Jusur

عن قمة التحولات.. دبلوماسي سعودي لـ"جسور":سنرى النتائج قريباً

" نؤكد للدول الصديقة في الشرق والغرب بأننا ماضون في السلام ولن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى منطقة صراعات"،قالها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان في القمة العربية ومن خلالها نقل تصوره ورؤيته لمشروع عربي عالمي حديث عبر تحقيق التكامل الأمني والاقتصادي للمرة الاولى بتاريخ الامة العربية، يرتكز على السلام والتعايش بأمان والدفع في مظاهر الخير والازدهار وبناء الاوطان العربية بدفن الفتن والصراعات فيها وإغلاق الباب عليها وتنوع استثماراتها وحفظ ارثهُا الحضاري والتاريخي وتعزيز الفخر به ومن ثم يرسي للجميع السلم والسلام.
ويبقى الحلم دوماً لكل المجتمعات العربية والأفراد العيش باستقرار وأمان والتمتع بالحقوق والواجبات في امتداد لمسار التنمية والازدهار وتعزيز العلاقات الدولية والتحالف مع الدول المجاورة خدمة للمصالح المشتركة وتنمية المجتمعات في جميع المجالات بهدف بناء شرق أوسط مُشرِق و مُزدهِر .
 
السعودية صانعة الاستقرار
 
السعودية الجديدة التي يحملها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للداخل والعالم تتبنى الاسلام الوسطي المعتدل الذي يحمل قيم التسامح ورسائل المحبة والسلام كرسالة إنسانية قبل أن تكون دينية، وهذا لا يتعارض مع كون المملكة العربية السعودية راعية الحرمين الشريفين بل يعطيها دافعاً أكبر في أن تتولى رعاية السلام والتسامح كدولة راعية الحرمين الشريفين التي يستقبلها في الصلاة أكثر من مليار ونصف مسلم، وهي ترفض جميع المشاريع سواء الطائفية أو المتشددة أو ما يسمى الاسلام السياسي، فقط تريد السعودية أن تكون منارة للاعتدال والتسامح المنفتحة على العالم .
 
استراتيجية جديدة للشرق الأوسط
 
و يرى محللون أن المملكة تتبع استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط، وأنها لم تعد خاضعة لأحلاف تبنيها أطراف دولية أخرى، وأنها تبادر بطريقة مستقلة إلى التخطيط وإنجاز سياساتها التي يمكن أن تغير وجه المنطقة، ولم تعد السعودية تعطي بالا لخصومها أو للمنقطعين عن العصر والذين لا زالوا يرددون مقولاتهم السابقة عن السعودية إما غيظا وحسدا أو جهلًا.
هذا التوجه، جعل السعودية محط أنظار العالم، و الانفتاح السعودي البراغماتي الديناميكي حدث مهم لأنة يستشرف المستقبل ويرصد التحديات من خلال التنظيم والتخطيط بحكمة ورؤية التي استخدمتها السعودية مفتاحاً لبناء علاقات متينة بمواجهة رياح التغيرات الدولية وتبديل المصالح .
 
وضع حدّ للحروب والتوتر
 
وعلى هامش انعقاد القمة العربية الثانية والثلاثين كان لـ"جسور" تصريح خاص مع السفير السعودي السابق لدى لبنان علي عواض عسيري الذي أكد أنه ومما لا شك فيه أن قمة جدة التي ترأسها سمو ولي العهد وشاركت فيها الدول العربية والرئيس الاوكراني وعودة سوريا الى الحضن العربي، جعلها قمة استثنائية وناجحة بكل المقايس آملاً ترجمات سريعة لنتائج قرراتها في المستقبل القريب لان انتقال رئاسة الجامعة العربية الى المملكة العربية السعودية سيفعّل دورها لمتابعة ما تم الاتفاق عليه" .
وتابع عسيري: وسمو الامير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس القمة العربية وقد عرف عنه اهتمامة بالشأن العربي لن يتوقف عند بيان القمة بل سيستمر بنهجه وعزيمته وإرادته السياسية لتحقيق ما اتفق عليه .
 
 
وفي الشأن اللبناني، يقول السفير السعودي السابق لدى لبنان علي عواض عسيري إن المطلوب من كل القوى السياسية إعادة النظر في الاساليب السابقة في كيفية اختيار رؤساء الجمهوريات والحكومات والوزراء والاتفاق على صيغة جديدة تخدم مصلحة لبنان أولا ومصلحة جميع اللبنانيين وتفعّل الاداء الحكومي بوجود وزراء متخصصين يستطيعون انفاذ لبنان من التدهور الاقتصادي والاجتماعي.
كما شدد على ضرورة ايجاد حلّ لأزمة النزوح مشيرا الى أن وضع النازحين السوريين المشتتين في دول عدة يتطلب إيجاد البيئة الامنة لهم للعودة الى بلدهم.
أما قضية فلسطين فتبقى قضية العرب والمسلمين وهي من اهتمامات القيادات السعودية السابقة والحالية ولذلك اكد ولي العهد أهمية القضية مذكراً بمبادرة السلام في قمة بيروت عام 2002 التي لا تزال تشكل الحل الواحد والمؤول وهذا ما دعا اليه سمو الامير محمد بن سلمان لابراز الاهمية.
 
ضيف القمة
 
ولفت عسيري الى أن المملكة سعت بحضور الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي القمة العربية الى تهيئة فرص انهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتغليب الحلول بطرق سلمية.
ولعبت المملكة دورًا دبلوماسيًا رائدا في السياسة الإقليمية، إذ تحركت بإتجاه تحسين علاقاتها مع تركيا وأعادت العلاقات مع إيران، ورحبت بعودة سوريا إلى الصف العربي، والتضامن مع لبنان وحث كل الأطراف اللبنانية للتحاور لانتخاب رئيس للجمهورية يرضي طموحات اللبنانيين وانتظام عمل المؤسسات الدستورية وإقرار الإصلاحات المطلوبة لإخراج لبنان من أزمته، وتتوسط في الصراع السوداني ، فضلا عن قضايا اليمن وقبل ذلك، ساهمت الرياض في التوصل لاتفاق بين روسيا وأوكرانيا، في سبتمبر الماضي، تمخضت عنه عملية تبادل أسرى ، وتسعى السعودية إلى وضع حدّ للحروب والتوتر في منطقة الشرق الأوسط .
الكلمات الدالة
عن قمة التحولات.. دبلوماسي سعودي لـ"جسور":سنرى النتائج قريباً
(last modified 22/05/2023 11:40:00 ص )
by