توتّر العلاقات بين الولايات المتحدة وفرنسا في أعقاب الترتيبات الدفاعية الجديدة مع أستراليا التي فسخت مشروعاً فرنسياً بقيمة 60 مليار دولار لتوفير غواصات بالطاقة التقليدية، دفعت باريس إلى اتهام واشنطن بطعنها من الخلف، وسحب سفيرها لدى الولايات المتحدة لأول مرة في تاريخ العلاقات بين أقدم حليفين في حين أن اللقاءات تكاثرت بين فرنسا والولايات المتحدة في سعي أميركي لتهدئة الأجواء وتفادي أزمة بين أقدم حليفين.
القوة العظمى
الباحث في المعهد الدولي للعلاقات الدولية خطار أبو دياب أوضح عبر "جسور" أنه "بعد 9 أيام من إلغاء استراليا لعقدها مع فرنسا وردّة الفعل الفرنسية الغاضبة نظرا للموقف الفظّ وغير المبرر من الجانب الاسترالي، تتجه الأمور إلى تخفيف التوتر وتبريد الأجواء عبر الاتصال الذي اجراه الرئيس الاميركي جو بايدن بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون واستكمل بإعادة السفير الفرنسي إلى واشنطن ووعد أميركي بالتشاور في أوروبا في أكتوبر/ تشرين الأول."
ولفت أبو دياب إلى أن تصرّف واشنطن في موضوع الغواصات جاء وكأنه "لضرب استقلالية فرنسا التي عبّرت عنها في لبنان والعراق ولحجب الأنظار عن انسحاب الاميركيين من أفغانستان ولإظهار أنها القوة العظمى"، موضحا أن "نهج واشنطن يقوم على التصرف من دون التشاور مع حلفائها فهي لا تحترم حلفاءها ولا تعاملهم كشركاء".
واذ أدخل تحالف واشنطن مع لندن وكانبيرا العلاقات الأميركية – الفرنسية في أزمة تشبه أزمات شهدتها حقبة دونالد ترامب، لفت أبو دياب إلى أن فرنسا "ليست بعزلة إنما بموقع "حرج".