وسط اهتمام رسمي وشعبي كبير، استضاف العراق للمرة الثانية بعد 44 عاما بطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 25)، في مدينة البصرة، والتي تستمر حتى 19 يناير/كانون الثاني الحالي، بمشاركة 8 منتخبات.
وشهد حفل الافتتاح حضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) السويسري جاني إنفانتينو وشخصيات سياسية وفنية. كما غصّت شوارع البصرة بالمشجعين العراقيين وآلاف القادمين من دول خليجية وسط أجواء احتفالية.
واستُهل الافتتاح بعرض للفرق المشاركة، بالإضافة إلى عروض الألعاب النارية. كما شهد كلمة لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، رحّب فيها بالحضور، وأعلن افتتاح بطولة "خليجي 25" في البصرة. وقال السوداني:"نفتتح اليوم بطولة خليجي 25 في ملاعب البصرة الحبيبة، أهلاً وسهلاً بشباب الخليج منتخبات وجماهير ومشجعين على أرض العراق".
تجهيزات استثنائية
وفي هذا الإطار، كشف مدير مركز الرفد للإعلام والدراسات الإستراتيجية، الدكتور عباس الجبوري، في حديث لـ"جسور"، أن "جميع البطاقات نفذت الجمعة، وتم رفع شاشات عملاقة لنقل المباريات في بغداد والمحافظات الأخرى، وشهدت المناطق تجهيزات استثنائية للحدث الذي يعتبر عرسًا عراقيًا انتظرناه منذ أكثر من 40 عاما".
وقال الجبوري، "البصرة تعتبر عاصمة العراق الاقتصادية، والعراقيون استقبلوا الخليجيين بكرم معهود وفتحوا أبوابهم وبيوتهم لهم، وأحد رؤساء العشائر أقام وليمة كبرى على شاطئ البحر، ذبح فيها 100 جمل و200 خروف على شرف الوافدين".
وتابع: "الجمهور ارتدى ساعات ضوئية تستخدم لأول مرة في ملاعب العراق، وعشرات الحكام العرب والدوليين تواجدوا في الملعب، وهذه البطولة ستعيد العراق إلى مجده وتاريخه العريق، فقبل 7000 سنة كان العراق يقود العالم من خلال حضارته المتميزة، لكنه تعرض لمشاكل وأزمات كبرى وها هو اليوم يستعيد عافيته".
ورأى أن "العراقيين أرادوا بهذه البطولة الإثبات للعالم أن العراق يتوفر فيه الأمن والأمان، وبإمكانه تنظيم مشاريع كبرى وبطولات، وهو بطريق العودة إلى الحضن العربي والاقليمي. ولطالما كان سباقا بصنع الملاحم الفنية والرياضية، ورغم كل الظروف القاسية والحكومات التي ظلمته وحاولت أن تمزق نسيجه الوطني، إلا أنه بقي الشعب المحب للسلام بمختلف طوائفه وفئاته".
سياسة دبلوماسية
يذكر أن رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي قد اعتبر أن "انطلاق بطولة خليجي 25 في البصرة نجاح لسياسته الديبلوماسية في التواصل مع الدول الخليجية".
واستذكر جهود حكومته ونجاحها في الحصول على حق استضافة خليجي 25 في البصرة، قائلا في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، إنه يشعر بالاعتزاز لـ"بلوغ السياسة الديبلوماسية التي انتهجها في رئاسة الحكومة السابقة النتائج المرجوة للتواصل مع جميع الاشقاء".
وكتب الكاظمي قائلاً "نرحب، بكل فخر واعتزاز، بانطلاق كأس الخليج 25 في البصرة الفيحاء، متمنين التوفيق للفرق المشاركة من الدول العربية الشقيقة، ونشعر بسعادة بالغة تجاه بلوغ السياسة الديبلوماسية التي انتهجناها النتائج المرجوة للتواصل مع جميع أشقائنا، ونجاح العمل الدؤوب لاستضافة هذه البطولة في العراق".
تعافي العراق
وكان المكتب التنفيذي لاتحاد كأس الخليج لكرة القدم قد صوت في 27 أبريل/نيسان عام 2021 على استضافة مدينة البصرة العراقية لبطولة "خليجي 25" لينال العراق تنظيم البطولة للمرة الثانية في تاريخه، حيث وصف الكاظمي حينها هذا الإنجاز بأنه دليل على "تعافي" العراق.
وبعد أكثر من 40 عامًا على استضافة البطولة أول مرة، صوت أعضاء المكتب التنفيذي في اجتماع في الدوحة على استضافة العراق للنسخة 25 من البطولة بعد مناقشة تقرير واسع قدمه أعضاء وفد قام بإجراء زيارة تفتيشية لمدينة البصرة في وقت سابق.
واثر ذلك قال الكاظمي "خليجي 25 في بصرتنا علامة من علامات تعافي العراق وتصديه لدوره الطبيعي بين الأشقاء والأصدقاء. أرض الرافدين تسير بثبات نحو الاستقرار والانفتاح على الجميع. أرضنا منبع للمحبة والتسامح والترحاب".
وأكد حرص بلاده على استضافة النسخة الـ25 من بطولة كأس الخليج لكرة القدم، وقال إن "العراق حريص على إكمال المتعلقات الخاصة باستضافة خليجي 25 بمحافظة البصرة وإكمال كل ما يتعلق بهذا الملف الذي يعكس سمعة العراق ويظهر قدرته على استضافة مختلف الأنشطة والفعاليات الرياضية".
وكان الكاظمي أول رئيس حكومة بعد عام 2003 الذي يتجه نحو إعادة العراق الى حاضنته العربية، واستطاع أن يفتح أبواب الدول العربية نحو التعاون مع العراق.