بعد غياب طويل دام 35 عاما، استعاد أسود الرافدين اللقب الخليجي رافعين رصيدهم إلى 4 ألقاب، ليكونوا أكثر الفائزين باللقب مع الكويت (10) ألقاب، ويفضون الشراكة مع قطر والسعودية (3) ألقاب.
وتوّج العراق بطلًا للنسخة 25 من كأس الخليج لكرة القدم الخميس عقب انتصاره في المباراة النهائية على عمان بثلاثة أهداف لاثنين بعد التمديد، على أرض استاد "البصرة الدولي"، وذلك في لقاء سبقه تهافت المشجعين ما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة العشرات بعدما تجمعوا منذ الصباح الباكر لحضور المواجهة.
سيناريو دراماتيكي
وشهدت المباراة سيناريو دراماتيكيا، إذ امتدت لأشواط إضافية وإحراز 5 أهداف من الطرفين، إلا أن النهاية ابتسمت لصالح المنتخب العراقي، حيث تناوب على تسجيل أهداف "أسود الرافدين" كل من: إبراهيم بايش وأمجد عطوان ومناف يونس، فيما جاء هدفا "الأحمر" العُماني عن طريق صلاح اليحيائي وعمر المالكي.
وتعليقا على فوز العراق بكأس الخليج العربي، رأى الكاتب والمحلل السياسي العراقي، علي السامرائي، في اتصال مع "جسور"، أنّ الشعب العراقي إنتظر هذا النصر طويلا، لخصوصية الحدث وانتمائه للعمق العربي الذي كان له الدور الأكبر والأبرز في تحفيز الدافع لدى المنتخب كما الاتحاد العراقي بقيادته المتميزة (رئيس اتحاد كرة القدم، عدنان درجال، ونجم الكرة العراقية السابق، والنائب الثاني لرئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، يونس محمود) والواعية التي أدركت منذ اللحظة الأولى مسؤوليتها ومَهمتها الكبيرة، مضيفا: "لم يخيب الأشقاء العرب في الاتحادات الخليجية وجمهور كرة القدم بشكل عام ظنّ الجمهور العراقي واتحاداته في استعادة العراق لمكانته التاريخية والجغرافية."
وتابع السامرائي: "لو أتيحت فرص أخرى، سنجد المستوى نفسه وأكثر في بطولات وكرنفالات فرح يقدمها العراق لأشقائه وجمهوره الإقليمي"، لافتا إلى أنّ الاتحاد العراقي بقيادة درجال، نجح في توفير عوامل النجاح، من خلال معسكرات تدريبية مميزة، ومواجهات ودية على مستوى عالٍ، حيث قابل العراق الإكوادور ومن ثم المكسيك في الفترة السابقة، خلال التحضيرات لبطولة الخليج.
أما مدرب العراق الإسباني، خيسوس كاساس، فقال في وقت سابق، إنّ "المباراة لم تكن جيدة من جانب الفريق العراقي ولم نلعب بأريحية، لكن الفريق كان يمتلك إيمانا وقلبا قويا ودخل المباراة مثل الأسود وجعل الشعب سعيدا، لذلك أنا أدافع عن اللاعبين".
وأضاف أنّ "كرة القدم رياضة تحمل العديد من الأخطاء والعصبية وأهمية المباراة كانت أحد الأسباب في الأخطاء الفردية"، مشيرا إلى أنه "عندما وقعت للمنتخب، قلة من الأشخاص كانوا مؤمنين بهؤلاء اللاعبين وأنا جئت لمساعدتهم، بالتأكيد لم أفعل هذا وحدي، بل نحن منظومة متكاملة".
ردود فعل
وفور إعلان انتصار العراق في بطولة الخليج، غصّت مواقع التواصل الاجتماعي بالعبارات المهنّئة حيث بارك النشطاء لأسود الرافدين في تحقيق اللقب بعد فراق استمر لـ 35 عاماً.
أجمل بطولة، اجمل نهائي، أجمل حضور جماهيري، أجمل سيناريو، أجمل ختام، مبروك لكل اهلنا في العراق نجاح العرس والفوز باللقب 🇮🇶 وشكرا لكل الاشقاء في المنتخبات الخليجية الاخرى 👏🏻 #خليجي_25_بصراوي
pic.twitter.com/hIUTa7brrs— فارس عوض (@farisf9) January 19, 2023
أكبر هدية الله انعمها علي .. اني جيت #العراق ،،
الله يزيدكم من فضله ونعيمه 💙#مجلس_قناة_الكاس ~ #خليجي25#خليجي_زين25 ~ #خليجي_25
pic.twitter.com/WlTKzfD2CA— خالد جاسم (@khalidjassem74) January 11, 2023
وأكد النشطاء، أنّ فوز العراق بالبطولة تأكيد على استعادة العراق لوضعه وامكانياته الكبيرة بعد سنوات صعبة، وهي فاتحة خير لاحتضان البلاد المزيد من الفعاليات الرياضية، بعد أن أثبت العراقيون قدرتهم الاستثنائية لتنظيم هذه البطولة.
حتى بفرحتهم دموع..انها #العراق
الف الف مبرووك استحق الشعب والجمهور
هذا الفوز #البصرة #خليجي_25_بصراوي
#خليجي25 pic.twitter.com/9RNxoHJ41n— مشعل شاكر (@Meshal_shaker) January 19, 2023
فرحنا واللي يحبنا يفرح ويانا
فرحة العراقيين بفوز العراق بكأس الخليج ♥️#من_داخل_امريكا#خليجي_25 pic.twitter.com/rvMFTzQ6pA— Afrah أفراح 🇮🇶☀️🌻Revolution (@afrah66737662) January 20, 2023
كذلك، عمّت الاحتفالات شوارع المدن العراقية مباشرة بعد انتهاء المباراة النهائية، حيث انطلقت مسيرات في الطرقات والشوارع الرئيسية، ورفعت السيارات أعلام العراق، وصدحت الأغاني الوطنية في مختلف أرجاء البلاد، ابتهاجا بالإنجاز الكبير الذي حققته الكرة العراقية، بعودتها إلى منصات التتويج.
احتفالات الشعب العراقي في #ساحة_التحرير ..#خليجي_25_بصراوي #العراق pic.twitter.com/zx716ufzQz
— Omar Habeeb | عمر حبيب (@TheOmarHabeeb) January 19, 2023
تغيير الواقع بعد كبوة تصفيات المونديال
وبدأ الاتحاد العراقي لكرة القدم، في اتخاذ خطوات حقيقية لتغيير واقع الكرة العراقية، بعد أن فشل "أسود الرافدين" في بلوغ مونديال قطر 2022، حيث اكتفى منتخب العراق بالمركز الرابع في جدول ترتيب المجموعة الأولى في التصفيات الآسيوية النهائية، برصيد 9 نقاط، وأنهى مشواره متقدماً فقط على سوريا ولبنان، في الوقت الذي احتل فيه المنتخب الإيراني صدارة المجموعة برصيد 25 نقطة، مقابل 23 لكوريا الجنوبية.
وأولى الخطوات جاءت بالتعاقد مع المدرب خيسوي كاساس، صاحب الـ(49 عاماً) والذي عمل لفترة مساعداً للويس إنريكي في تدريب المنتخب الأسباني بين عامي 2018 و2022، ومديراً إدارياً لفريق الشباب في نادي قادش، ومدرباً للفريق الثاني في قادش، ومدرباً مساعداً في واتفورد.
وبدأ كاساس في توظيف خبرته ونجح في تغيير واقع منتخب العراق في فترة قصيرة جداً، حيث شاهدنا في "خليجي 25"، منتخباً منضبطاً خصوصاً في الجانب الدفاعي، حيث وصل لنهائي المسابقة ولم تستقبل شباكه سوى هدف واحد.
أرقام قياسية
وقد حضر مباريات كأس الخليج العربي قبل مباريات الدور نصف النهائي أكثر من نصف مليون مشجع، حسب ما أعلن رئيس اللجنة الإعلامية لخليجي 25، وهو رقم قياسي جديد حققته هذا الدورة ليكون الأعلى في تاريخ كؤوس الخليج حتى الآن.
وكانت اللجنة المنظمة حاولت تفادي التدافع الذي جرى عبر نصب 14 شاشة عملاقة في أنحاء البصرة للتخفيف من الازدحام على بوابات الملعب الذي شهد المباراة النهائية، كما فتحت ملعب الميناء أمام المشجعين لحضور المباراة النهائية.
ورأى مستشار المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية سرمد البياتي في تصريح لـ "جسور" أنه كان بالإمكان تفادي التدافع الذي وقع ولفت إلى أن العراق يشهد العديد من الأحداث حيث تجتمع حشود بشرية، وكان يتوجب وضع أطواق بشرية دائرية مغلقة من قوى الأمن والشرطة والجيش وبالتالي تمنع دخول المشجعين من غير حاملي التذاكر إلى الملعب.
16 مشاركة
وخلال 16 مشاركة لأسود الرافدين في بطولة كأس الخليج التي تقام كل عامين، نجح في التأهل إلى نهائيات المسابقة 5 مرات، وتوج فيها باللقب 3 مرات وحصل على الوصافة مرتين، ما جعله يتواجد في وصافة جدول ترتيب أبطال هذه المسابقة، خلف منتخب الكويت صاحب العَشرة ألقاب، وبالتساوي مع كل من السعودية وقطر.
والمرة الأخيرة التي تأهل فيها منتخب العراق إلى النهائي كان في دورة خليجي 20، التي أقيمت في دولة قطر عام 2013، وفشل وقتها في التتويج باللقب، الذي حصده للمرة الأخير في عام 1988، وكان ذلك في النسخة التاسعة من كأس الخليج العربي.
ويعود تاريخ تتويج العراق بأول ألقابه إلى 1979 حين استضافت العاصمة بغداد النسخة الخامسة، ثم ظفر باللقب الثاني عام 1984 في مسقط وعاد من الرياض عام 1988 بلقب النسخة التاسعة.