الثورة غضب وطريق وعرة لا مجرد نزهة قصيرة، نعلم بدايتها ولكننا لا نعلم كيف تنتهي، لكن الاكيد أن ثمن الحرية لطالما كان باهظا على الشعوب المنتفضة وهي الحال في ايران التي تحولت الانظار منذ اشهر نحوها ولا تزال.
مهسا أميني معها انطلقت شرارة ثورة شعبية يبدو أنها لن تنتهي قريباً وهي تشهد تقلبات فترتفع حيناً وتتراجع أحياناً من دون ان تستسلم.
مارست السلطات الإيرانية مختلف أنواع القمع، من التعذيب حتى الاعتقال والقتل وعمدت قوات الأمن الى إلحاق أكبر قدر من الأذى بحق المشاركين في المظاهرات لثنيهم لكن من دون نتيجة. ولأن النظام على ما يبدو يخاف العيون الغاضبة إن تحركت فحتى الان تم تسجيل أكثر من 500 مريض أصيبوا بأضرار بالغة في عيونهم.
فأسمى التضحيات أن تقاوم بفرح وحب رغم التضحيات وهو ما ينطبق على
أيقونة الصمود في وجه النظام الايراني،كوثر كوشنودي، لاعبة منتخب الرماية الإيراني، التي فقدت عينها اليسرى برصاص قوات الأمن الإيرانية حين كانت تتظاهر في كرمانشاه.
كوثر ليست نادمة ولن تندم أبداً على ما حصل فبفقدانها عينها ربحت الكثير.
وتقول: "لم أندم أبداً كوني كنت موجودة هناك في ذلك الوقت بالتحديد" فكوثر تؤمن أن القلب يموت حين يخاف لذا تتحلى بشجاعة عالية.
كوشنودي، ليست وحيدة، فـ "الهه توكليان"، الطالبة في قسم الدكتوراه فقدت أيضاً عينها بإطلاق النار من قبل القوات الأمنية الإيرانية، ونشرت صورة لها مخاطبة مطلق النار الذي استهدفها: "لا ألومك لأنني لست نادمة على فقدان بصري. أنا ممتنة لك لمنحي هذا الفخر. سأبحث عن عين اصطناعية وأنت خذ مكافأتك من النظام".
وفي ظل غياب المنظمات غير الحكومية الداعمة لضحايا الاحتجاجات، تظهر تحقيقات أن مجموعة من النشطاء المدنيين على مواقع التواصل الاجتماعي تطلب من جمعية أطباء العيون الإيرانية تشكيل مجموعة أو لجنة لمتابعة ودعم ضحايا الاحتجاجات المستمرة.
وكان مسؤول في وزارة الصحة وعشرات أطباء العيون حذروا في وقت سابق من إصابات في العيون ناجمة عن طلقات الرصاص وكرات الطلاء التي أصابت عيون المتظاهرين.
وقدّر أطباء العيون في ثلاثة مستشفيات رئيسة في طهران أنه منذ بداية الاحتجاجات في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، استقبلوا ما مجموعه أكثر من 500 مريض أصيبوا بأضرار بالغة في عيونهم.