Jusur

"الهاتف الأحمر".. خط ساخن أنقذ البشرية!

عندما تسمع بمصطلح "الخط الساخن"، أول ما قد يخطر ببالك التبليغات الفورية التي عادة ما تستخدم لإنقاذ أشخاص أثناء الكوارث والأزمات، إلاّ أن المصطلح هذا له دلالات سياسيّة أخرى لطالما ربطتها أفلام هوليوود بالهاتف الأحمر.

فمن أين جاء هذا المصطلح وكيف تم استخدامه لإنقاذ العالم من حروب وكوارث؟

"الخط الساخن" ويعرف أيضًا بالهاتف الأحمر، مصطلح شائع لا يرتبط بهاتف أحمر كما يدل اسمه، فهو وسيلة تواصل تستخدم بين زعماء العالم أثناء الأزمات. تعود قصّة هذا الخط إلى نهاية الأزمة الكوبية عام 1962، ففي فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وإبّان احتدام الصراع الأميركي - السوفياتي، كان الطرفان يتبادلان رسائل من دون خط مباشر بينهما. وخلال هذه الفترة، بعث الرئيس السوفياتي "نيكيتا خروتشوف" رسالة مكوّنة من 3 آلاف كلمة إلى الرئيس الأميركي آنذاك "جون كينيدي" واستغرق إرسالها وفك شيفراتها أكثر من 12 ساعة، ما جعل الرد عليها صعبًا في ظل الأحداث المتسارعة على أرض الواقع، فتصاعَد التوتر بينهما ما دفع بالطرفين بعدها إلى إنشاء خط مباشر للتواصل.

تحقق الحلم بعد 9 أشهر تقريبًا وجاءت الرسالة الأولى اختباريّة على الشكل الآتي: "The quick brown fox jumped over the lazy dog’s back 1234567890". بعثها الجانب الأميركي إلى موسكو عام 1963 واحتوت جميع الحروف الأبجدية والأرقام، وقابلتها رسالة رد من الكرملين تضمّنت معلومات عن حالة الطقس في موسكو.

أما أول رسالة رسميّة بين البيت الأبيض والكرملين، فقد حملت خبر اغتيال الرّئيس الأميركي السابق جون كينيدي عبر نظام كابلات الهاتف الطويلة التي وضعت تحت الماء.
ومن بعدها توالت الرسائل بين الطرفين عبر المحيط الأطلسي، وقد ساهم هذا الخط في منع وقوع هجمات نووية بينهما إبان تصاعد الأحداث أثناء حرب الأيام الستة بين العرب وإسرائيل عام 1967، لا سيما خلال عام 1981 عندما ظنت الولايات المتحدة أن روسيا تخطط لغزو بولندا.

عرف هذا الخط تغييرات عدة في العقود الماضية وقد تمّت إضافة آلات "الفاكس" لهذا النظام عام 1985. وبعد نحو 22 عامًا تقريبًا، تم اعتماد الرسائل البريدية الإلكترونية بين الطرفين في عهد الرئيس باراك أوباما. مع مرور السنوات، لم يعد هذا الخط مرتبطًا بموسكو والولايات المتحدة وحسب، بل أصبح اليوم رمزًا تلجأ إليه دول العالم لتجنّب كارثة قد تدمر كوكب الأرض بمن فيه.
الكلمات الدالة
"الهاتف الأحمر".. خط ساخن أنقذ البشرية!
(last modified 10/01/2023 07:30:00 م )
by