بعد 16 عاماً على محاولة اغتيالها، "بلد الحرية والسيادة الذي قاومنا من اجله بالكلمة لم ننجح بالوصول اليه فلبنان ما زال تحت الاحتلال"، تقول مي شدياق.
حرية سيادة واستقلال. شعار دفعت الصحافية والوزيرة السابقة، الدكتورة مي شدياق، ثمنه باهظاً. في 25 سبتمبر/ ايلول 2005، غلبت مي شدياق الموت، بعد تعرضها لمحاولة اغتيال بواسطة عبوة ناسفة، فقدت إثرها يدها اليسرى وساقها اليسرى وعانت من حروق شديدة في شتى انحاء جسدها.
على الرغم من ذلك كلّه، لا تزال "الشهيدة الحية" كما تعرف، تدافع بشراسة عن كلّ ما آمنت به وناضلت من أجله. الحريّة والسيادة والاستقلال، الشعار الذي اغتيل بسببه زميليها سمير قصير وجبران تويني.
وتاريخ لبنان حافل بالتصفيات السياسية للصحافيين ومحاولات كم الافواه لمن لا يملكون سلاحاً إلا الأقلام الحرة والجريئة. جرائم متتالية، بحقّ الصحافيين من رياض طه وسليم اللوزي ونسيب المتني وكامل مروة، إلى قصير وتويني، وصولاً إلى الكاتب والناشر لقمان سليم. بلد الحريات لم يشهد حتى اليوم، كشف أي من تلك الجرائم ولم يلقَ المرتكبون أي محاسبة.
ماذا تقول شدياق؟
بعد 16 سنة على محاولة الاغتيال الفاشلة، ترفع مي شدياق صوتها ضد اي احتلال للبنان وانتهاك لسيادته وحرية شعبه في تقرير مصيره.
وفي حديث لمنصة "جسور"، اشارت شدياق ان "بلد الحرية والسيادة الذي قاومنا من اجله بالكلمة لم ننجح بالوصول اليه فلبنان ما زال تحت الاحتلال". وتابعت "ما زلنا مؤمنين بقضية لبنان أولاً والشعلة لن تنطفىء، على الرغم من أن كل طرف يرى لبنان بطريقة مختلفة وهذا جوهر التعددية إلا أن الأهم يبقى إيماننا بلبنان الدولة لا الدويلات". وتابعت "لن نسمح بأن يتحول لبنان الى أداة للخارج تخدم مصالح ودول أياً كانت".
المجرم معروف
وعن مسار التحقيقات في اغتيال الصحافيين في لبنان، تعلّق شدياق "إنه مسار عسير ومن الصعب معرفة المجرمين بالتقارير والتحقيقاتالقضائية. فمن يهدد اليوم القاضي طارق البيطار (المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت) ويعرقل مجرى العدالة هو نفسه من حاول اغتيالنا سابقاً ويعمد لإسكات كل صوت حر".
وأضافت "لن يصل القضاء اللبناني الى اي نتيجة في ملف الاغتيالات بسبب هيمنة البعض عليه. الشمس شارقة والناس شايفة، وتعرف جيداً من هو المجرم المخطط والمنفذ لعمليات الاغتيال كلّها، واكبر دليل ما يحدث أخيراً في قضية تفجير المرفأ".
لمن حاول إسكاتها، تقول: "حظه سيئ. إرادة السماء أقوى من أيادي الغدر والقتل. لم ينجح باسكاتي ولن ينجح بذلك طالما ان القضية ما زالت تنبض بداخلي وسنصل الى لبنان الذي نحلم به".