "المملكة" التلفزيونية الرسمية الأردنية "بدأ الأحد في العقبة (328 كلم جنوب عمان) اجتماع، هو الأول من نوعه منذ سنوات، بين الفلسطينيين والإسرائيليين لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية".
خفض التصعيد
وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله ماكغورك، الأحد، "أهمية تكثيف جهود الدفع نحو التهدئة وخفض التصعيد بالأراضي الفلسطينية وإيقاف أية إجراءات أحادية الجانب من شأنها زعزعة الاستقرار وتقويض فرص تحقيق السلام"، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.
كما أكد الملك خلال اللقاء "ضرورة إعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين لتحقيق السلام العادل والشامل، على أساس حل الدولتين، بما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران/يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
ومفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين متوقفة منذ عام 2014.
إنخراط سياسي أشمل
وكان مصدر رسمي أردني طلب عدم كشف هويته، قال لوكالة فرانس برس السبت إن هذا اللقاء "يأتي في سياق الجهود المبذولة لوقف الإجراءات الأحادية للوصول الى فترة تهدئة وإجراءات لبناء الثقة وصولا لانخراط سياسي أشمل بين الجانبين".
وأضاف إن "الاجتماع يأتي استكمالا للجهود المكثّفة التي يبذلها الأردن بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية وبقية الأطراف لوقف الإجراءات الأحادية والتصعيد الأمني الذي يهدّد بتفجير دوامات كبيرة من العنف".
وتابع أنه يهدف أيضًا الى "الوصول إلى اجراءات أمنية واقتصادية تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني"، مشددًا على ان انعقاده يمثل "خطوة ضرورية للوصول الى تفاهمات فلسطينية إسرائيلية توقف التدهور".
وأوضح المسؤول الاسرائيلي في القدس أن المسؤولين "سيبحثون سبل تهدئة التوترات الأمنية في المنطقة قبل حلول شهر رمضان".
تصاعد موجة العنف
واستنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان مشاركة السلطة الفلسطينية في اللقاء معتبرة أن "الاجتماع بالصهاينة خروج عن الإجماع الوطني الفلسطيني واستهتار بدماء الشهداء ومحاولة مكشوفة لتغطيةً جرائم الاحتلال المستمرة، وضوء أخضر لارتكابه المزيد من الانتهاكات ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".
ودعت الحركة في بيانها السلطة الوطنية الفلسطينية إلى "التوقف عن هذا المسار غير المجدي والعبثي، وإلى عدم الرضوخ للإملاءات الصهيوأميركية التي تسعى لإدامة الاحتلال على أرضنا، على حساب حقوقنا الوطنية المشروعة".
"تجاوز وطني خطير"
من جانبه، صرح بسام الصالحي أمين عام حزب الشعب الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لفرانس برس أن "اسرائيل نسفت الاجتماع قبل ان يعقد من خلال المجزرة التي ارتكبتها في نابلس والتضييقات على الاسرى في السجون".
واضاف "لذلك دعونا السلطة الفلسطينية لعدم المشاركة وإلغائه لأن أساسه كان وقف الاعمال الاحادية، لكن سلوك اسرائيل كان معاكسا لكل ذلك".
كما أعرب القيادي بالجهاد الإسلامي خالد البطش رفض جميع الفصائل الفلسطينية في غزة باستثناء حركة فتح، لإجتماع العقبة.
وقال في بيان تلاه في مؤتمر صحافي في ختام المؤتمر الطارئ للفصائل في غزة إن "مشاركة السلطة في لقاء العقبة هو تجاوز وطني خطير لكل الأعراف الوطنية في ظل جرائم الاحتلال المستمرة في الضفة وغزة والقدس".
وأضاف إن "شعبنا أوعى من أن يقع في شرك هذه المؤامرات، وهذا ما يخطط له الاحتلال والولايات المتحدة وحلفائهم"، مؤكدا أن "المقاومة حق مشروع لشعبنا وستتواصل رغم المؤامرات والتحديات".
وحذّر السلطة الفلسطينيّة من "تبعات الإجتماع" ودعا الشعب الفلسطيني إلى رفضه".