وصل الرئيس الأميركي جو بايدن مساء الأحد إلى المكسيك، في أوّل زيارة رسميّة له إلى هذا البلد الجار بعد نحو عامين على تولّيه منصبه، على أن يحضر قمة لقادة أميركا الشماليّة.
وكان في استقبال بايدن نظيره المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور. ويعقد الرجلان اجتماعات ثنائيّة، قبل قمّة لزعماء أميركا الشماليّة الثلاثاء في مكسيكو مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو. واستقبل بايدن أيضا حاكم ولاية تكساس المحافظ غريغ أبوت الذي يتّهم الرئيس الديموقراطي بتحويل الحدود ممرًّا للهجرة. وتتهم المعارضة الجمهورية بايدن بغض النظر عن التدفق التاريخي للمهاجرين الذين يحاولون دخول الولايات المتحدة بشكل غير شرعي. هذا وبحث بايدن في مدينة إل باسو "عمليات مراقبة الحدود" مع مسؤولين محليين، قبل توجّهه الى العاصمة المكسيكية.
الفينتانيل القاتل
وتطغى على زيارة بايدن الى المكسيك مأساة مخدر الفينتانيل الصناعي الذي يعتبر أقوى بخمسين مرة من الهيرويين وتشرف على انتاجه كارتلات مكسيكية مع مكونات كيميائية تستورد من الصين، بحسب وكالة مكافحة المخدرات الأميركية (DEA).
فثلثا الوفيات الـ108 آلاف الناجمة من جرعات زائدة في الولايات المتحدة عام 2021 عائدة إلى مواد أفيونية صناعية. أما كميات الفينتانيل المضبوطة في عام 2022 وحده فتتجاوز الكمية الضرورية لقتل الشعب الأميركي برمته. وقال براين نيكولس مسؤول الخارجية الأميركية لشؤون أميركا اللاتينية إن الولايات المتحدة تسعى إلى "توسيع تبادل المعلومات" مع المكسيك حول المركبات الكيميائية و"تعزيز الوقاية".
وعمدت المكسيك قبل زيارة بايدن إلى القبض على أوفيديو غوسمان أحد كبار تجار الميثامفيتامين خلال عملية أسفرت عن سقوط عشرة قتلى في صفوف القوى الأمنية و19 في صفوف كارتل سينالوا.
وكانت الولايات المتحدة والمكسيك أعلنتا في 2021 تغيير نهجها في سياسة مكافحة المخدرات مع التركيز على أسباب هذه الظاهرة بعد استراتيجية عسكرية بحتة طبقت مدة 15 عاما. فمنذ العام 2006 قتل 340 ألف شخص في أعمال عنف في المكسيك على ارتباط بالمخدرات وأعلن فقدان الآلاف من دون أن يؤدي ذلك إلى إضعاف الكارتيلات.
ووسط إراقة الدماء هذه، رفعت الحكومة المكسيكية دعوى قضائية على صناعات الأسلحة في الولايات المتحدة متهمة إياها بتغذية العنف في صفوف تجار المخدرات على الأراضي المكسيكية.
التغير المناخي
وسيكون التغير المناخي مطروحا على جدول أعمال المحادثات إذ أعلن البلدان خلال مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 27) في مصر مشروعا للطاقة المتجددة يتضمن استثمارات بقيمة 48 مليار دولار تعهدت المكسيك في إطاره تحسين أهداف خفض غازات الدفيئة بحلول 2030.
ومن المواضيع المطروحة على بساط البحث أيضا استغلال الليثيوم ونقل مصانع تجميع سيارات كهربائية وبناء ستة مصانع للطاقة الشمسية من الجانب المكسيكي والتعاون في مجال الطاقة النظيفة.
وستكون الحاجة إلى تطوير سلاسل توريد المكونات الإلكترونية بهدف تقليل اعتماد واشنطن على آسيا في صلب المناقشات أيضا.