تزداد حاجة الولايات المتحدة لعمال الرعاية الصحية في ظلّ ما تعانيه من نقص يعمّ النظام الصحي برمته، ويشمل الأطباء وممرضي أقسام الطوارئ بالمشافي والمساعدين الصحيين ممن يقدمون الرعاية المنزلية للمسنّين وذوي الإعاقة. وقد تفاقمت هذه الأزمة على مرّ السنين في ظلّ تقدم جيل طفرة المواليد بالعمر، مع ما يرافق ذلك من ضغط غير مسبوق على النظام الصحي، ثم جاء وباء كورونا فزاد الطين بلة.
وقد ترك حوالي 100 ألف ممرض مسجل وظائفهم خلال العامين الماضيين بسبب ضغط العمل والاستنزاف والتقاعد، فيما يخطط أكثر من 610 آلاف آخرين لترك وظائفهم للأسباب عينها بحلول 2027، حسب دراسة أجراها المجلس الوطني لبوردات التمريض في الولايات المتحدة في أبريل.
لقد نقلت الدراسة عن معظم الممرضين أنهم يشعرون بأنهم "مستنفذون عاطفياً" أو "منهكون" أو "بلغوا حدّهم". بيّنت دورية "هيلث أفيرز" (Health Affairs) أن زهاء نصف الموظفين العاملين في مؤسسات الصحة العامة المحلية وعلى صعيد الولايات استقالوا بين 2017 و2021. كما بيّنت دراسة أخرى أن عدد موظفي الرعاية المنزلية لكلّ 100 متلقٍ للخدمات الطبية في إطار برنامج "مديك إيد" ، انخفض 11.6% بين 2013 و2019. وقد تواجه الولايات المتحدة نقصاً بما يصل إلى 124 ألف طبيب بحلول 2034، حسب رابطة كليات الطبّ الأميركية.
في المستشفيات، بلغت أقسام الطوارئ التي تعاني من نقص في عدد الموظفين "نقطة الانهيار"، حسب رسالة وجهتها أكثر من 30 مجموعة متخصصة بالرعاية الصحية إلى البيت الأبيض في نوفمبر، وقد طالبت المنظمات وأعضاء في الكونغرس إدارة بايدن بمعالجة مشكلة الانتظار الطويل التي تجبر المرضى على البقاء في أقسام الطوارئ لأيام وأسابيع وحتى لأشهر جرّاء النقص في موظفي دور الرعاية أو في الأجزاء الأخرى من المستشفى التي يتعيّن إحالة المرضى إليها. في بعض الحالات توفي مرضى فيما كانوا ينتظرون لفترات تصل إلى 10 ساعات أو أكثر حتى يفحصهم طبيب.