تحركات سياسية واسعة شهدتها بلاد الرافدين في الفترة الماضية، بهدف الإنفتاح السياسي والإقتصادي والسياحي على العالم بعد عزلة طويلة منذ حرب الخليج.
بوادر الانفتاح بدأت منذ عامين بالمشاركة السعودية الضخمة في معرض بغداد الدولي، بعد قطيعة لأكثر من ربع قرن، نتج عن تلك المشاركة تأسيس المجلس التنسيقي الذي مهد لإتفاقيات إقتصادية وإعلامية ورياضية عدة.
واستكمالا لهذا الإنفتاح، أكدت وزارة الثقافة العراقية أخيرا، العمل على تسهيل آليات إجراءات منح الفيزا للفنانين.
منح الفيزا للفنانين
وفي هذا الإطار، أكدت وزارة الثقافة العمل على تسهيل آليات إجراءات منح الفيزا للمثقفين والفنانين العرب والأجانب، فيما كشفت عن توجّه لإقامة أسابيع ثقافية عربية في بغداد.
وقال وكيل وزارة الثقافة عماد جاسم إن "وزارة الثقافة فتحت آفاق التعاون مع الجهات الرسمية وغير الرسمية من مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني بغية دعم الواقعين الثقافي والفني، وهي تدعم فتح آفاق التعاون مع الفنانين العرب".
وأضاف: "ضمن هذا الإطار بدأنا بالخطط وأسّسنا في الوزارة قسمًا خاصًا بالتنمية، كوننا مقبلين على فترة مشرقة بالتعاون مع جهات عديدة؛ منها الفنانون المغتربون والمؤسسات العربية والتجارية".
وبينما لفت إلى أن "الوزارة تعمل على تسهيل آليات إجراءات منح الفيزا للفنانين العرب والأجانب للمشاركة بفعاليات في العراق"، أشار إلى أنها تعاني من بعض المشاكل منذ فترة طويلة فيما يخص الموازنات المالية التي تدعم المهرجانات، لكنها مصرّة على أن تكون السنوات المقبلة حافلة بتواصل العطاء بين البلدان العربية وحتى الغربية مع الثقافة العراقية.
الإنفتاح العراقي
ويعتزم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إدارة ملف الانفتاح على الولايات المتحدة ودول الخليج كباكورة لتحركه في إطار تفعيل الدور السياسي والاقتصادي للعراق في المنطقة، فضلاً عن إمكانية أن يمثل هذا الانفتاح بادرة للتقليل من هيمنة إيران على البلاد، من خلال فتح باب الاستثمارات الاقتصادية والتفاهمات في مجال الطاقة مع دول الخليج والولايات المتحدة.
ويخوض الكاظمي مجدداً محاولة تبدو أكثر صلابة في إعادة التوازن إلى علاقات العراق الخارجية، لا تنطلق من الزيارات والتصريحات وحسب، بل يحاول كما أظهرت زيارته الأخيرة إلى واشنطن، تنشيط المصالح الاقتصادية بين العراق من جهة والولايات المتحدة ودول الخليج من جهة أخرى، بما يضمن جعل تلك العلاقات استراتيجية ومستدامة.
أما في إطار التنسيق مع دول الخليج العربي، فأوعز الكاظمي في 13 يوليو/ تموز 2020، بإعادة تشكيل الوفد العراقي في المجلس التنسيقي "السعودي – العراقي" برئاسة وزير المالية، نائب رئيس الوزراء علي علاوي.
وفي 20 يوليو/ تموز الماضي، وقّع الوفد العراقي برئاسة علاوي، مجموعة اتفاقيات ومذكرات ضمن المجلس التنسيقي في المجالات الاستثمارية والتعليمية والرياضية والطاقة وغيرها.
وأكد الكاظمي أنه متفائل بمستقبل العلاقات بين بغداد والرياض، مشدداً على أهميتها، حيث قال إن "علاقات العراق والسعودية راسخة، وترتكز على الإيمان بالمصالح الاستراتيجية المشتركة، ومتفائل بمستقبلها".
وكان رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي قام بزيارة الى دولة الإمارات وأثمرت الزيارة عن تدشين خط جوي مباشر بين بغداد وابو ظبي، والإعلان عن التعاون بين البلدين في مجالات الإستثمار والطاقة والتجارة والخدمات والنقل.
وشهد العراق زيارة البابا فرنسيس والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إضافة إلى القمة الثلاثية في بغداد بمشاركة مصر والأردن، ما أعاد تسليط الضوء من جديد على أهمية العراق التاريخية وتفعيل دوره مجددا في محيطه العربي.
ويأتي هذا في وقت يعاني العراق أزمة إقتصادية مع انخفاض اسعار النفط وانهيار الدينار، وسط تقارير تحذّر من كارثة إقتصادية مرتقبة، فضلاً عن فساد في كل اجهزة الدولة أدى الى هدر كبير للمال العام مع وعود سياسية كبيرة بالإصلاحات.
لذا فان مبادرات إقتصادية إستثمارية دولية، تُدخل رؤوس اموال ضخمة وتوفر فرص عمل، من شأنها اشاعة التفاؤل بإنفراجات تُخرج العراق من أزمته.
حفل إليسا
وكانت العاصمة العراقية بغداد قد شهدت الجمعة الفائت حفلًا ضخمًا أحيته الفنانة اللبنانية إليسا، وجمع حشدًا كبيرًا من محبيها.
وبينما أدّت صاحبة أغنية "بستناك" جملة من أغانيها، عبّرت عن فرحها بوجودها في بغداد وهو ما عدّته إحدى أمنياتها، وأملت أن يكون حفلها بداية لسهرات كبيرة خلال الفترة المقبلة.
وعبر وسم "إليسا في بغداد" نشر جمهور إليسا العراقي مقاطع مباشرة من الحفل، أُرفقت بتعليقات رحّبت بإليسا ونقلت أجواء الفرح.
يُذكر أن حملة شُنت في سبتمبر/ أيلول الماضي رفضًا لإقامة حفل إليسا، وعُزيت إلى موقفها المناهض لحزب الله اللبناني