مهما كان طريق النجاح طويلا وظروفه معقدة لكن لتحقيقه طعم خاص.
هي الطبيبة العراقية الشابة "تمارا قيس" التي حصدت، من بين 60 طبيبا عربيا، المرتبة الأولى في بورد الأمراض الجلدية بالامتحان الشامل الذي جرى في الجامعة الأردنية برعاية المجلس العربي للبورد.
بدأت قصة تمارا في العام 2012 عندما أنهت دراسة الطب في جامعة واسط العراقية بتفوق باهر ما جذب إهتمام وزارة التعليم العالي العراقية وتوظيفها في العام ذاته ضمن ملاك الجامعة، ومن منصبها آثرت المضي قدما في إنجاز ما تصبو إليه فقررت استكمال البورد العربي.
في العام 2016، تم قبولها في البورد العربي وكانت الأولى على 24 طالبا تقدموا لاجتياز الامتحان التنافسي فقضي الامر الانتقال للعيش في العاصمة العراقية بات محسوماً.
وحول طبيعة الصعوبات التي واجهتها تقول تمارا: "زادت الأمور تعقيدا عندما وجدنا أنفسنا مضطرين للسكن في بغداد، فقد عانت عائلتي من تأمين السكن ومتطلبات العيش التي تتوافق مع المدخول الشهري ".
ولا يمكن لتمارا أن تنسى سفرها إلى العاصمة الأردنية عمان لتأدية امتحان البورد العربي وهي تعاني من تداعيات الإصابة بفيروس كورونا، موضحة أنها كانت تواصل القراءة والمتابعة في الليل والنهار على الرغم من حالتها الصحية وقد أجرت الامتحان بيومين، اليوم الأول في الجامعة الأردنية والثاني بمستشفى البشير في العاصمة الأردنية عمان المخصص للامتحان السريري والشفوي للأمراض الجلدية والتناسلية.
وتدين الطبيبة تمارا قيس بالفضل في كل ما وصلت إليه لعائلتها وزوجها، معتبرة أن وقوفهم الى جانبها منحها الصبر الذي توج بحصولها على شهادة ممارسة الاختصاص "إم آر سي بي" (mrcp) من كلية الأطباء الملكية البريطانية، كما أصبحت عضوا في الجمعية الأوروبية لأطباء الجلد، ونالت شهادة التجميل والليزر من الأكاديمية الأميركية في القاهرة عام 2020.
يبقى حلم تمارا افتتاح عيادة خاصة تمكنها من رعاية المرضى والعوائل المحتاجة، وهي على طريق تحقيقه بعد حصولها على رخصة العمل والبدء بتجهيز مبنى العيادة الشخصية.
تمارا قيس تؤكد للجميع وللنساء بشكل خاص أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية لم تكن يوماً عائقاً أمام قصص النجاح لا بل كانت الحافز الأول لتحقيقها.