بعد مرور حوالى الشهر على مقتله، اعترفت حركة "طالبان" بوفاة زعيم تنظيم "داعش" السابق في جنوب آسيا، أبو عمر خراساني، في أفغانستان بعدما دخل مقاتلو "طالبان"، فور سيطرتهم على أفغانستان مطار كابول وحرروا مئات السجناء وقتلوا خراساني وثمانية أعضاء آخرين من تنظيم داعش.
وفي مقابلات أُجريت مع خراساني قبل مقتله بفترة وجيزة، كشف عن أنَّ "داعش" وضع أهدافاً عالمية وأكثر طموحاً، إلا أنَّ "طالبان" سعت إلى استعادة السيطرة على أفغانستان، ولم تجد مصلحة في مساعدة جماعات إسلامية خارج البلاد. وبدأت دول أخرى تعتبر "طالبان" حصناً محتملاً بردع طموحات "داعش".صراع طالبان - داعش
وقبل مقتله، "كان أبو عمر خراساني، ينتظر جلاديه في غرفة في السجن، ويرى في تقدم "طالبان" إشارة إلى التغيير، بعدما تعهدت المنظمتان بـ"تخليص أفغانستان من الكفار"، وذلك بحسب ما جاء في صحيفة "اوول ستريت جورنال" الأميركية.
وصرح خراساني في مقابلة مع الصحيفة قبل يومين من إعدامه، أنَّ "الحركة ستطلق سراحه إذا كانت من المسلمين الصالحين.
وت
رى الصحيفة أن وجود تنظيم "الدولة" في أفغانستان قد يكون واحدا من الأسباب التي قد تدفع المجتمع الدولي وتحديدا أمريكا لدعم طالبان. وترى الصين وروسيا أن طالبان هي دعامة للاستقرار ولهذا ستبقيان على سفارتيهما مفتوحتين في كابول بعد الانسحاب الأمريكي.
فمن جهة، هناك "طالبان" التي استقطبت فلول "القاعدة"، ومن جهة أخرى، هناك الذراع الأفغاني لتنظيم "داعش"، المعروف باسم "داعش خراسان"، الذي سعى إلى ضم أجزاء من أفغانستان في خلافة أوسع نابعة من الشرق الأوسط.
وجود داعش
ويعتبر الوجود المستمر لـ"داعش" في أفغانستان أحد أسباب تلقي "طالبان" دعماً دولياً. وأكدت روسيا والصين وإيران أنها تعتبر "طالبان" الدعامة الأساسية للاستقرار في أفغانستان، ما يدفعها إلى إبقاء سفاراتها في كابول مفتوحة بعد انسحاب الولايات المتحدة.
وفي مؤتمر صحافي، أعلن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال فرانك ماكنزي، أنَّ الولايات المتحدة كانت تعتمد على "طالبان" في تفتيش الأفغان قرب المطار، واستخدمت الحركة كأداة للحماية، بقدر المستطاع.
وبحسب تقرير للأمم المتحدة أصدرته منتصف يوليو/تموز، يستند تنظيم "داعش" في أفغانستان على 500 إلى 1500 مقاتل، وقد عزز مواقعه في كابول ومحيطها، ويشير تقرير آخر للأمم المتحدة يعود تاريخه لمطلع يونيو/حزيران إلى وجود بين 8000 و10.000 مقاتل أجنبي في أفغانستان.