استقبل رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، سفير جمهورية إيران الإسلامية في العراق، محمد كاظم آل صادق، ووفدًا مرافقًا له، الاثنين 11 أيلول الجاري، وناقش الجانبان خلال اجتماع سبل تعزيز علاقات إيران مع العراق وإقليم كردستان، والاتفاق الأمني بين العراق وإيران، وعلاقات أربيل – بغداد والحوار من أجل حل المشاكل العالقة بينهما. وحدّد بارزاني موقف الاقليم من الاتّفاق الأمني بين العراق وإيران معتبرًا أنّ إقليم كردستان ملتزم بالاتفاق الأمني بين العراق وإيران، ومطمئنًا أنّه لن يسمح بظهور أي تهديد أمني لجمهورية إيران الإسلامية ينطلق من الاقليم .
صراع الشبك والحزب الديمقراطي
وللوقوف عند آخر تداعيات هذا اللقاء كان لـ "جسور" حديث مع "وعد محمود أحمد قدو القدو"، النائب المستقل في البرلمان العراقي عن مقعد الشبّك في محافظة نينوى. وهو النائب في البرلمان عن "الإطار التنسيقي"، الذي يعرف بأنه القائد الفعلي لمليشيا "حشد الشبك" اللواء 30 في الحشد الشعبي.
وتجدر الاشارة إلى أنّ قدّو عرف بموقفه الصلب منذ فترة على أثر تكليف مدير ناحية بعشيقة، التي تعتبر خاصرة الموصل الشرقية. ما أثار غضب القوى السياسية المقربة من "الإطار التنسيقي" و"الحشد الشعبي"، إذ أعلن ، رفضه لهذا التكليف، ولوّح بإجراءات تصعيدية في حال لم يتم إنهاء ذلك وتكليف شخصية أخرى بدلاً عنه. القدو أكد رفضه لتكليف غزوان الداودي من الحزب الديمقراطي الكردستاني بمنصب مدير ناحية بعشيقة، وقال إنه "كان من المفترض الخروج بتظاهرات واعتصامات في سهل نينوى لرفض التكليف"، لكن تمّ تأجيل هذه الإجراءات بعد تدخل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي وعد بحل هذا الموضوع. واعتبر قدّو وقتها أنّ هذا المنصب هو استحقاق للمكون والقوى الشبكية، وأن تكليف مرشح الحزب الديمقراطي يحمل تهميشًا وتجاوزًا على حقوق الشبك، بحسب وصفه.
مع العلم أنّ القوى الشبكية ليست الوحيدة التي ترفض تكليف مرشح الحزب الديمقراطي، فممثلو القوى السياسية في سهل نينوى ومنها الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب الدعوة وحركة بابليون وغيرها ترفض هذا الأمر، لأنّهم يعتبرونه استحقاقًا للمكون الشبكيواتهم نواب الحزب الديمقراطي عن محافظة نينوى النائب وعد القدو بمحاولة إثارة الفتنة وتعريض السلم المجتمعي في منطقة سهل نينوى للخطر.
لقاء ديبلوماسي لإنهاء التمرّد
وفي ما يتعلّق باللقاء الكردستاني - الايراني يلفت القدّو في حديثه لجسور أنّ "الهجمات التي انطلقت من إقليم كردستان على إيران من خلال المعسكرات المتواجدة في الاقليم من قبل عناصر تابعة للمعارضة الايرانيّة، على بعض المدن الايرانيّة قد أقلقت الجانب الايراني والحكومة الايرانيّة."
وتجدر الاشارة إلى انّ الحكومة الايرانيّة قد قدّمت مرارًا وتكرارًا عبر الوسائل الديبلوماسيّة في الأمم المتحدة عدّة شكاوى بضرورة إخراج العناصر المعارضة لها من الاقليم. ويقول القدّو "استهدفت الحكومة الإيرانية بعض هذه المقرات عبر قصفها، فاعترض الجانب العراقي على القصف الايراني الذي كان يستهدف المعسكرات التي تأوي المعارضين المسلّحين في إقليم كردستان." لذلك حدث أكثر من لقاء بين الجانبين الايراني والعراقي لإنهاء وجود المعسكرات والمظاهر المسلّحة في إقليم كردستان.
ويلفت القدّو في حديثه لجسور أنّ الجانبين قد اتّفقا على ضرورة نزع سلاح هذه المعسكرات، وتحويلها إلى أماكن لإيواء اللاجئين حتّى إنهاء هذا الملف بالكامل في المستقبل؛ على غرار ملفّ منظّمة مجاهدي خلق الايرانيّة."
مبادرات مرتقبَة
ويكشف القدّو في حديثه لموقعنا أنّه "خلال الايام القليلة القادمة قد يشهد إقليم كردستان مبادرة لتقوية الأواصر بين حكومة الاقليم والحكومة الايرانيّة، والحكومة العراقية أيضًا." حيث يعتبر القدّو أنّ "هذه القضايا من شأنها الحدّ من التوتّرات الأمنيّة على الحدود، والقصف العشوائي الذي يطال الآمنين."
ويختم القدّو مطمئنًا أن "لا تمدّد للحكومة الايرانيّة ولا للجمهوريّة الاسلاميّة في إيران داخل الاقليم، ولا في أيّ منطقة عراقيّة أخرى." ولا يعتبر القدّو ما حصل تدخّلاً إنّما يضعه في إطار " الأمر الطبيعي. فمن حقّ الجمهوريّة الاسلاميّة في إيران المطالبة بإنهاء القوات المعارِضَة المسلّحة المناهضة." من هذا المنطلق كان هناك حوار ديبلوماسيّ أفضى إلى اتّفاق سياسيّ ما بين البلدين، آملاً القدّو بإقفال هذا الملفّ على ألّا تتكرّر هذه الأعمال.