تضاف هستيريا القضاء المتمثلة بالقرارات المستجدة على خط تحقيقات تفجير مرفأ بيروت الى التشرذم والفوضى السياسيّة، فيما يواجه الشعب اللبناني انهيارا اقتصاديا لا مثيل له نتيجة الفساد المتجذّر في الدولة، وعدم قدرة البلد على الاستفادة من الثروات النفطية، واعتماده بشكل كبير على قطاع الخدمات والسياحة التي تراجعت كثيراً بفعل الوضع غير المطمئن في البلد، مما يجعل عودته إلى سكة التعافي الاقتصادية صعبة.
فيلجأ عدد من الشبان اللبنانيين على قطع الطريق بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على تدهور الوضع المعيشي وارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة اللبنانية على أمل تحريك ساكن المنظومة السياسيّة.
وفي حديثٍ لـ "جسور" قال الإعلامي اللبناني سيرج زرقا "مشهد لبنان الداخلي متأزم ومنقسم. فالمعارضة مشرذمة ولم تجد الطريق للتوحد ضد منظومة تديرها يَد من حديد لديها مايسترو واحد".
ويرى زرقا أن لبنان يتجه إلى المزيد من الصعوبات والتّفلت الأمني بسبب الضيقة المعيشية وقمع كل من يتحدى النظام.
وبالحديث عن صمت الشعب فقال: "الشعب فقد الأمل، حاول مراراً وتكراراً. فالحاكم المسيطر على البلد أقوى ولا يردعه شيء، مستعد للذهاب لأقصى الحدود للحفاظ على مكتسباته. اما الطبقة الوسطى فلم تجد سبيل الا الهجرة."
وهو يؤكد "اننا لا نستطيع العبور الى مرحلة جديدة من دون انهيار كامل للدولة الحالية. فوصلنا إلى المراحل الاخيرة والأصعب، والمطلوب تقصير المدة قدر المستطاع بأقل خسارة ممكنة".
ويرى زرقا أن لبنان يحتاج الى ميثاق جديد تحت اي مسمّى، فيدرالية، لا مركزية موسعة، تقسيم أو أي مصطلح آخر.
فقد عادت نغمة الحديث عن الفدرالية في لبنان ترتفع وذلك يعود إلى انسداد أفق الحلول السياسية وتفاقم الأزمة الاقتصادية وبلوغ الوضع العام والحياتي مرحلة غير مسبوقة.
ولكن السؤال البديهي الذي يطرح نفسه، هل الفيدرالية هي الحل المناسب لوضع لبنان؟
إنّ الحلّ الحقيقي المتاح حالياً في لبنان وهو لصالح الجميع هو تحسين الأداء السياسي والعمل على الإصلاحات للحد من هذا الانهيار.